اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
في قطر، لمع نجم الشيخة أسماء بنت ثاني آل ثاني، التي تسعى لأن تصبح أول امرأة في التاريخ تُكمل تحدي 'القمم الـ14'.
في سلطنة عُمان، يُعد سليمان الناعبي رمزاً للمغامرة الخليجية، فهو أول عُماني يُكمل تحدي القمم السبع حسب التصنيفين العالميين.
هنادي الهاشمي، أول إماراتية استطاعت تسلق أكثر من عشرة جبال حول العالم، وأربع قمم من 'قمم العالم السبع'.
في مشهد يناقض الصورة النمطية عن الرفاهية والرخاء المرتبط بدول الخليج، يبرز جيل شاب يتحدى القمم ويرتقي نحو الأعالي، مدفوعاً بشغف لا يعرف المستحيل.
من بين الكثبان الرملية والمدن الحديثة، انطلق شباب وشابات من قطر، والإمارات، والسعودية، والبحرين، والكويت، وعُمان نحو أكثر القمم وعورة في العالم، مثبتين أن الطموح لا يعترف بالجغرافيا.
رغم غياب سلاسل الجبال الشاهقة في معظم دول الخليج، نشأ بين أبناء المنطقة عشقٌ خاص للمغامرة، فكان تسلق الجبال بوابة لاختبار الذات وكسر القيود، والبحث عن معنى مختلف للحياة بعيداً عن أضواء المدن وصخب التكنولوجيا.
في قطر، لمع نجم الشيخة أسماء بنت ثاني آل ثاني، التي تسعى لأن تصبح أول امرأة في التاريخ تُكمل تحدي 'القمم الـ14' التي يتجاوز ارتفاعها 8000 متر، بعد نجاحها في 8 يوليو الجاري، في بلوغ قمة نانغا باربات في باكستان.
فقد كشفت وكالة 'قنا' الرسمية الثلاثاء (8 يوليو 2025) عن أن أسطورة تسلق الجبال القطرية الشيخة أسماء بلغت قمة 'نانغا باربات' في باكستان، التي تُعد تاسع أعلى قمة في العالم بارتفاع يبلغ 8126 متراً.
ومن قبل الشيخة أسماء، رفع مواطنها فهد بادار علم بلاده فوق قمة جبل برود بيك (2021) رغم فقدانه لخمسة من أصابعه بسبب قضمة صقيع كادت أن تنهي مسيرته، ليُجسد بإصراره قصة إلهام نادرة.
وتسلق المغامر القطري بادار العديد من الجبال حول العالم، من بينها أعلى قمة في أفريقيا 'كلمنجارو' (2019)، وأعلى جبل في العالم 'إفرست' في العام نفسه، وأعلى قمة في القطب الجنوبي جبل 'فينسون'، وغيرها.
في شهر يوليو من عام 2021، أُصيب المغامر القطري بـ'قضمة صقيع' خلال رحلة تسلقه قمة جبل 'برود بيك' في باكستان؛ ما تسبب بإصابته إصابة بليغة في يديه، اضطر معها إلى بتر 4 أصابع من يده اليسرى، وإصبع واحد من يده اليمنى.
ورغم جميع هذه التحديات، نجح في رفع علم قطر فوق قمة الجبل.
وبرز أيضاً الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، الذي يُعدّ أول قطري يُنجز تحدي القمم السبع ويصل إلى القطب الجنوبي (خلال الفترة بين 2012 و2016)، وهو ما يعكس صورة مختلفة عن الشغف القطري بالرياضات الشاقة.
أسماء عُمانية بارزة
في سلطنة عُمان، يُعد سليمان الناعبي رمزاً للمغامرة الخليجية، فهو أول عُماني يُكمل تحدي القمم السبع حسب التصنيفين العالميين، وحقق ذلك في مارس من العام 2025.
وتتبعه في ذلك نظيرة الحارثية، التي اكتسبت شهرتها لكونها أول امرأة عُمانية تصل إلى قمة جبل إفرست (2019)، وأول امرأة عربية تصل إلى قمة جبل أما دابلام (يناير 2021)، بالإضافة إلى الوصول لقمة جبل ماناسلو في نيبال (سبتمبر 2021)، التي تُعد ثامن أعلى قمة في العالم، بارتفاع 8163 متراً.
ومن الأسماء العُمانية البارزة أيضاً خالد الصيابي وفريد المحروقي، اللذان اختبرا حدود القدرة الإنسانية في قمم شاهقة.
حول طبيعة التسلق، يقول سليمان الناعبي: 'أردت من خلال هذا الإنجاز أن أثبت للعالم أن الشاب العُماني قادر على تجاوز العقبات وتحقيق النجاحات في مختلف المجالات'.
وأكد أنه من خلال رحلات التسلق 'أحمل رسالة سلام من سلطنة عُمان إلى العالم، داعياً مغامري العالم لزيارة السلطنة، لما تزخر به من طبيعة خلابة ومقومات سياحية متميزة لرياضات المغامرة'.
