اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
كشفت بيانات حديثة صادرة عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، والمستندة جزئيا إلى دراسات مشروع الرصد الإعلامي العالمي (GMMP)، عن استمرار الفجوة في تمثيلية النساء داخل المشهد الإعلامي المغربي. مشيرة إلى أنه على الرغم من بعض التقدم الطفيف المحرز على مر السنوات القليلة الماضية، لا تزال النساء يشكلن أقلية واضحة كمتحدثات أو كمواضيع إخبارية أو كمصادر للمعلومة في مختلف المنابر الإعلامية، سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو الرقمية.
وتُظهر أرقام رصد زمن تناول الكلمة للشخصيات العمومية في البرامج الإخبارية خارج الفترات الانتخابية هذا التفاوت، حيث استأثر الرجال بما يقارب 82% من إجمالي زمن الكلمة في عام 2024، مقابل 18% فقط للنساء. ورغم أن نسبة النساء عرفت ارتفاعا طفيفا مقارنة بعام 2010 (حيث كانت 8%)، إلا أن الهيمنة الذكورية تظل هي السمة الغالبة، وتزداد هذه الهيمنة بشكل أكبر خلال الفترات الانتخابية، حيث وصلت نسبة حضور الرجال إلى 91% في انتخابات 2011 مقابل 9% للنساء، وإلى 81% في انتخابات 2021 مقابل 19% للنساء.
وعند تحليل تمثيلية النساء كمواضيع أو مصادر للمعلومة، استنادا إلى دراسة (HACA-GMMP) لعام 2020، يتضح أن المعدل الوطني لحضور النساء في الأخبار بالمغرب (17.2%) كان أدنى من المعدل العالمي (25.7%). وتختلف هذه النسبة حسب نوع الوسيلة الإعلامية، حيث تسجل التلفزة أعلى نسبة حضور للنساء (22%)، بينما تسجل الإذاعة النسبة الأدنى (13%). وتشير الدراسة العالمية إلى أنه بالمعدل الحالي للتقدم، لن تتحقق المساواة بين الجنسين في الظهور الإعلامي قبل عام 2087.
وتزداد هذه الفجوة عمقا عند النظر إلى المواضيع التي يتم تناولها. فالتمثيل الضعيف للنساء يبرز بشكل خاص في المواضيع الأكثر أهمية وتغطية في وسائل الإعلام، مثل السياسة والحكومة، حيث لم تتجاوز نسبة النساء كمصادر أو مواضيع للمعلومة 6% في عام 2020، رغم أن هذا الموضوع استحوذ على 30% من إجمالي العرض الإخباري. في المقابل، يزداد حضور النساء نسبيا في المواضيع الأقل أهمية من حيث حجم التغطية، مثل الفنون والإعلام.
كما تكشف البيانات المتعلقة بالصفة التي يتم بها استدعاء الأشخاص في الأخبار عن اختلال كبير؛ فالنساء أقل ظهورا بصفتهن خبيرات أو ناطقات رسميات مقارنة بالرجال، الذين هيمنوا على هاتين الصفتين بنسب وصلت إلى 82% و 95% على التوالي في عام 2020. بينما يزداد ظهور النساء نسبيا عند تقديم تجارب شخصية أو التعبير عن آراء الرأي العام. ومن الملاحظ أيضا أن نسبة النساء اللواتي تم ذكر وضعهن العائلي في الأخبار عام 2020 كانت أكبر بأربع مرات مقارنة بالرجال.
ويتأكد هذا المنحى من خلال تحليل صور الصحافة. ففي عام 2020، كان الرجال أكثر ظهورا بـ 2.45 مرة مقارنة بالنساء في الصور المنشورة. وتفاقمت هذه الفجوة بشكل حاد في عام 2025، حيث أصبح الرجال أكثر ظهورا بـ 7.3 مرة من النساء (88% رجال مقابل 12% نساء). وتظهر الصور غيابا شبه تام للنساء في مواضيع رئيسية مثل السياسة والاقتصاد والشؤون الدولية والرياضة والعلوم، بينما يقتصر التوازن النسبي أو حضور المرأة الأكبر على مواضيع أقل بروزا، ولم تتحقق المناصفة إلا في موضوع 'الصحة' في عام 2025.