اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
عبّرت ساكنة دواوير أوزيغيميت التابعة لجماعة إغيل نومكون بإقليم تنغير، عن غضبها مما وصفته بـ“تماطل الجهات المعنية في تنفيذ الوعود التي قُدّمت عقب احتجاجات سلمية شهدتها المنطقة مؤخرا'، معتبرة أن 'لا شيء تغيّر على أرض الواقع رغم مرور أسابيع على تلك الالتزامات الرسمية”.
وقالت الساكنة، في بيان احتجاجي توصلت جريدة 'العمق' بنسخة منه، إنه “في الوقت الذي كانت فيه ساكنة القرية تنتظر ترجمة الوعود على أرض الواقع، فوجئت بما يشبه مهرجانا للمسيرة نظمه بعض المسؤولين في محاولة للتغطية على الواقع المزري، وتلميع الصورة أمام الرأي العام”، وفق قولها.
وأكد المحتجون، أنه “جرى تقديم كلمات منمقة، ووعود فضفاضة، وتصريحات تفتقر لأي برنامج عملي أو أجندة زمنية واضحة، وأنهم أبناء وبنات هذه الأرض، يعلنون بصوت واضح أن الساكنة ليست ساذجة، والكرامة لا تُشترى بالتصفيق”، في إشارة إلى رفضهم لما وصفوه بالاستهانة بمعاناة المواطنين.
وأوضح المصدر ذاته، أن “ساكنة الدواوير المذكورة خرجت في وقت سابق في مسيرة سلمية حضارية، رفعت فيها مطالب بسيطة ومشروعة، منها طريق معبدة تفك العزلة، ومستوصف صحي مجهز، وإعدادية تحفظ لأبنائهم حقهم في التعليم”.
وشددت الساكنة على أنه “اليوم، وبعد مرور أسابيع على تلك الوعود التي قُدّمت في لحظة ضغط شعبي، لم تر إلا التسويف واللامبالاة، حيث أنه لا أشغال بدأت، ولا مشاريع انطلقت، ولا حتى إشارات أولية تدل على نية صادقة في الوفاء”، على حد تعبيرها.
ولم تفوّت ساكنة الدواوير المذكورة الفرصة للتعبير عن تنديدها الشديد بما أسمته بـ“استغلال قضية الساكنة في خرجات إعلامية ومظاهر شكلية لا تخدم إلا من يبحثون عن التلميع الشخصي”، مبدية رفضها التام لتحويل معاناة السكان إلى مناسبة للوعود الكاذبة والخطابات الفارغة.
وأكد المتضررون في الوثيقة ذاتها، إلى أنهم “يتابعون عن كثب كل وعد قُدم، وكل تصريح أُطلق، ولن يسمحوا بأن يُنسى أو يُطمس”، معلنين في نفس الوقت عن “استعدادهم التام للعودة إلى الشارع في مسيرة أقوى وأشمل، إن لم يتم احترام ما تم التعهد به”،وفق منطوق الوثيقة.
وجاء في ختام البيان، أن “هذه التحركات ليست تهديدا، بل تجسيد لحق المواطنة والدفاع عن العيش الكريم، وأن حق كل مواطن أن يُعامل بالعدل لا بالتجاهل والمراوغة، نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحقوقنا المشروعة، وإذا لم تُلبَّى بصوت العقل، فسنرفعه من جديد بصوت النضال”.
يشار إلى أن ساكنة 13 دوارا بمنطقة أوزيغمت، التابعة لجماعة إغيل نومكون بإقليم تنغير، كانت قد نظّمت في ماي الماضي مسيرة احتجاجية حاشدة نحو مقر عمالة إقليم أزيلال، وذلك للتعبير عن غضبهم من الأوضاع المزرية التي تعيشها منطقتهم، في ظل استمرار ما أسموه بـ“غياب البنية التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، وعلى رأسها التعليم، والصحة، والطرق”.
ورفع المحتجون الذين انتقلوا على متن سيارات وشاحنات من الصنف الصغير والكبير، شعارات من قبيل: “ساكنة أوزيغيمت التابعة لعمالة تنغير تطالب برفع التهميش”، و“الطريق حق… وليس امتياز”، و“إعدادية أوزيغمت حق مشروع”، مستنكرين ما نعتوه بـ“سياسة التسويف التي تنتجها الجهات المعنية معهم، والتماطل في التفاعل الإيجابي مع مطالبهم المشروعة في الولوج إلى الخدمات الأساسية المذكورة”.
حسن حفيضي، فاعل جمعوي بأوزيغيمت بجماعة إغيل نومكون، قال إن المنطقة تعاني من عزلة خانقة خصوصا خلال فصل الشتاء، بسبب إنعدام الطريق الرابطة بين دواوير أوزيغمت والطريق الجهوية رقم 317، مما يعرض حياة السكان للخطر، خاصة النساء الحوامل اللواتي يجدن صعوبة في الوصول إلى المستشفيات الإقليمية.
وأضاف حفيضي في تصريح سابق لـ“العمق المغربي”، أن نسبة الهدر المدرسي في ارتفاع مستمر، خاصة في صفوف الفتيات، نتيجة بُعد إعدادية ألمدون، وغياب داخلية تؤمن لهن ظروف متابعة الدراسة، مشيرًا إلى أن مطالب السكان بإحداث مدرسة جماعاتية بأوزيغمت لم تلقَ أي تجاوب منذ برمجتها سنة 2021.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المستوصف الموجود بأوزيغيمت يعاني من غياب شبه تام للتجهيزات والخدمات الطبية الأساسية، إلى جانب غياب القوافل الطبية، مما يزيد من معاناة الساكنة، ويضطرهم إلى التنقل لمسافات طويلة نحو قلعة مكونة أو ورزازات لتلقي العلاج.
وأكد حفيضي أن الساكنة سبق لها أن وجهت عدة طلبات رسمية للجهات المعنية، سواء بخصوص إحداث الإعدادية أو تعبيد الطريق، لكن دون جدوى، مضيفًا أن الوعود الانتخابية التي تلقوها من عدد من المسؤولين خلال السنوات الماضية بقيت حبرا على ورق.
وخلص المصدر عينه إلى أن مطالب الساكنة تتجلى في إحداث إعدادية بأوزيغمت، وإنجاز الدراسة التقنية وتعبيد الطريق التي تربط دواوير أوزيغمت بالطريق الجهوية رقم 317، مع العمل على تجهيز المستوصف الصحي ليلبي حاجيات الساكنة، وخاصة في ما يتعلق بالنساء الحوامل.