اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٧ أب ٢٠٢٥
كمال صالح - الخليج أونلاين
'إسرائيل' تدرس إطلاق حملة دعائية تستهدف قطر وتركيا كامتداد لحملات التحريض الإسرائيلية ضد الدولتين.
استهداف الاحتلال لقطر وتركيا يأتي على خلفية موقفهما الثابت من دعم موقف غزة وحقوق الشعب الفلسطيني.
لا تتوقف 'إسرائيل' عن افتعال المعارك في المنطقة، واستهداف حتى الأطراف التي تسعى لوقف الحرب على غزة للحيلولة دون انزلاق المنطقة لمزيد من الفوضى والتصعيد.
وتدرس الحكومة الإسرائيلية تنفيذ حملة إعلامية ضد قطر، التيتحتضن منذ 22 شهراً جهود الوساطة بين تل أبيب وحركة 'حماس' الفلسطينية لحلحلة الأزمة وإنهاء الحرب، وإعادة الأسرى، ووقف الحصار على قطاع غزة.
كما تستهدف الحملة أيضاً تركيا التي حافظت على شكل من أشكال العلاقات مع 'إسرائيل' خلال أشهر الحرب، ومارست دوراً غير مباشر في الوساطة لتذليل العقبات بهدف الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب.
أهداف الحملة
وبحسب ما كشفتقناة 'كان' العبريةالخميس (14 أغسطس) فإنالحملة الدعائية ضد قطر وتركيا يسعى لتنفيذها وزير الشتات بحكومة الاحتلال عميحاي شيكلي.
ووفق القناة، فإن رئيسة قسم التوعية في الوزارة، هداس ميمون، بدأت التحضيرات الأولية للحملة، التيتأتي بعد تصريحات هجومية أطلقها عدد من قادة حكومة الاحتلال، على رأسهم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، ضد الدوحة وأنقرة، على خلفية موقفهما المساند لغزة.
كما تأتي هذه الحملة المحتملة بعد أيام من قيام 'إسرائيل' باستهداف مراسلي قناة 'الجزيرة' في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع، بزعم أنهم ينتسبون لحركة 'حماس'.
لكن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها، إذ لا تتوقف اللوبيات الإسرائيلية حول العالم عن الإساءة لقطر وتشويه دورها في أروقة الدول والمجتمع السياسي والمدني، منها على سبيل المثال ربط الدوحة بحراك الطلاب في الجامعات الأمريكية المتضامن مع أهالي غزة، ومحاولات 'إسرائيل' المستمرة للربط بين الدوحة و'حماس'.
وفي مايو الماضي، قال مكتب نتنياهو: إن 'على قطر أن تتوقف عن اللعب على الجانبين بخطاباتها المزدوجة'، داعياً إياها 'لأن تقرر ما إذا كانت ستقف بجانب الحضارة أم إلى جانب وحشية حماس'.
لكن قطر رفضت هذه المزاعم ووصفت تصريحات مكتب نتنياهو بأنها 'تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية'، مؤكدةً أن 'شعار الدفاع عن التحضر مجرد خطاب زائف لتبرير جرائم إسرائيل بحق المدنيين الأبرياء'.
كما لا تتوقف 'إسرائيل' عن إبداء امتعاضها من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسؤولين الأتراك فيما يتعلق بالوضع في غزة، والدور التركي المساند لجهود قطر والوسطاء وللموقف العربي والخليجي الداعي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يثير غضب حكومة الاحتلال رغم إبقاء أنقرة خطوط التواصل معها مفتوحة.
مأزق الرواية
وتأتي هذه الحملة في ظل المأزق الكبير الذي تعيشه 'إسرائيل' عالمياً، حيث باتت معزولة أكثر من أي وقت مضى بعد خسارتها الفادحة في معركة الرواية أمام السردية الفلسطينية التي نجحت الدبلوماسية والإعلام القطري، وتحديداً عبر قناة 'الجزيرة'، في إيصالها للعالم وإقناع الرأي العام العالمي بها.
ومطلع أغسطس الجاري، قال محللون ودبلوماسيون إسرائيليون سابقون إن 'إسرائيل تواجه موجة تسونامي جارفة، تتمثل في تخلي كثير من العواصم الغربية الصديقة عنها، من خلال إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين'، مؤكدين أنها 'فشلت في معركة الرواية'.
وبالرغم من دور الوساطة الذي تلعبه قطر فإنها تقف بحزم مع الحق الفلسطيني، وتبذل جهوداً جبارة لتقديم المساعدات لسكان غزة، وتشارك في الجهود الدولية المبذولة لإدانة جرائم الاحتلال.
وفي هذا الصدد، فإن حملات الاستهداف الإعلامية والدعائية التي تشنها 'إسرائيل' ضد قطر وتركيا لم تتوقف منذ سنوات، لكنها كانت غير معلنة، لكن اللافت اليوم هو الحديث عنها، وفق الكاتب والباحث السياسي حسام شاكر.
وأضاف شاكر في تصريحات لـ'الخليج أونلاين':
- ما اقترحه وزير الشتات الإسرائيلي حول إطلاق حملة ضد قطر وتركيا في هذا التوقيت له العديد من الدلالات، لكن اللافت هو الإعلان عن الحملة.
- كثير من الحملات التي يشنها الاحتلال أو أذرعه الدعائية ضد بلدان وقوى معينة لا تكون حملات معلنة، بمعنى أن اللافت للانتباه في هذا الأمر هو الحديث عنها في الإعلام.
- ليس هناك جديد فيما يتعلق بالحملات الإسرائيلية، سواءً ضد قطر أو تركيا، حيث واجهت الدوحة مراراً حملات مضادة لها من الجانب الإسرائيلي لم تكن معلنة بصفة رسمية، ولكن كانت مؤشرات كثيرة تشير إلى أنها حملات ممنهجة ومنسقة.
- تركيا واجهت هي الأخرى الكثير من الحملات الإسرائيلية ضدها، خصوصاً منذ حرب عام 2008 و2009، رداً على موقف أنقرة القوي آنذاك، ثم بعد اعتراض الاحتلال لـ'أسطول الحرية' عام 2010 وسقوط شهداء أتراك.
- استهداف سفينة 'أسطول الحرية' أزّم العلاقات بين الجانبين، وأطلقت تل أبيب إثر ذلك حملات وتحركات مضادة للدور التركي، وتكرر هذا بأشكال متعددة في السنوات التالية لذلك.
كما تطرق شاكر أيضاً للحملات التي تشنها الأذرع الدعائية للاحتلال ضد مكونات وقوى وشخصيات وناشطين في بلدان عدّة حول العالم، وبلا هوادة بهدف إسكاتهم، إضافة إلى استهداف وكالات الأمم المتحدة كـ'الأونروا'، وكذلك استهداف فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واختتم حديثه بالقول: 'نحن نتحدث في هذه المرحلة عن جولة جديدة، واضح أن الجانب الإسرائيلي يريد إقليم الشرق الأوسط خاضعاً له، ويفرض على جميع مكوناته أن تنصاع لمنطقه واستعلائه في المنطقة'.