بصمات بارزة
الإمارات أيضاً لها بصمتها؛ فهنادي الهاشمي، أول إماراتية استطاعت تسلق أكثر من عشرة جبال حول العالم، وأربع قمم من 'قمم العالم السبع' أعلى جبال في كل قارة، إضافة إلى تسلق جبل دينالي (خلال الفترة بين عامي 2015–2019).
وتمكن خليفة المزروعي من تسلق 6 قمم عالمية، كان آخرها إلبروس، أعلى جبل في أوروبا عام 2019، أما سعيد المعمري، فقد اختتم في العام 2015 تسلق قمم إفرست، وكيليمانجارو، وأكونكاجوا.
وأحدث الإنجازات الإماراتية وأبرزها كشفت عنه وكالة أنباء الإمارات، الأربعاء (9 يوليو 2025)، حيث تمكنت فاطمة عبد الرحمن العوضي، البالغة من العمر 17 عاماً، من بلوغ قمة جبل إلبروس في روسيا، لتصبح بذلك أصغر إماراتية تصل إلى أعلى قمة في أوروبا.
تقول فاطمة: 'الأمر لا يتعلق فقط بالوصول إلى القمم، بل بإثبات أن للشباب الإماراتي والعربي، خاصةً الفتيات، دوراً في القيادة، في المغامرة، وفي صنع التغيير'.
رموز مؤثرة
السعودية قدمت رموزاً مؤثرة، حيث يُعد الأمير بندر بن خالد أول شاب سعودي يتسلق قمة جبل أكونكاجوا (2012)، وجبل كليمنجارو (2008).
وتُعد منى شهاب من أبرز المتسلقات السعوديات. تقول للصحافة إنها منذ عام 2012، قطعت وعداً، وهو: 'كل قمة جبلية ستكون مكرسة لقضية ما'، بحسب حديثها لـ 'CNN' بالعربية.
وتوضح أن حلمها تحقق في فبراير من عام 2012، حيث تسلقت الجبل الأعلى في أفريقيا لجمع التبرعات لبناء أول مركز للكشف عن السرطان في المنطقة الشرقية السعودية.
وتؤكد أن 'كل جبل مكرس لقضيةٍ ما. وأنا أتسلق الجبال عادةً من أجل مرض السرطان والمساعدة في توفير التعليم للاجئين'.
وتتضمن الجبال التي تسلقتها شهاب: جبل إلبروس من أجل جمع التبرعات لبرنامج 'أمنيتي' الخيري في السعودية، وجبل فينسون، الأعلى في أنتاركتيكا، لدعم صبي سوري يُدعى محمد، كان يُعالج من الساركوما العظمية.
كما تسلقت قمة جبل 'Lobuche' في نيبال لتسليط الضوء على أهمية الصحة العقلية.
وتمكنت شهاب من جمع أكثر من 352 ألف دولار نتيجة رحلات التسلق التي خاضتها لخدمة مختلف القضايا الإنسانية.
أما المتسلقة رها حسن محرق، فقد تمكنت من الصعود إلى قمة جبل إيفرست في مايو 2013، لتدخل التاريخ باعتبارها أول سيدة من السعودية تتسلق أعلى قمة جبلية في العالم.
تُعد رها محرق ليست فقط أول سعودية تتسلق الجبل الشهير، لكنها أيضاً أصغر شابة عربية تتمكن من الوصول إلى القمة.
شغف التسلق
متسلق الجبال عبد الرحمن العامر هو أول بحريني يصل عام 2017 إلى قمة جبل آيلاند بيك في نيبال.
ويقول العامر لصحيفة 'أخبار الخليج': إن 'تجربة التسلق تحتاج للسكن في مخيمات المرتفعات الجبلية لمدة يوم – يومين للتأقلم مع تناقص نسب الأكسجين، وتناول الطعام المناسب. هي تجربة يتعلم فيها الإنسان قيمة الطعام وفوائده، وقيمة الابتعاد عن وسائل التواصل الإلكتروني'.
أما المتسلقة سمرين أحمد، فهي تُعد من أشهر محبي رياضة التسلق، وهي أول بحرينية تتمكن في العام 2024 من تسلق أعلى قمة جبلية في القارة الأوروبية، بوصولها إلى القمة الجبلية إلبروس.
وتقول: 'لدي شغف بتسلق الجبال الشاهقة'، مشيرة إلى أن جمال الطبيعة يدفعها إلى الاستمرار بممارسة هواية التسلق.
أما الكويت، فأنجبت زيد الرفاعي، أول عربي يتسلق إيفرست في العام 2003، والذي جسد حلماً عربياً في بلوغ القمم.
كما أكمل يوسف الرفاعي وعبد الرزاق المجلهم المسيرة برفع علم بلادهما فوق قمم عالمية.