اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
وضاح حيدر - الخليج أونلاين
تتمتع دول الخليج العربي بمنظومات دفاعية متقدمة ومتنوعة تتكون بشكل أساسي من أنظمة أمريكية
في ظل الحرب المستمرة منذ 13 يونيو بين 'إسرائيل' وإيران، ازدادت المخاوف الأمنية بشكل كبير في منطقة الخليج العربي، لا سيما بعد تداول مشاهدة عبور صواريخ باليستية صورت من داخل السعودية والكويت.
وتتمتع دول الخليج العربي بمنظومات دفاعية متقدمة ومتنوعة تتكون بشكل أساسي من أنظمة أمريكية، تهدف للتصدي لمختلف التهديدات الجوية والصاروخية المحتملة.
وتبقى الدفاعات الجوية الخليجية في حالة استعداد عالية لمواجهة أي تهديد محتمل، مما يثير التساؤلات حول فعاليتها في حماية أجوائها، في ظل وجودها في منطقة حساسة قد تزداد اشتعالاً في أي لحظة.
رصد عبور صواريخ
وتداول مغردون مقاطع تظهر عبور صواريخ يرجح أنها إيرانية صورت من داخل مدينة حدودية سعودية، دون تأكيد رسمي حتى الآن.
كما جرى تداول مقطع مصور يرصد صواريخ أُطلقت من شرق إيران باتجاه 'إسرائيل'، صورت بالقرب من أبراج الكويت الشهيرة، الأمر الذي دفعرئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي لتأكيد أنها لا تشكل أي تهديد على أراضي الدولة الخليجية.
وأوضحت رئاسة الأركان، في بيان رسمي، أن الصواريخ الباليستية التي رصدت كانت تحلق على ارتفاعات شاهقة، وخارج النطاق الجوي للبلاد، مؤكدة أنها لا تمثل خطراً على الأمن أو السلامة العامة.
وفي ظل هذه الظروف الملتهبة يجد الخليج نفسه في منطقة تماس استراتيجية بين تل أبيب وطهران، وأي تطور ميداني في هذه المواجهة ستكون له بالضرورة ارتدادات على البيئة الخليجية بكل مستوياتها السياسية والاقتصادية والأمنية.
وطالما هددت طهران بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز، ما يشكل أداة ضغط سياسي وأمنية على الدول الخليجية.
تعزيز القدرات الدفاعية
وتنسق قيادات القوات الجوية والدفاع الجوي بالقوات المسلحة الخليجي باستمرار حول الوضع الأمني في منطقة الخليج العربي والمنطقة عموماً.
وخلال السنوات الماضية، عملت دول مجلس التعاون على تطوير سلاح الجو والسلاح الدفاعي، كان أبرزها في السعودية، حيث تعمل على توطين صناعاتها العسكرية والأمنية بما يزيد على 50% من الإنفاق العسكري على المعدات والخدمات العسكرية بحلول عام 2030.
وتصدر القطاع العسكري في السعودية الإنفاق في موازنة المملكة لعام 2025، وذلك بقرابة 74 مليار دولار.
كما تشارك دول الخليج بمناورات عسكرية مشتركة،تهدف إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة في المجالات العسكرية.
وكان المجلس الأعلى للتعاون الخليجي وافق في عام 2013، على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وكلف مجلس الدفاع المشترك باتخاذ ما يلزم من إجراءات للبدء بتفعيلها، وذلك في إطار استكمال الخطوات والجهود الهادفة إلى تعزيز أمن واستقرار دول المجلس، وبناء منظومة دفاعية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي.
وتملك دول مجلس التعاون الخليجي قوات درع الجزيرة المشتركة، وهي قوات عسكرية مشتركة أنشئت عام 1982، بهدف تعزيز التعاون العسكري بينها.
منظومات متطورة
وتحرص الحكومات الخليجية على إمداد جيوشها بالأسلحة المتطورة والنوعية الدفاعية التي تعلن شركات تصنيع الأسلحة العالمية تجهيزها، وفيما يليتفاصيل وحجم المنظومات الدفاعية في دول الخليج بحسب موقع 'غلوبل فاير باور' المتخصص في الشؤون الدفاعية:
تعتمد قوات الدفاع الجوي الملكية السعودية على منظومات رئيسية مثل باتريوت (PAC-2، PAC-3) المصنعة من شركة 'رايثيون' الأمريكية، إضافة إلى نظام 'ثاد' (THAAD) المتقدم من 'لوكهيد مارتن'.
