اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور لافت يعكس حجم التحديات والفرص التي يحملها موسم الأمطار الحالي، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن توقعات بوصول كميات ضخمة من المياه تُقدَّر بنحو 50 مليار متر مكعب إلى بحيرة سد النهضة الإثيوبي خلال موسم الأمطار لعام 2025.
وأوضح شراقي في تصريحات صحفية أن بحيرة سد النهضة تحتوي بالفعل على نحو 56 مليار متر مكعب من المياه تم تخزينها خلال مراحل الملء السابقة، مشيرًا إلى أن السعة التخزينية القصوى للبحيرة تصل إلى 60 مليار متر مكعب.
أين ستذهب كل هذه المياه؟
يقول شراقي: “هذه الكمية الضخمة من المياه ستتجه في نهاية المطاف نحو مصر والسودان، إما عبر بوابات المفيض حال تم فتحها، أو بشكل تلقائي من أعلى جسم السد في حال استمرار غلق البوابات خلال ذروة الأمطار”.
وبحسب الخبير الجيولوجي، فإن إثيوبيا لم تستكمل الملء حتى الحد الأقصى، حيث توقفت عند 56 مليار متر مكعب بنهاية الملء الخامس، ما يشير إلى وجود سعة إضافية تقدر بـ4 مليارات متر مكعب، لا تزال غير مستخدمة.
سد النهضة مجددًا في دائرة الضوء
يقع سد النهضة الإثيوبي على مجرى النيل الأزرق، ويُعد واحدًا من أضخم مشروعات البنية التحتية في القارة الإفريقية. ومنذ انطلاق عمليات بنائه، تصاعد الجدل الإقليمي حول آليات ملء وتشغيل السد وتأثيره على حصص مصر والسودان من مياه النيل.
ورغم مرور سنوات من التفاوض، لا يزال الملف عالقًا دون اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية التشغيل المستقبلي للسد، خاصة خلال فترات الجفاف أو المواسم المطيرة الغزيرة كالتي نشهدها هذا العام.
ماذا بعد وصول 50 مليار متر مكعب؟
بحسب تقديرات الخبراء، فإن هذه الكميات مرشحة للتسرب تدريجيًا من السد إلى دول المصب، وقد تؤدي إلى زيادة التدفقات المائية إلى مصر، لكن تبقى طريقة تصريفها هي العامل الحاسم.
ويوضح شراقي أن فتح بوابات المفيض من جانب إثيوبيا بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى موجات فيضانية مفاجئة في السودان، بينما تمرر المياه بسلاسة نسبيًا إلى مصر عبر شبكة النيل الرئيسية.
وسط موسم مطير استثنائي، واستمرار حالة الترقب الإقليمي، فإن 50 مليار متر مكعب جديدة تدخل المعادلة المائية لنهر النيل، لتعيد ملف سد النهضة إلى واجهة الاهتمام، وتطرح تساؤلات حول الخطط المصرية والسودانية للتعامل مع التدفقات المفاجئة، خاصة في ظل استمرار غياب التنسيق الفني الملزم مع الجانب الإثيوبي.