اخبار قطر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
بعد قمة قطر الطارئة تقول الدول العربية إن على الولايات المتحدة استخدام نفوذها وقوتها، وتتعهد بـ'تفعيل آليات الدفاع المشترك'. باتريك وينتور – The Guardian
دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، خلال قمتهم الطارئة في قطر، إدارة ترامب إلى استخدام نفوذها لكبح جماح إسرائيل، عقب المحاولة الإسرائيلية غير المسبوقة لاغتيال مفاوضي حماس في الدوحة يوم الثلاثاء الماضي.
وفي حديثه عقب اجتماع مجلس التعاون الخليجي، قال الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي: 'نتوقع من شركائنا الاستراتيجيين في الولايات المتحدة استخدام نفوذهم على إسرائيل لوقف هذا السلوك ولديهم نفوذ على إسرائيل، وقد حان الوقت لاستخدام هذا النفوذ'.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 مسؤولين من حماس، وندد به أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم الاثنين، ووصفه بأنه 'هجوم جبان وغادر على سيادة قطر'.
قال: 'تدّعي إسرائيل أنها دولة ديمقراطية محاطة بالأعداء، بينما هي في الحقيقة احتلال استعماري يرتكب جرائم لا حدود لها'.
وفي بيان صدر في ختام القمة، أعلن مجلس التعاون الخليجي أنه سيكلف قيادته العسكرية الموحدة 'باتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية'.
وأضاف البيان، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، أنه سيتم تقييم 'الوضع الدفاعي لمجلس الدفاع المشترك ومصادر التهديد في ضوء العدوان على قطر'.
ويجتمع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي بانتظام، ولكن لم يُفعّل مجلس الدفاع المشترك بهذه الطريقة إلا مرتين من قبل - عام 1991 ضد العراق، ومرة أخرى عام 2011 خلال الربيع العربي.
حشد البيان الرئيسي الصادر عن القمة الطارئة القادة العرب والمسلمين دعماً لقطر، إلا أنه كان دائماً ما يميل إلى الإدانة الكلامية لإسرائيل أكثر من الإجراءات العملية.
وامتنع القادة عن اتخاذ أي إجراءات انتقامية اقتصادية أو سياسية فورية ضد إسرائيل، مثل تعليق اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقية عام 2020 التي شهدت تطبيع 5 دول عربية، بما فيها الإمارات العربية المتحدة، علاقاتها مع إسرائيل.
سيُشعر غياب أي إجراءات انتقامية محددة في البيان المشترك الولايات المتحدة بالارتياح، وهي التي تسعى جاهدة لمنع انهيار تام في العلاقات العربية الإسرائيلية، أو حتى تصعيد الصراع.
لكن النقاش المقرر أن تجريه القيادة الدفاعية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي قد يشهد بعض الأصوات العربية التي تدعو دول المنطقة إلى إنهاء اعتمادها على الولايات المتحدة كغطاء أمني.
لقد صُدم القادة العرب من عدم إبداء دونالد ترامب استعداداً أكبر لوقف ما يعتبرونه محاولة إسرائيلية واضحة لتوسيع أراضيها، بما في ذلك التهجير الجماعي للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ولن يُخفف من حدة مخاوفهم التقارير الواردة من إسرائيل والتي تفيد بأن بنيامين نتنياهو وجّه لترامب تحذيراً مبكراً بشأن الهجوم على قطر أكثر مما أقرّ به ترامب سابقاً.
قال العديد من قادة الخليج إنهم بحاجة الآن إلى دليل واضح على أن ترامب سيكبح جماح نتنياهو. لا سيما أن إسرائيل لم تعتذر عن الهجوم الذي أودى بحياة 5 من أعضاء حماس، من بينهم نجل زعيمها المنفي، بل أصرت على أنها لا تزال تعتبر قادة حماس هدفاً مشروعاً في أي أرض ذات سيادة يلجأون إليها.
واستضافت قطر - بمباركة أمريكية - قادة حماس السياسيين لأكثر من عقد من الزمان في إطار دورها كوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما أظهر حضور جميع كبار القادة الخليجيين والإسلاميين تقريباً في القمة عزماً على إظهار التضامن مع دور الوساطة الذي تلعبه قطر، وهي دولة وجدت في الماضي القريب أن سياستها الخارجية أدت إلى عزلة داخل الخليج.
في البيان المشترك، أدان القادة العدوان الإسرائيلي. وأعرب البيان عن دعمه لجهود الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف العدوان على غزة، مشيرين إلى أن الهجوم قوّض الجهود الرامية إلى وقف العنف في غزة.
وقال مسعود بزشكيان، رئيس إيران، الدولة الأكثر دعماً لحماس والتي خاضت حرباً استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو: 'لا توجد دولة عربية أو إسلامية بمنأى عن هجمات إسرائيل، وليس أمامنا خيار سوى توحيد صفوفنا'.
وقال عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، حليفة الولايات المتحدة التي وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، إن تصرفات إسرائيل 'تعيق أي فرص لعقد أي اتفاقيات سلام جديدة، بل وتجهض الاتفاقيات القائمة'.
قبل القمة، كانت قطر تضغط على الإمارات لاتخاذ خطوة رمزية للنأي بنفسها عن إسرائيل، مثل طرد السفير الإسرائيلي لديها.
خلال القمة، صرّح الشيخ منصور بن زايد، رئيس ديوان الرئاسة الإماراتي، بأن قطر 'ليست وحيدة'، وأن 'وحدة صوت الدول العربية والإسلامية اليوم لا بد أن تُحدث تغييراً'، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).
أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن الهدف الحقيقي للعدوان الإسرائيلي الأخير هو جهود الوساطة ومبدأ الحوار. وقال: 'لم يكن هدف الهجوم محاولة اغتيال المفاوضين، بل كان القضاء على فكرة التفاوض نفسها'.
أما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فقال: إن هجوم إسرائيل على فريق حماس التفاوضي في قطر قد نقل لصوصية إسرائيل إلى مستوى مختلف.
وقال 'إننا نواجه عقلية إرهابية تتغذى على الفوضى والدماء، ودولة تجسد ذلك'.
المصدر: The Gurdian
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب