اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشف موقع 'Clash Report' المتخصص في الشؤون العسكرية عن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في تزويد مليشيا الدعم السريع في السودان بمنظومة دفاع جوي متطورة من طراز FK-2000، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا خطيرًا يغيّر موازين الحرب الجارية منذ أبريل 2023.
وأوضح التقرير أن الإمارات حصلت على النظام الصيني الصنع عبر صفقة مباشرة مع شركة CASIC الصينية، قبل أن يتم تسليم المنظومة إلى دولة تشاد، التي لعبت دور الوسيط اللوجستي في نقلها إلى الأراضي السودانية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
FK-2000.. قدرة هجومية متعددة الطبقات تهدد المجال الجوي السوداني
نظام FK-2000 الذي تم تسليمه، هو منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، يُقارن بقدراته مع النظام الروسي بانتسير S1. ويعتمد النظام على مزيج من الصواريخ الموجهة والمدافع الآلية عيار 30 ملم، مما يتيح له التصدي لطيف واسع من الأهداف الجوية، من الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز إلى الطائرات المروحية.
وتُركب المنظومة على هيكل بعجلات 8×8، وتضم 12 صاروخًا موجهًا راداريًا، وتتميز بمدى اشتباك يصل إلى 25 كيلومترًا، بارتفاعات تصل إلى 12 كيلومترًا. كما تمتلك قدرة تشغيل عالية في مختلف الظروف الجوية ليلًا ونهارًا، مع سرعة انتشار لافتة في ساحات المعركة.
دور إماراتي مشبوه وتمويل عابر للحدود
بحسب التقرير، فإن الصفقة تأتي ضمن خطة أوسع من أبوظبي لتعزيز نفوذها في مناطق النزاع بإفريقيا، عبر تزويد وكلاءها المحليين بعتاد نوعي متقدم. وتشير تحليلات دولية إلى أن الدعم العسكري الإماراتي للمليشيا لا يقتصر على التمويل، بل يشمل الإشراف التقني والدعم اللوجستي العابر للحدود.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات جديدة حول طبيعة الدور الذي تلعبه الإمارات في الحرب السودانية، خاصة أن نقل منظومة دفاع جوي بهذا المستوى يمثل تحولًا خطيرًا، قد يهدد المجال الجوي الإنساني ويعرقل عمليات الإغاثة والمراقبة الجوية في السودان.
دعم 'غير معلن' يرفع مستوى التهديد للعمليات الجوية
إذا تأكد نشر هذه المنظومة على الأرض السودانية، فإن ذلك سيُعد قفزة نوعية في القدرات الدفاعية لقوات الدعم السريع، حيث تمنح FK-2000 المليشيا القدرة على مجابهة الطائرات المقاتلة والمسيّرة في ارتفاعات منخفضة ومتوسطة، مما يهدد بشل فعالية الطيران التابع للجيش السوداني.
ويرى مراقبون أن إدخال مثل هذه المنظومة يشير إلى تحول الدعم الإماراتي من التزويد التكتيكي إلى الاستثمار الاستراتيجي في قدرات الدعم السريع، في تحدٍ مباشر للجهود الدولية الساعية لاحتواء الصراع.
غموض إماراتي وصمت رسمي
رغم فداحة الاتهامات، لم تصدر الإمارات أي تعليق رسمي على ما ورد في التقرير، بينما لم تنفِ أو تؤكد تشاد بدورها عملية النقل، ما يزيد من الشكوك حول وجود شبكة تمويل وتسليح إقليمية تديرها أبوظبي خلف الكواليس لدعم طرف على حساب الدولة السودانية.
وتعيد هذه التطورات للأذهان تقارير سابقة تحدثت عن تجنيد مرتزقة من كولومبيا وتشغيلهم ضمن صفوف الدعم السريع بتمويل إماراتي، الأمر الذي سبق أن وثقته حكومة السودان ورفعته إلى مجلس الأمن.