المجاعة في غزة تواصل التفاقم.. وموت الرضع يزيد المأساة

متابعات- نبض السودان

تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع تصاعد حدة المجاعة التي تضرب السكان بشكل متفاوت نتيجة استمرار إدخال المساعدات بطريقة غير منظمة، وما تتعرض له من نهب وسرقة من قبل عصابات إجرامية أو استحواذ المواطنين عليها في حالات كثيرة. هذا الواقع المأساوي يزيد معاناة الأطفال والنساء وكبار السن، ويعرضهم لخطر الموت جوعًا ومرضًا.

وفيات مأساوية بين الرضع في غزة بسبب سوء التغذية

شهدت الأيام الأربعة الماضية وفاة عدد كبير من الأطفال الرضع في غزة نتيجة تفاقم سوء التغذية، في ظل عجز المستشفيات عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة بسبب فقدان الأدوية والمستلزمات الضرورية. ووفق المصادر الطبية، فإن المجاعة الحادة أدت إلى فقدان الأطفال لحليب الأطفال الطبي والمكملات الغذائية الضرورية، مما تسبب في تدهور حالتهم الصحية بشكل سريع.

سرقة المساعدات الطبية والغذائية تفاقم الأزمة

أسهمت سرقة شاحنات الأدوية والمكملات الغذائية التي كانت مخصصة للأطفال من قبل عصابات منظمة، وبعض المتجمهرين عند نقاط توزيع المساعدات، في مفاقمة الكارثة. في المقابل، لم تقدم «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل أي مبادرات حقيقية للتخفيف من المعاناة.

ضحايا المجاعة: أسماء وشهادات

أكدت المصادر الطبية وفاة أربعة أطفال رضع خلال يومي الخميس والجمعة وهم: جوري المصري (3 أشهر) من دير البلح، كندة الهمص (10 أيام) من خان يونس، نضال شراب (5 أشهر) من خان يونس، وأحمد طليب (شهران) من حي الصبرة. وتوفي هؤلاء الأطفال نتيجة غياب الحليب الطبي ونقص الأدوية الضرورية والمكملات الغذائية.

شهادات مؤلمة من ذوي الضحايا

قال محمود شراب، والد الطفل نضال، إن طفله وُلد في ظروف صعبة للغاية، حيث عانت والدته من سوء التغذية طوال فترة الحمل، ما انعكس سلبًا على صحة الطفل. وأشار إلى أن العائلة عجزت عن تأمين الحليب الطبي أو أي دعم غذائي للطفل، كما لم تتمكن الأم من إرضاعه بسبب ضعف حالتها الصحية نتيجة المجاعة. وناشد العالم التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من أطفال غزة من الموت جوعًا.

أرقام صادمة عن ضحايا المجاعة في غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 66 طفلًا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية الحاد منذ بداية الحرب، بينما بلغ إجمالي ضحايا نقص الغذاء والدواء من جميع الفئات 249 شخصًا بينهم نساء وكبار سن. وحمل المكتب الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، مؤكدًا أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية.

دعوات عاجلة لفتح المعابر وإنقاذ الأطفال

أكد المكتب الإعلامي أن استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية يمثل سياسة متعمدة للتجويع والإبادة الجماعية، داعيًا الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك الفوري لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

قطاع الصحة في غزة: شلل شبه كامل

أوضح منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت في أي لحظة بسبب الجوع، مشددًا على أن إنقاذهم لن يتحقق إلا بإدخال المساعدات الطبية والغذائية عبر المعابر المغلقة. وأشار إلى أن النظام الصحي بات مشلولًا مع عمل 17 مستشفى فقط جزئيًا من أصل 36، وعدم وجود مستشفى يعمل في شمال غزة أو رفح.

منظمة الصحة العالمية تحذر: الوضع في غزة تجاوز الكارثة

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الأوضاع الإنسانية في غزة تجاوزت حدود الكارثة. وذكر أن نحو 112 طفلًا يدخلون المستشفيات يوميًا للعلاج من سوء التغذية، في حين قُتل 500 شخص خلال محاولتهم الحصول على الطعام عند نقاط توزيع المساعدات.

استهداف متواصل للمستشفيات وإعاقة إدخال المستلزمات الطبية

تواجه المستشفيات في غزة استهدافات إسرائيلية متكررة، بجانب تضييق الخناق على إدخال الأدوية والمعدات والوقود الضروري لتشغيلها، مما تسبب في خروج العديد منها عن الخدمة وترك آلاف المرضى يواجهون الموت دون علاج.