اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
كمال صالح - الخليج أونلاين
حروب عانت منها منطقة الخليج خلال 5 عقود:
الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988).
غزو العراق للكويت (1990).
حرب تحرير الكويت (1991).
الغزو الأمريكي للعراق (2003).
حرب اليمن - عاصفة الحزم (2015).
الحرب الإسرائيلية الإيرانية (2025).
لم تمرّ على دول مجلس التعاون الخليجي 10 سنوات دون أن تعصف بها الحروب، فمنذ عام 1980 وحتى 2025، عاشت على وقع ست حروب إما في محيط الخليج أو في جزء منها.
حروب بدّلت التوازنات، وأعادت تشكيل التحالفات، ورسمت واقعاً أمنياً هشّاً، جعل من المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم اشتعالاً وحساسية، لكن دول الخليج ظلّت صامدة، ونجحت في خلق نموذج تنموي واقتصادي قل أن يكون له مثيل.
فمن 'حرب الخليج الأولى' بين العراق وإيران، مروراً بالغزو العراقي للكويت، ثم 'عاصفة الحزم'، إلى هجوم 'إسرائيل' على إيران في 2025، لم تكن دول الخليج يوماً بمنأى عن التأثيرات المباشرة: اقتصادياً، وأمنياً، وديموغرافياً، وسياسياً.
وفيما يلي نستعرض زمنياً أبرز هذه الحروب وتأثيراتها في منطقة الخليج:
الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988): حرب السنوات الثمان
في مطلع الثمانينيات، وتحديداً في سبتمبر 1980، اندلعت الحرب بين العراق وإيران، بعد خلافات حدودية حادة، لكنها سرعان ما تحولت إلى صراع مدمر، راح ضحيته قرابة مليون قتيل، وخسائر مادية قُدرت بقرابة 400 مليار دولار، بحسب التقديرات.
لم ينتصر أي من الطرفين، بعد ثمان سنوات من الحرب، وقبل كلاهما بوقف إطلاق النار بدون قيد أو شرط في أغسطس من العام 1988، وكان لهذه الحرب تأثير مباشر على التوازنات الإقليمية، وعلى منطقة الخليج.
وبعد عدة أشهر من اندلاع الحرب، تأسس مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً في مايو 1981، ككيان جامع للدفاع عن الخليج ومصالحه، ومواجهة التحديات في مختلف المجالات، وكانت حرب العراق وإيران حاضرة في أول قمة خليجية عُقدت في أبوظبي آنذاك.
وخلال الحرب، انحازت دول الخليج، كأغلب الدول العربية، للعراق، وقدمت الدعم الكبير لتغطية الحرب، وبعد سنوات من الحرب، بدأت طهران باستهداف ناقلات النفط الكويتية، لتتدخل الولايات المتحدة بنشر سفن حربية في الخليج لحماية تلك السفن.
غزو العراق للكويت (1990): الصدمة الخليجية الكبرى
وبينما كانت المنطقة لا تزال تنفض عنها غبار حرب السنوات الثماني بين إيران والعراق، فوجئت المنطقة والعالم بالغزو العراقي للكويت، والذي مثل أكبر تهديد أمني وعسكري لأمن الخليج على الإطلاق.
ففي 2 أغسطس 1990 اجتاحت القوات العراقية بأمر من الرئيس الأسبق صدام حسين الكويت، في خطوة مفاجئة خلقت صدمة سياسية وأمنية غير مسبوقة في المنطقة.
واعتبر الغزو تهديداً مباشراً لأمن دول الخليج، وأثر بشكل مباشر على موازين القوة، وغير من الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط وإلى الأبد، وإلى اليوم لا تزال المنطقة تعاني من تبعات ذلك الغزو المتهور.
مبررات الحرب في البداية كانت اقتصادية، حيث اتهم العراق الكويت بشن حرب اقتصادية عبر زيادة إنتاج النفط عن الحصة المقررة لها من طرف منظمة 'أوبك'.
وبالرغم من الوساطة السعودية آنذاك، فإن الكويتيين والعالم فوجئوا فجر يوم 2 أغسطس 1990، بغزو قوات صدام للكويت من 4 محاور، لتبدأ واحدة من أكثر الحروب تهديداً وخطورة لأمن الخليج والمنطقة.
انعقد مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات على بغداد، ورداً على ذلك، وفي 9 أغسطس 1990، أعلن العراق ضم الكويت إلى محافظاته الـ18، وأغلق جميع السفارات الموجودة فيها، وأطلق اسماً جديداً على عاصمتها هو 'كاظمة'.
حرب تحرير الكويت (1991): تحالف دولي يقلب الموازين
لم يستجب صدام حسين للنداءات العربية والدولية، وسرعان ما قررت جامعة الدول العربية بتأييد من 12 دولة، إرسال قوات لتحرير الكويت، وخلال أيام وصلت قوات مصرية وسورية للإسهام في ذلك.
وفي 25 أغسطس من ذات العام، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يقضي بفرض حصار بحري على العراق والسماح للقوات البحرية الدولية باتخاذ 'التدابير اللازمة'، قبل أن يتم فرض حصار جوي.
وكان التحول الأكبر بقيام الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي مكون من أكثر من 38 دولة يحق له استخدام كل الوسائل، ومنها القوة العسكرية ضد العراق، ما لم يسحب قواته من الكويت، وتم تحديد يوم 15 يناير 1991 آخر موعد للانسحاب.
