اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٢
عبر الوزير الإسباني الأسبق للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، ميغيل أنخيل موراتينوس، عن قلقه حول مستقبل الاتحاد الأوروبي في السنوات القليلة المقبلة.
واعتبر موراتينوس، في مداخلة له على هامش اللقاء السنوي لمجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط حول 'البحر الأبيض المتوسط في الرهانات الجيوسياسية الجديدة'، صباح الجمعة بالرباط، أن الاتحاد الأوروبي سيعيش سنوات مقبلة صعبة نتيجة الظروف الحالية التي يمر منها من حروب وتغيرات مناخية وغيرها من الإشكاليات التي تعاني منها عدد من الدول وخاصة الاتحاد الأوروبي.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الاتحاد الأوروبي أصبح في السنوات الأخيرة مصدرا في كثير من الأحيان لنشوب عدد من النزاعات والحروب، آخرها الحرب الروسية الأوكرانية.
في السياق ذاته، أبدى سفير إسبانيا الأسبق بالمغرب انزعاجه من الاهتمام بمناطق نزاعات دون أخرى، وقال بهذا الخصوص: 'من غير المعقول الاهتمام فقط بالحرب الروسية الأوكرانية مثلا رغم وجود عدد من الحروب الأخرى في عدد من مناطق العالم والتي دامت لسنوات طويلة دون إيجاد حلول عملية والتي قد تكون دامية أكثر وخلفت قتلى وكان لها تداعيات أخطر على المنظومة العالمية'.
من جهة ثانية، أكد المتحدث ذاته أن المنطقة المتوسطية في تراجع مستمر منذ سنوات طويلة رغم ما أبداه، على حد قوله، الفاعلون السياسيون من إرادة في توحيد هذه المنطقة، منتقدا التحالف والتعاون الضعيف بين الدول المتوسطية لعدة اعتبارات.
وأضاف ميغيل أنخيل موراتينوس أن المنطقة المتوسطية رغم أنها محور استراتيجي في العلاقات الدولية نظرا لموقعها الجغرافي السياسي باعتبارها تقع، على حد قوله، في وسط العالم، إلا أننا لم ننجح، على حد تعبيره، في بناء فضاء متوسطي قوي ومتكامل نظرا لعدة اعتبارات سياسية أهمها نشوب خلافات وصراعات بين عدد من دولها، فضلا عن التفاوت المجالي بين دول الشمال والجنوب في المنطقة المتوسطية.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الإسباني الأسبق للتفكير في أجندة سياسية بين دول المتوسط للخروج من الوضع الحالي وبناء فضاء متوسطي قادر على التأثير في محيطه، مشددا على أن المتوسطيين هم من يملكون القدرة على تغيير هذا الوضع.
وذكر المتحدث ذاته بالمؤتمر الأورومتوسطي الأول في برشلونة بإسبانيا سنة 1995 الذي حضره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي و12 دولة بجنوب وشرق البحر المتوسط، المؤتمر الأورومتوسطي ، حيث وقعوا على اتفاقية لإطلاق الشراكة الأورومتوسطية، مشيرا إلى أنه سرعان ما تحول هذا الاتفاق إلى سراب وظل مجرد حبر على ورق دون تفعيل، رغم تنظيم مؤتمرات أخرى مثل لقاء باريس سنة 2009.
وختم ميغيل أنخيل موراتينوس بالتعبير عن سعادته البالغة بالتواجد في المغرب، مؤكدا أن هذا الأخير كان له دور أساسي في تلقنه لأساسيات الدبلوماسية عندما كان سفيرا لمدريد في الرباط.