الرميد: لا شيء يبرر فرض التطبيع على المجتمع ولا مجال لتخوين الأنظمة أو تكفيرها

حسب رأي وزير العدل الأسبق، المصطفى الرميد، فإنه قد يكون للأنظمة أو على الأقل لبعضها، إكراهات تدفعها إلى التطبيع، إلا أنه، لا شيء يبرر فرض التطبيع على المجتمع ومؤسساته.

وفي المقابل يرى المصطفى الرميد أنه 'لا شيء يدعو إلى مصادرة حق الشعوب في التعبير بكل الأشكال عن رفضها للتطبيع، وأنه لا مجال لتخوين الأنظمة، أو تكفيرها'.

وبناء على ذلك، يضيف المتحدث 'يتم تفويت الفرصة على كل المتربصين والأعداء الحاقدين، للإيقاع بين الأنظمة وشعوبها، ليتحكم الصهاينة في الجميع، ويحققوا أهدافهم في ربوع المنطقة، تحت شعارات مختلفة، ومسميات متعددة'.

جاء ذلك في كلمة لمصطفى الرميد، استعرض خلالها مشاهد تاريخية من الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك ضمن ندوة “طوفان الأقصى.. التداعيات والأدوار المطلوبة”، المنظمة من قبل منتدى المتوسط للتبادل والحوار، بشراكة مع المكتبة الوطنية بالرباط، السبت الماضي.

رأي الرميد يأتي حسب تعبيره انتصارا لنظرية المهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى اللبناني، حول 'التطبيع بين اكراهات الانظمة، وخيارات الشعوب'، التي 'أكد فيها على أنه ان كانت للأنظمة حقيقة أو افتراضا، اكراهات قد تدفعها إلى التطبيع مع الكيان، فان للشعوب الحق في ممارسة خياراتها في رفض التطبيع'.

كما نقل عن المهدي شمس الدين، دعوته إلى تفادي السقوط في مغبة المواجهة بين الشعوب وأنظمتها بحجة محاربة التطبيع بما يؤدي إلى خدمة الأجندة الصهيونية، وفي نفس الوقت دعوته الى حصار التطبيع، ليكون تطبيعا باردا لا روح فيه، على خلاف التطبيع الساخن ما يصبو اليه الصهاينة ومن أجله يعملون والذي يمتد الى اعماق المجتمع العربي.

وتابع الوزير الأسبق 'مع العلم انه وامام هذه الجرائم الصهيونية الإبادية، فان واجب الجميع اتخاد المواقف اللازمة لردع العدوان، والتعبير عن الغضب العارم، والرفض الصارم، لجرائم الكيان الصهيوني الخطيرة، والتي تستحق المتابعة والعقاب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لو كان هناك قانون دولي حقيقي، ومؤسسات دولية ذات مصداقية'.

وأشار إلى نظرية شمس الدين جاءت ردا على كتاب أصدره 'شيمون بيريز'، رئيس الوزراء الاسبق لإسرائيل، موضوع التطبيع، أسماه 'الشرق الاوسط الجديد'، والذي بشر من خلاله بمرحلة يجتمع فيها العقل الإسرائيلي، بالمال والساعد العربي، لبناء المنطقة، وضمان رفاهيتها.

على أن طرح بيريز يراد له أن 'يكون في إطار تحالف يجمع الطرفين، الاسرائيلي والعربي، لمواجهة الاصولية الإسلامية عدوة إسرائيل والأنظمة العربية حسب زعمه، تماما كما تالف الألمان والفرنسيون ضد الشيوعية السوفياتية، متناسين أهوال الحروب العالمية'.