اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تجددت معاناة سكان منطقة الحاج يوسف “الردمية مربع 2” شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، مع انقطاع التيار الكهربائي مرة أخرى، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام فقط من استئناف الخدمة التي ظلت متوقفة لفترة طويلة بسبب الحرب.
وبحسب إفادات من الأهالي، فقد تفاجأ المواطنون بانقطاع شامل للتيار دون سابق إنذار، مما أثار حالة من الغضب والاستياء، خاصة أن العودة الجزئية للكهرباء مؤخراً أعادت بعض الأمل في تحسن الوضع الخدمي.
إدارة الكهرباء: التوصيلات العشوائية وراء الأزمة
أوضحت إدارة كهرباء محلية شرق النيل أن السبب الرئيسي وراء هذا الانقطاع يعود إلى انتشار التوصيلات الكهربائية غير القانونية المعروفة محلياً باسم “الجبادات”، والتي رفض عدد من السكان إزالتها رغم التحذيرات السابقة.
وأكد المهندس المشرف على الشبكة أن هذه التوصيلات تتسبب في اختلال توازن الأحمال على المحولات، مما يؤدي إلى أعطال متكررة وانهيار في النظام الكهربائي. وأضاف أن إعادة التيار مرهونة بالتزام السكان بإزالة “الجبادات” وشراء الكهرباء بالطرق الرسمية عبر العدادات المعتمدة.
رفض شعبي وتعقيد للأزمة
ورغم توضيحات الإدارة، فإن عدداً من سكان الحي لا يزالون متمسكين بهذه التوصيلات، معتبرين أنها الوسيلة الوحيدة للحصول على الكهرباء في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة، وغلاء تكلفة التوصيل الرسمي وانعدام العدادات.
هذا التمسك بالمخالفات، بحسب متابعين، أدى إلى تفاقم الأزمة وتأخير عمليات الإصلاح، ليظل الحي غارقًا في الظلام وسط ارتفاع درجات الحرارة، وغياب المراوح وأجهزة التبريد، وتأثير ذلك على تخزين الأطعمة والأدوية.
بنية تحتية هشة وجهود محدودة
وتأتي هذه الأزمة في وقت تبذل فيه سلطات ولاية الخرطوم جهودًا محدودة لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، بعد إعلان الجيش السوداني بسط سيطرته الكاملة على محلية الخرطوم منذ منتصف مايو، وسط تحديات مالية ولوجستية كبيرة.
وأكد ناشطون من المنطقة أن عودة الكهرباء، وإن كانت جزئية، شكّلت بارقة أمل، إلا أن استمرار الأعطال والصراع بين الإدارة والمواطنين حول “الجبادات” قد يطيل أمد المعاناة ويهدد حياة المرضى وكبار السن والأطفال.
مطالب بحلول عملية
وطالب المواطنون الجهات المختصة بإيجاد حلول متوازنة لا تُحمّل المواطن وحده تكلفة الفوضى الكهربائية، وذلك من خلال تقنين استخدام بعض التوصيلات المؤقتة لحين إصلاح البنية الرسمية، ودعم الأسر الفقيرة بعدادات مدعومة لتقليل الاعتماد على الطرق غير النظامية.
ويخشى مراقبون أن يتحول ملف الكهرباء في مناطق العاصمة إلى إحدى أزمات ما بعد الحرب المزمنة، ما لم تتحرك الحكومة بخطط واضحة لمعالجة الوضع الميداني والتقني والاجتماعي معًا.