اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
بحسب المحلل السياسي عمار جلو فإن المناورات الإيرانية المنفردة تمثل:
رسالة للولايات المتحدة و'إسرائيل' تؤكد فيها أنها مستعدة لحرب انتهت إحدى جولاتها لكن الحرب ما تزال مفتوحة.
رسالة إلى الدول الخليجية، التي أصبحت مياه المحيط الهندي شريان تجارتها الأساس، بعد تنامي علاقاتها التجارية مع الدول الآسيوية الرائدة اقتصادياً.
أثارتأول مناورات عسكرية لإيران 'منفردة' منذ نهاية الحرب مع 'إسرائيل' في يونيو الماضي،العديد من الأسئلة من ناحية التوقيت والأهداف.
وبحسب الإعلام الإيراني الرسمي، فإن المناورات التي حملت اسم'القدرة المستدامة 1404'وجرت (الخميس 21 أغسطس الجاري)، فيخليج عُمان والمحيط الهندي، تهدف لاستعراض القدرات الدفاعية وتجربة أحدث الأسلحة المنتجة محلياً.
وشارك فيها وحدات بحرية سطحية وتحت سطحية، ومنصات صاروخية ساحلية، وطائرات مسيّرة انتحارية واستطلاعية، ومراكز قيادة متطورة وفق وكالة 'تسنيم'.
وتأتي أيضاً مع استمرار التوترات والتهديات بين طهران والولايات المتحدة و'إسرائيل' والتكهنات حول اشتعال نيران الحرب مجدداً، لاسيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة جديدة لإيران في حال استئنفت عمل برنامجها النووي.
مناورات سياسية
هذه المناورات جرت بعد نحو شهر من تدريبات إيرانية - روسية، في بحر قزوين شمالي إيران، سبقهافي مارس الماضي، تمرين بحري مشترك مع الصين وروسيا تحت اسم 'الحزام الأمني البحري 2025' قرب ميناء شابهار في خليج عُمان والمحيط الهندي.
وإلى جانب المناورات العسكرية، تجري طهران مناورات سياسية في أكثر من اتجاه، مثل إعلانها رفع تعليق تعاونهامع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعودة المفتشين الدوليين لزيارة مواقعها النووية.
وبدأ مفتشون من الوكالة الذرية عملهم (الأربعاء 27 آغسطس) في موقع بوشهر، محطةالطاقة النوويةالرئيسية في إيران، بحسب ما أعلن مدير الوكالةرافائيل غروسي.
ويبدو أن استئناف طهران التعاون مع الوكالة الدولية، جاء بعد ضغوط دولية أعقبت المناورات الإيرانية العسكرية، لاسيما بعد اجتماع إيران والترويكا الأوروبية 'فرنسا وبريطانيا وألمانيا' في جنيف يوم الثلاثاء (26 أغسطس الجاري).
لكن جاء الاجتماع 'مخيباً للآمال' إذ بحسب موقع 'أكسيوس' الأمريكي 'لم تقدم إيران سوى القليل، لكنها عرضت على الأوروبيين خطواتها المقبلة بشأن النووي'.
وإزاء ذلك،أعلنت وزارة الخارجية الألمانية (الخميس 28 أغسطس) أن 'الترويكا الأوروبية لا تزال مستعدة لتفعيل آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، لكنها ستواصل السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي'.
تصريحات إيرانية حادة
وبالتزامن مع المناورات العسكرية والدبلوماسية، تستمر تصريحات المسؤولين الإيرانيين شديدة اللهجة ضد 'إسرائيل' والمحذرة من تكرار أي أعمال عدائية ضدها، ما يدل على أن القادم لن يكون هادئاً، أبرزها:
- رئيس البرلمانمحمد باقر قاليباف: لن يكون هناك ضبط نفس في حال اندلاع أي حرب جديدة مع 'إسرائيل'، وبتعزيز قدراتنا تكون قواتنا العسكرية مستعدة للرد بقوة أكبر من ذي قبل على أي هجوم محتمل.
