اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت تقارير استخباراتية نشرها موقع “أفريقيا إنتلجنس” المقرب من المخابرات الفرنسية، عن شروع الجيش السوداني في مفاوضات متقدمة مع روسيا لشراء طائرات مقاتلة من طراز “سخوي Su-27” ونسختها المطوّرة “Su-30”، وهي من الطائرات المتقدمة ذات القدرات العالية في القتال الجوي.
وأفادت التقارير أن الجيش السوداني يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق تفوق جوي حاسم في مواجهة الطائرات المسيّرة التابعة لمليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة خليجية .
كما يخطط الجيش لاستخدام قاذفات “سو-30” في تنفيذ الهجمات الأرضية وعمليات القصف الاستراتيجي، نظرًا لقدرتها الكبيرة على الطيران لمسافات طويلة وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف المعادية.
بدائل من آسيا الوسطى لتعويض النقص الروسي
وأشارت المصادر إلى أن النقص الحاصل في المخزون العسكري الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا دفع الجيش السوداني إلى دراسة خيارات بديلة للحصول على المقاتلات من ترسانات دول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وكازاخستان. كما شملت المفاوضات شراء محركات لطائرات “Su-24” القاذفة، إلى جانب طائرات التدريب والهجوم الخفيف من طراز “K-8” الصينية الصنع. وتهدف هذه المفاوضات إلى تعزيز الأسطول الجوي السوداني وتطوير قدراته القتالية في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في مناطق النزاع داخل البلاد.
منظومات دفاع صينيّة بحوزة الدعم السريع
وفي سياق متصل، كشفت معلومات ميدانية من مصادر مستقلة في ولاية غرب كردفان أن مليشيا الدعم السريع لا تزال تمتلك منظومة الدفاع الجوي الصينية “FK-2000”، رغم تعرضها في وقت سابق لقصف جوي عنيف من قبل الجيش السوداني في مدينة نيالا. وأوضح الخبير العسكري والمحلل السياسي محمد مصطفى محمد صالح، أن بقايا حطام صاروخ تم العثور عليها في إحدى البلدات بالمنطقة تطابق في مواصفاتها الشكلية مكونات صاروخ “FK-2000 Surface-to-Air Missile”، وهو نظام دفاعي قصير المدى مصمم لاعتراض الطائرات بدون طيار والقذائف الجوالة.
تحليل أولي لحطام الصاروخ يؤكد وجود المنظومة
أشار صالح إلى أن الصور الميدانية التي تم الحصول عليها تُظهر أجزاء أسطوانية ومحرك دفع مشابه تمامًا لذلك المستخدم في منظومة “FK-2000”، الأمر الذي يعزز فرضية وجودها بيد المليشيا. كما بين أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن المليشيا نقلت هذه المنظومة من إقليم دارفور إلى ولاية كردفان بهدف الحفاظ عليها بعيدًا عن الضربات الجوية للجيش، وهو ما يفسر تكثيف العمليات الجوية الأخيرة في غرب كردفان من قبل القوات المسلحة السودانية لتحييد قدرات الدفاع الجوي التابعة للمليشيا.
محاولات فاشلة لاعتراض مسيّرات الجيش
وبحسب روايات شهود محليين، فقد شوهدت عربات المنظومة الصينية في مناطق متفرقة غربي الولاية خلال الأسابيع الماضية. وأكدت المصادر ذاتها أن المليشيا حاولت استخدام المنظومة لاعتراض طائرة مسيّرة تابعة للجيش، إلا أن العملية باءت بالفشل بعد أن انفجر الصاروخ في الجو قبل وصوله إلى هدفه. وتم لاحقًا العثور على أجزاء متفحمة من الصاروخ متناثرة على مقربة من موقع الإطلاق المفترض، مما يؤكد محدودية كفاءة المنظومة لدى المليشيا أو ضعف جاهزيتها الفنية.
استمرار تهديد القدرات الدفاعية للمليشيا
ورغم غياب المعلومات الدقيقة حول عدد منظومات “FK-2000” المتبقية بحوزة المليشيا أو مدى جاهزيتها للاستخدام، إلا أن استمرار ظهور مكونات من هذا النظام في الميدان يعكس أن المليشيا لا تزال تحتفظ بجزء من ترسانتها الدفاعية. كما يشير إلى أن جهود الجيش السوداني في نزع هذه القدرات أو تدميرها بشكل كامل لم تحقق نتائج حاسمة بعد، مما يجعل هذه المنظومات مصدر تهديد حقيقي لأي عمليات جوية في مناطق انتشار المليشيا.
دعم إقليمي وتسليح خارج السيطرة
ويرى محللون أن اعتماد المليشيا على أنظمة دفاع جوي متقدمة في صراع داخلي، يعكس حجم التدخلات الإقليمية واتساع دائرة التسليح غير الخاضع للرقابة الدولية. كما يشير إلى استمرار تدفق الدعم العسكري الخارجي الذي يغذي الحرب في السودان، ويُعقّد من فرص التوصل إلى تسوية سياسية في ظل السباق نحو التسلح بين الطرفين.


