وبعد يومين فقط من انتهاء المهلة انطلقت عملية 'عاصفة الصحراء'، لتحرير الكويت من قوات صدام، وهي معركة شارك فيها قرابة 750 ألف جندي، منهم 75% أمريكيون، والبقية من دول عدة.
وسرعان ما انسحب الجيش العراقي من الكويت تحت ضربات التحالف الدولي، في 26 فبراير 1991، بعد أن قام بإشعال النار في حقول النفط الكويتية، ليُعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب النصر بعد 42 يوماً من انطلاق عملية 'عاصفة الصحراء'.
وكان من تداعيات تلك الحرب، تثبيت الوجود الغربي في المنطقة، من خلال إنشاء العديد من القواعد العسكرية الأمريكية، كما أنها أسست للحروب التي عصفت بالمنطقة لاحقاً.
الغزو الأمريكي للعراق (2003): بداية الانهيار الإقليمي
ظلت تداعيات الغزو العراقي للكويت قائمة طيلة تسعينيات القرن الماضي، إذ بقي العراق تحت العقوبات الغربية والأمريكية والدولية، وفي مارس 2003، غزت الولايات المتحدة العراق وأسقطت نظام صدام حسين بحجة منعه من امتلاك أسلحة دمار شامل، ما أدخل المنطقة في فوضى أمنية طويلة.
وبسقوط صدام دخلت المنطقة منعطفاً جديداً لا يقل خطورة، إذ عاشت المنطقة عدة سنوات في ظل حرب ذات ملامح طائفية، سطع خلالها نجم إيران والمليشيات الشيعية الموالية لها، ووجدت دول الخليج نفسها أمام تحدٍ كبير، يتمثل في مشروع تصدير الثورة، وتغول المشروع الإيراني في المنطقة، والانهيار الأمني الكبير في العراق، وما تلاه من بروز للتنظيمات الإرهابية، وفي المقدمة 'داعش' والقاعدة.
سقوط نظام صدام حسين خلق حالة من الفراغ في الحدود الخليجية العراقية، وشهدت المنطقة اضطرابات أمنية أثرت على أسواق النفط وأعادت رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، خصوصاً بعد أن أصبحت اليد العليا في العراق لإيران.
حرب اليمن (2015 – الآن): حرب بقيادة خليجية
وما إن بدأت رياح الحرب العراقية تخبو، حتى لاحت أعلام حرب أخرى هذه المرة من جنوب الجزيرة العربية، وتحديداً اليمن، وذلك بعد حالة الهياج الشعبي التي عصفت بالمنطقة في أعقاب الربيع العربي الذي اجتاح دولاً عدة في المنطقة، عام 2011.
وبعد تسليم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح السلطة في اليمن لخلفه عبد ربه منصور هادي، بضغط من الشارع اليمني، ومن المنظومة الخليجية، بدأت مرحلة جديدة من الصراع في هذا البلد الذي لطالما كان يمثل معضلة لدول مجلس التعاون.
وسرعان ما برز نجم الحوثيين في اليمن، وتحالفوا مع الرئيس السابق صالح، ومن تبقى من القوات الموالية له، وصولاً إلى إسقاط صنعاء في سبتمبر من العام 2014، بعد الانقلاب على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن.
وخلال الأشهر الأولى من الانقلاب، لم تخف جماعة الحوثي أجندتها العدوانية لدول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، ما دفع الأخيرة إلى تشكيل تحالف يضم دولاً خليجية وعربية وإسلامية لدعم الشرعية في اليمن.
وفي فجر 26 مارس 2015، بدأ التحالف العربي باستهداف الحوثيين فيما عُرف بـ'عاصفة الحزم'، وهي الحرب التي كانت اختباراً لقوة عدد من دول الخليج، وقوة ومتانة تحالفاتها الدولية.
استمرت تلك الحرب إلى أن أعلنت السعودية وقف العمليات العسكرية في 2022، بعد سنوات أثرت بشكل مباشر على منطقة الخليج، وأظهرت حجم التحديات الجيوسياسية الخطيرة التي تواجهها.
حرب إيران و'إسرائيل' (2025): جبهة جديدة مشتعلة
وكامتداد لكل الصراعات والتوترات الماضية، تعيش منطقة الخليج حالياً على وقع واحدة من أكثر الأزمات والحروب خطورة، وأكثرها تهديداً للأمن القومي الخليجي.
المواجهة بين إيران و'إسرائيل'، بدأت بهجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية وعسكرية، وقيادات عليا بالجيش الإيراني، وكذا علماء نوويين، فجر الـ13 من يونيو الجاري، وهو ما استدعى رداً إيرانياً مدمراً، لتبدأ بذلك حرب يُخشى أن تمتد نيرانها إلى أرجاء المنطقة، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي.
فدول الخليج تقع على تماس مع إيران، ومصالح الطرفين متشابكة، وأراضيها تحوي عدداً من القواعد الأمريكية، فضلاً عن وجود مضيق هرمز الحيوي، ووجود مخاوف التسرب النووي، ما يعني أن منطقة الخليج ستكون الأكثر تأثراً في حال اتسعت رقعة الحرب.
وهذا ما يفسر الحراك الدبلوماسي المكثف الذي تقوم به دول الخليج، في محاولة لاحتواء التصعيد، وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، وسط أنباء عن ضغوط تمارسها عواصم خليجية على واشنطن لإقناعها بعدم الانخراط في الحرب إلى جانب 'إسرائيل'.