قيادي في تحالف "صمود" يطلق النداء الآخير قبل الكارثة

متابعات – نبض السودان

أطلق القيادي في تحالف 'صمود'، ياسر عرمان، تحذيرًا شديد اللهجة من تدهور الوضع الإنساني في السودان، مؤكدًا أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم حاليًا، في ظل تفشي الأوبئة واستمرار الحصار والنزاع المسلح الذي يفتك بحياة المدنيين.

دعوة حاسمة من عرمان لمجلس الأمن: كفى بيانات بلا طعم

عرمان وجّه نداءً مباشرًا إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبًا باتخاذ 'قرار ملزم وفوري بفرض وقف إنساني لإطلاق النار' في السودان، بدلاً من الاكتفاء ببيانات وصفها بأنها 'بلا طعم ولا معنى'، لا تلامس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في البلاد.

الكوليرا تنتشر في طويلة.. وآلاف المدنيين في خطر

وأكد عرمان في منشور له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن تفشي الكوليرا في طويلة، إلى جانب ما تعانيه مدن مثل الفاشر، والدلنج، وكادقلي، والأبيض، من أوضاع إنسانية كارثية، يتطلب تحركًا عاجلاً لإنقاذ المدنيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، الذين يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا.

أوبئة وكوارث وتدمير شامل للبنية التحتية

وأشار إلى أن الأوبئة تنتشر بشكل واسع، خاصة الكوليرا التي باتت تهدد آلاف السكان في عدة مناطق، وسط انهيار تام في النظام الصحي، مؤكدًا أن ما يحدث 'لا يبشر بإعادة بناء السودان أو استعادة كرامته، بل يفتح أبواب التخلف والكراهية، ويدمر حياة الأبرياء ويعيد البلاد إلى العصور المظلمة'.

الجرائم مستمرة والتجاهل يرقى لجريمة حرب

واتهم عرمان الأطراف المتحاربة بارتكاب ما وصفها بـ'جريمة حرب مكتملة الأركان' بسبب تجاهلها المتعمد لمعاناة المدنيين، واستمرارها في التدمير الممنهج لحياتهم، مشددًا على ضرورة ممارسة أقصى درجات الضغط الدولي والإقليمي لفرض هدنة إنسانية شاملة، والسماح بدخول المساعدات، خصوصًا الغذاء والدواء، دون استثناء لأي منطقة متضررة.

دعوة للجاليات السودانية في الخارج: تحركوا الآن

وفي نداء خاص، دعا ياسر عرمان السودانيين في المهجر إلى تنظيم حملة ضغط كبرى على المنظمات الإقليمية والدولية، ومراكز صنع القرار حول العالم، بما في ذلك البرلمانات والكونغرس الأمريكي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء ووقف ما وصفه بـ'الجرائم الجماعية'.

أرقام صادمة من اليونيسف: الكوليرا تحصد الأرواح

وفي سياق متصل، كشفت منظمة اليونيسف عن تسجيل أكثر من 1,180 حالة إصابة بالكوليرا في بلدة طويلة بولاية شمال دارفور، من بينها قرابة 300 طفل، مع وقوع 20 حالة وفاة على الأقل منذ أول إصابة تم الإبلاغ عنها في 21 يونيو الماضي.

وأضافت المنظمة أن البلدة استقبلت أكثر من نصف مليون نازح بسبب الصراع المسلح الذي تفجّر منذ أبريل الماضي، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المصابين بالكوليرا في ولايات دارفور الخمس بلغ حتى 30 يوليو نحو 2,140 حالة، بينما سُجّلت 80 وفاة على الأقل في تلك الفترة.

حصار وتجويع في الفاشر وكادقلي والدلنج

فيما تستمر قوات الدعم السريع في فرض حصار قاسٍ على مدن الفاشر وكادقلي والدلنج، وبشكل جزئي على مدينة الأبيض، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين هناك، وعرّض آلاف الأسر إلى الجوع ونقص الأدوية وانعدام المياه، في ظل غياب تام لأي ممرات إنسانية آمنة.

النداء الأخير.. هل ينقذ العالم السودان؟

رسالة ياسر عرمان تعكس عمق المأساة السودانية، وتحمل في طياتها نداءً أخيرًا للضمير العالمي، من أجل إنقاذ ما تبقى من حياة داخل وطن يُحاصر بالموت من كل الجهات، بينما يواصل المجتمع الدولي الاكتفاء بالتصريحات والبيانات، وسط انهيار إنساني شامل.