تدير الإمارات شبكة دفاع جوي متقدمة تشمل 12 بطارية باتريوت (PAC-3 وPAC-2)، ومنظومتي 'ثاد'.
كما تعتمد على منظومات 'هوك' الأمريكية، و'بانتسير' الروسية، و'KM-SAM' الكورية، في حماية أجوائها.
قطر مجهزة بـ 11 منصة 'باتريوت PAC-3' أمريكية الصنع.
كما تستخدم منظومة 'ناسامس' النرويجية – الأمريكية، و'رابيير' البريطانية، مع أنظمة الدفاع القصيرة المدى مثل 'ستينغر' الأمريكي و'ميسترال' الفرنسي.
تمتلك الكويت 14 منصة باتريوت (8 منها PAC-3)، إضافة إلى خمس منصات 'هوك' الأمريكية.
تمتلك أربع وحدات 'باتريوت' وأنظمة 'هوك' الأمريكية، و'كروتال' الفرنسية.
تمتلك وحدات دفاعية من نوع 'إم آي إم-104 باتريوت'.
وسبق أن أثبتت هذه الأنظمة وغالبيتها أمريكية فعاليتها في عديد من المواقف، خاصة في التصدي للصواريخ الباليستية وهجمات الطائرات المسيرة التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على السعودية والإمارات، في السنوات السابقة، والتي تتميز بـ:
نظام الدفاع الجوي 'باتريوت':
نظام الدفاع الصاروخي 'ثاد':
نظام الدفاع الجوي 'هوك':
جاهزية الدفاعات الخليجية
يشرح الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الخليجي نوفل الأحمدي لـ'الخليج أونلاين' مدى فاعلية الدفاعات الجوية الخليجية وجاهزيتهالمواجهة تصعيد عسكري واسع النطاق في المنطقة قائلاً:
تتمتع منظومات الدفاع الجوي في معظم دول الخليج بكفاءة جيدة على المستوى الوطني.
تُعد الإمارات والسعودية الأكثر جاهزية، بفضل مزجهما بين أنظمة الدفاع الأرضية والقدرات الجوية الاعتراضية، إضافة إلى الخبرة التشغيلية المتقدمة.
تملك دول الخليج قدرات ردع ملموسة، أي القدرة على تنفيذ هجوم مضاد موجع كفيل بردع العدو، على خلاف قدرات الدفاع التي تُفعّل بعد وقوع الاعتداء.
تمتلك دول الخليج، وعلى وجه الخصوص السعودية والإمارات، قدرات هجومية جوية تشمل مقاتلات مزوّدة بصواريخ بعيدة المدى من نوع SLAM-ER.
فعالية الردع لا تقوم فقط على امتلاك سلاح متقدم، بل على وجود عقيدة عسكرية فاعلة وتنظيم واضح.
غياب التكامل الدفاعي الإقليمي يظل العقبة الكبرىأمام بناء مظلة دفاعية فعالة على مستوى مجلس التعاون.
وحول نقاط القوة والضعف في منظومات الدفاعية الخليجية تحديداً 'هوك' وثاد' وباترويت' يشرح الأحمدي ذلك قائلاً:
'ثاد'
• القوة: قدرة عالية على اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي.
• الضعف: محدود الانتشار خليجياً.
'باتريوت'
• القوة: فعالية مثبتة في المعارك، وقدرة على اعتراض التهديدات داخل الغلاف الجوي، مع خبرة تشغيلية خليجية طويلة.
• الضعف: مداه محدود، ويتأثر بأحوال الطقس والتضاريس مثل الجبال والعواصف الرملية.
'هوك'
• القوة: نظام مجرّب بمدى قصير ومخصص للدفاع عن مواقع محددة.
• الضعف: تقنياً أقل تطوراً، وانتشاره الجغرافي محدود.
ويشير الأحمدي أيضاً إلى أنه من الأخطاء الشائعة افتراض أن مدى التغطية النظري لهذه الأنظمة يعادل حماية شاملة، إذ إن كفاءتها تكون ضمن زاوية فعالة لا تتجاوز 120 درجة، وتتطلب توزيعاً دقيقاً، وتنسيقاً عالياً بين شبكات الرادار ومنصات الإطلاق، وهو ما يُبرز مجدداً أهمية التكامل الدفاعي الخليجي الجماعي لصد أي مخاطر جوية.