اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢١ أذار ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
من متحف اللوفر أبوظبي إلى متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي إلى المتاحف الوطنية في بقية دول الخليج، تلعب هذه المؤسسات دوراً محورياً في إعادة تشكيل المشهد الثقافي والاقتصادي للمنطقة.
في إطار سعيها لتنويع مصادر دخلها وتعزيز نموها الاقتصادي، شهدت دول الخليج نهضة ثقافية بارزة، تجلّت في تطوير المتاحف، لا لكونها مراكز للفنون والتراث فقط بل أيضاً لكونها محركات للسياحة والاستثمار.
أحدث ما جاء في هذا الشأن كان إعلان الشيخة ريم آل ثاني، نائبة الرئيس التنفيذي بالوكالة للمعارض والتسويق ومديرة إدارة المعارض المركزية في 'متاحف قطر'، بأن الدوحة تستعدلافتتاح 4 متاحف مختلفة، تستهدف فئات متنوعة من الزوار.
وأضافت، في تصريحات لـ'الجزيرة نت' (13 مارس)، أن قطر تعمل على تقديم شكل جديد للسياح الأوروبيين من خلال القصص التي تقدمها المتاحف على سبيل المثال، وطريقة المغامرات في الصحراء التي لا تبعد كثيراً عن البحر.
متاحف الخليج
تشكل المتاحف في دول الخليج اليوم نقطة التقاء بين الفن والاقتصاد، حيث تلعب دوراً رئيسياً في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز التنمية الاقتصادية.
ومع استمرار الاستثمار في هذا القطاع يمكن لهذه المتاحف أن تصبح لا معالم سياحية فقط، بل محركات رئيسية للنمو الاقتصادي والمعرفي في المنطقة.
كما تمثل المتاحف في الخليج جسوراً بين الماضي والحاضر، حيث تسلط الضوء على التراث العربي والإسلامي، وتوفر منصات للفن المعاصر والحوار الثقافي.
هذه المتاحف تساهم في توثيق وعرض الموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة، مثل المتحف الوطني السعودي الذي يعرض تطور المملكة من العصور القديمة إلى العصر الحديث.
وتستضيف المتاحف الخليجية معارض عالمية كبرى، مثل استضافة متحف اللوفر أبوظبي للقطع الفنية الأوروبية، مما يعزز الحوار الثقافي مع العالم.
وتوفر متاحف مثل 'المتحف العربي للفن الحديث' في الدوحة فرصاً للفنانين الخليجيين والعالميين لعرض أعمالهم، مما يدعم المشهد الفني في المنطقة.
رافد اقتصادي
إلى جانب دورها الثقافي، أصبحت المتاحف في الخليج رافداً اقتصادياً مهماً، حيث تساهم في تنشيط السياحة وخلق فرص استثمارية جديدة.
وتشير التقارير الواردة عن المتاحف الخليجية إلى أن هذه المؤسسات تجذب أعداداً كبيرة من الزوار والسائحين سنوياً؛ وهو ما يدعم قطاع الضيافة والخدمات.
وهي أيضاً توفر فرص عمل، وتساهم في خطط دول الخليج الساعية إلى تقليل الاعتماد على النفط، ما يجعل المتاحف تشكل جزءاً من استراتيجيات التنمية المستدامة، خاصة أن بعض الدول تعتمد على المتاحف في تعزيز اقتصاد المعرفة والصناعات الإبداعية.
في هذا الشأن يؤكد الخبير الاقتصادي نبيل جبار التميمي، أهمية المتاحف التي بدأت دول الخليج بالاهتمام بها مؤخراً، بأنهاتمثل فرصة اقتصادية مهمة لتعزيز السياحة الأثرية والثقافية.
لكن التميمي، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، يرى أن مثل هذه الخطوات يجب أن تأتي بعد تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين.
ويلفت التميمي إلى أنه رغم أن الأولوية الحالية في دول الخليج هي تلبية الضروريات الأساسية، مثل الأمن والخدمات والبنية التحتية، فإن تطوير المتاحف التي تحتفي بالتراث والتاريخ من الحقب المختلفة يمكن أن يصبح عاملاً رئيسياً في تنشيط السياحة الثقافية مستقبلاً.
وبحسب قوله فإن تنشيط السياحة الأثرية والتراثية يحتاج إلى استراتيجية واضحة، تركز على بناء المتاحف وتطويرها بصورة مستدامة.
وشدد على ضرورة أن يحدث ذلك بعد أن تصل الدولة إلى مستوى جيد من تلبية احتياجات مواطنيها الأساسية، 'لضمان نجاح واستمرارية هذه المشاريع'.
قطر
عُمان
دور محوري في حفظ التراث
الفنان التشكيلي العراقي حيدر هاشم، مدير قاعة أكد للفنون التشكيلية، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، يؤكد أهمية التطور الكبير الذي تشهده دول الخليج العربي في مجال إنشاء المتاحف.
وأشار هاشم إلى الحرص الذي توليه الدول المتقدمة على إقامة المتاحف بمختلف تخصصاتها، لما لهذه المؤسسات من دور محوري في حفظ التراث الإنساني وتوثيق تاريخ الشعوب وحياتها عبر العصور.
وأضاف هاشم أن 'التاريخ الإنساني وصل إلينا اليوم بفضل ما تحتفظ به المتاحف من ألواح ورُقُم طينية ومخطوطات قيّمة، كانت تسجل أنظمة وقوانين الحياة القديمة وطريقة عيش الشعوب'.
وحول أهمية انتشار هذه المؤسسات الثقافية في الخليج يجد هاشم أن 'المتاحف تُعد المكان الأمثل للحفاظ على المقتنيات الأثرية النادرة، باعتبارها الإرث الإنساني الأهم الذي يعكس حضارات الأمم وتاريخها'.
هذه المتاحف من ناحية أخرى تمثل بالنسبة لدول الخليج، مثلما تمثل لبقية الدول، 'واجهة ثقافية وسياحية بارزة، تعكس مستوى تقدمها وأهميتها الحضارية أمام السياح والزائرين'.
ويلفت أيضاً إلى دور المتاحف التوعوي في المجتمع، مبيناً أنها تقدم معلومات تاريخية وثقافية موثقة عبر القطع الأثرية والأعمال الفنية والمخطوطات، وهو ما يجعلها مرجعاً رئيسياً للباحثين والمهتمين بالتاريخ والحضارات، بحسب هاشم.