تصريح ناري من ترامب يربك حسابات طهران.. هل ينوى تغيير النظام؟

متابعات – نبض السودان

في تصريحات مثيرة للجدل كعادته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده قامت بتدمير منشآت نووية إيرانية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يسعى لتغيير النظام في طهران، لكنه لن يسمح لإيران بامتلاك أي سلاح نووي.

جاء ذلك في تصريح عاجل بثته قناة 'القاهرة الإخبارية'، ما أعاد الجدل مجددًا حول سياسة واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني، ودور ترامب في إعادة تشكيل خارطة التهديدات بالمنطقة.

لا للسلاح النووي الإيراني.. موقف ثابت من ترامب

قال ترامب بوضوح: 'لن أسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي'، وهو التصريح الذي يتماشى مع نهجه الصارم منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة عام 2016، حين انسحب من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في عهد أوباما، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.

وبالرغم من تقارير عديدة أكدت في السابق أن إيران ما تزال تحتفظ ببعض قدرات التخصيب، فإن ترامب كشف لأول مرة أن منشآت نووية إيرانية قد تم تدميرها، دون أن يُفصح عن توقيت أو تفاصيل العملية.

لا رغبة في تغيير النظام الإيراني

على عكس سياسات أمريكية سابقة، أكد ترامب أنه لا يرغب في تغيير النظام داخل إيران، موضحًا أن هدفه يتركز فقط على تحجيم الخطر النووي، وليس التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للدولة الإيرانية.

هذا الموقف يأتي في وقت شهدت فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توترات متصاعدة، خاصة في ظل الاشتباكات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل، والتي اتخذت أبعادًا إقليمية خطيرة مؤخرًا.

حلف الناتو.. واتهامات لبايدن

في حديثه، لم ينسَ ترامب مهاجمة خلفه في البيت الأبيض، جو بايدن، قائلًا: 'بايدن رئيس غير كفء'، مؤكدًا أن إدارته هي من أنقذت حلف شمال الأطلسي 'الناتو' من الانهيار، في إشارة إلى الخطوات التي اتخذها خلال ولايته لتعزيز تمويل الحلف، ومطالبته الحلفاء الأوروبيين بزيادة مساهماتهم المالية.

كما تحدث ترامب عن أهمية خفض أسعار الطاقة عالميًا، واصفًا ذلك بأنه 'أمر رائع'، في إشارة إلى سياساته التي دعمت الإنتاج الأمريكي من النفط والغاز، على عكس توجهات إدارة بايدن نحو الطاقة النظيفة.

أمريكا تمسك بخيوط اللعبة.. ومحللون يعلّقون

وفي ضوء وقف إطلاق النار الذي تم مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، تُظهر التصريحات الأمريكية أن واشنطن لا تزال تمسك بخيوط اللعبة في المنطقة، وتسعى لمنع التصعيد المباشر، مع مراقبة دقيقة للتحركات الإيرانية في الداخل والخارج.

ويرى محللون أن حديث ترامب يعكس رسائل موجهة ليس فقط لطهران، بل أيضًا لحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة – على الأقل في حال عودته إلى السلطة – ستعيد نهجها الصارم تجاه التهديدات النووية.

دعم داخلي لسياسات ترامب تجاه إيران

اللافت أن عضوًا في الحزب الجمهوري صرّح مؤخرًا بأن حوالي 70% من الأمريكيين يؤيدون موقف ترامب من منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، ما يفسّر استمرار حضوره السياسي القوي داخل الأوساط الجمهورية، وربما تمهّد لتصعيده مجددًا في انتخابات الرئاسة المقبلة.

الحملة ضد إيران لم تنته بعد

من جانبه، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الحملة العسكرية ضد إيران 'لم تنته بعد'، في مؤشر واضح على أن تل أبيب ترى في التهديد النووي الإيراني قضية وجودية، بغض النظر عن الموقف الأمريكي الرسمي.

التصريحات المتزامنة من ترامب والقيادة العسكرية الإسرائيلية تُنذر بأن ملف إيران ما زال على طاولة التصعيد، وأن كل الهدوء الحالي لا يعني بالضرورة انتهاء التوترات.