- وزير الدفاع عزيز نصير زاده:اليوم صنعنا ونمتلك صواريخ تتمتع بقدرات أكبر من الصواريخ التي استُخدمت في حرب الـ12 يوماً، سنستخدمها في حال شنت 'إسرائيل' هجوماً جديداً.
- نائب الرئيس محمد رضا عارف:إيران يجب أن تكون مستعدة للمواجهة في أي لحظة، ولسنا في ظل وقف لإطلاق النار، نحن في حالة وقف الأعمال العدائية.
- رئيس الأركان اللواء عبد الرحيم موسوي: نمضي فيتطوير القوة الدفاعية البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى الفضاء السيبراني والحرب الإلكترونية.
رسائل المناورات
الباحث في مركز الحوار للأبحاث والدراسات في واشنطن، عمار جلو يقول لـ'الخليج أونلاين' إن 'المناورات العسكرية الإيرانية تحمل رسائل سياسية وعسكرية واستراتيجية'.
كما يلفت إلى أن هذه الرسائل تطلق 'من قبل الحرس الثوري الإيراني بالأغلب، دون سواه من أجنحة السلطة المتعارضة في النظام السياسي الإيراني، وقد يشترك أحياناً مع الجيش الإيراني'، ويضيف أيضاً:
- نرى مناورات عسكرية برية أو بحرية على حدود إيران الشمالية، كلما بدرت توترات في العلاقة بين إيران وأذربيجان.
- المناورات فيبحر العرب والمحيط الهندي، بجانب تجارب إطلاق الصواريخ البالستية، رسائل موجهة إلى دول الخليج العربي أيضاً.
- المناورات المشتركة مع الصين وروسيا هي رسائل إيرانية للولايات المتحدة تحديداً، بمضامين تحالف تدعي طهران متانته مع الطرفين الروسي والصيني.
- المناورات الإيرانية المنفردة تمثل رسالة للولايات المتحدة و'إسرائيل' تؤكد فيها أنها مستعدة بالانفراد (بعد بروز موقف روسيا والصين المتخاذل إلى حد ما تجاه ما تسميه طهران بالعدوان الأمريكي الإسرائيلي عليها)، لحرب انتهت إحدى جولاتها لكنها ما تزال مفتوحة.
- المناورة الإيرانية المنفردة ترجيح لتيار التشدد في إيران، والرافض لعودة المفاوضات النووية إلى طاولة الحوار والحلول السلمية.
- تشير المناورة أيضاً إلى استعداد طهران للحرب، بعد أحاديث غير مؤكدة لغاية الآن عن حصولها على منظومة الدفاع الجوي الروسي 'إس 400'، ومباحثات لشراء الطائرة الصينية 'جي 10' او الجيل الأحدث من هذه الطائرة.
- اختيار مياه المحيط الهندي لهذه المناورات، رسالة لتعزيز موثوقية إقدام إيران على توسيع نطاق الصراع، مع إمكانية التأثير سلباًوبشدة، على مضيقي هرمز وباب المندب.
- تتضمن أيضاً رسالة إلى الدول الخليجية، التي أصبح مياه المحيط الهندي شريان تجارتها الأساس، بعد تنامي علاقاتها التجارية مع الدول الآسيوية الرائدة اقتصادياً، مع إشارة إيرانية للصين كذلك.
وبجانب التأثير على التجارة الخليجية، يرى جلو أن رسالة إيران تتضمن توسع نطاق الصراع بما قد يطال الفضاء الخليجي، مستشهداًبالهجوم الإيراني على قاعدة العديد القطرية في يونيو الماضي رداً على الضربات الأمريكية لمواقعها النووية، مشيراً إلى أنه 'كان تهديداً صريحاً بضرب المصالح الأمريكية في الخليج حتى وإن وقفت هذه الدول على الحياد'، على حدّ قوله.