أول مسرحية في العالم للمُعتقلين في قضايا الإرهاب.. يُراهنون على المسرح لتجاوز الأزمة

جسّد نُزلاء ملف التطرف والإرهاب، مسرحية تُحاكي الواقع، وتنتصر للإنسانية، لأول مرة في العالم؛ وذلك في إطار اللقاء التواصلي حول استراتيجية تدبير ملف المعتقلين بالمؤسسات السجنية على خلفية قضايا التطرف والإرهاب، من تنظيم المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يوم الجمعة 20 ماي الجاري، في السجن المحلي سلا 2.

وفي هذا السياق، قال رشيد العدواني، ممثل ومخرج المسرحية، إن 'هؤلاء السجناء حصلوا على تكوين مُستمر وخاص في المسرح، بنفس الشكل الذي يحصل عليه المحترفين، فقط مع اختلاف الفضاء، إذ أننا داخل السجن' مشيرا أنه 'في العالم هناك عدد من المسرحيات من طرف نزلاء الحق العام، لكن هذه أول مسرحية من أداء نزلاء في قضايا التطرف والإرهاب'.

'في الماضي القريب، كان هؤلاء النزلاء ضد الفن، وكانوا يعتبرونه بلا قيمة، الشيء الذي كوّن لديهم مجموعة من الأسئلة، من قبيل هل هذا هو المسرح، هكذا تتم التحضيرات' يضيف العدواني في حديثه للأيام 24، مشيرا أنهم 'بالرغم من التدريب السابق إلا أنهم اليوم أحسوا جليا برهبة المسرح'.

أما بالنسبة للصعوبات التي تجاوزها العدواني، فيشير إلى أن 'نزيل الحق العام يستمع أساسا إلى الموسيقى ولا مشكل لديه مع الفن عموما، ولكن نزلاء قضايا الإرهاب والتطرف انطلقنا معهم من الصفر، انطلاقا من ورشات الكتابة بمُساعدة عدد من المختصين في القانون، إلى التدريبات'.

'انطلقنا في العمل على المسرحية شهرين قبل تفشي فيروس كورونا، ثم اضطررنا إلى التوقف بعد ذلك، وكانت تضم آنذاك 28 نزيلا، لكن بعد الحجر الصحي وجدت أن 21 نزيلا تم الإفراج عليهم، فظل فقط سبعة أشخاص، فأتينا بـ21 نزيلا آخرا، ثم اشتغلنا من جديد بشكل مُكثف لمدة سبعة أسابيع بشكل يومي' يوضح المتحدث نفسه.

إلى ذلك، يردف المخرج المسرحي في حديثه للأيام 24، أن القصص التي اندرجت في سياق العرض المسرحي، هي مزيج من قصص واقعية كثيرة تخبط فيها مُعتقلي قضايا التطرف والإرهاب، موضحا 'كُنا نقف على كل مصطلح لحاله، إذ أن نتيجة العمل المسرحي كانت تهدف إلى التصالح مع المجتمع، ولكن بدون الضرب في الماضي'.

وفي ختام حديثه، أكد العدواني أن المسرحية 'ستعرف جولة داخل السجون، لإبراز الرسالة كذلك إلى سجناء الحق العام والأحداث' مسترسلا أن 'أكبر انتصار للإنسانية هو صعود هؤلاء المُعتقلين في ملفات التطرف والإرهاب إلى خشبة المسرح، فكُنت دوما أقول لهم 'يجب أن ننفجر على المسرح' بمعناه الإيجابي الصالح للكلمة'.

وتجدر الإشارة إلى أن مُعتقلين كُثر على خلفية قضايا التطرف والإرهاب يُناهز عددهم الحالي 840 شخصا، بينهم معتقلتين اثنتين فقط، يستفيدون من برنامج “مُصالحة” تحت إشراف المندوبية العامة لإدارة السجون، بشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية، بما تشمل وزارة الأوقاف، والرابطة المحمدية للعلماء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة، ومؤسسات أخرى، بالإضافة إلى خبراء متخصصين في المجال، من أجل تأهيل السجناء، لفُرصة إدماج ثانية داخل المُجتمع.