اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
تفوق المغرب على جنوب إفريقيا ليصبح أكبر مستضيف لمراكز البيانات في القارة الإفريقية، حيث يحتضن حاليا 23 مركز بيانات، وفق ما أوردته مجلة Global Finance Magazine الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء.
ووصفت المجلة هذا التقدم السريع في البنية التحتية الرقمية بأنه يعكس التزام المملكة بمواكبة الثورة الرقمية، في إطار رؤية استراتيجية وضعتها وكالة التنمية الرقمية سنة 2020، جعلت من البنية الرقمية إحدى أولوياتها.
وأشار التقرير إلى أن المغرب اعتمد سلسلة من التدابير التحفيزية لتعزيز هذا القطاع، من بينها التخفيضات الضريبية والإعفاءات التي يتضمنها الميثاق الوطني للاستثمار، إلى جانب قانون صدر سنة 2021 يُلزم باستضافة البيانات الحساسة داخل التراب الوطني، وهو ما ساهم في تسريع وتيرة إعادة توطين البيانات.
وذكرت المجلة أن أغلب مراكز البيانات في المغرب مملوكة لشركات الاتصالات الكبرى مثل 'ماروك تيليكوم' و'إنوي'، إلى جانب فاعلين متخصصين مثل 'مداسيس' و'N+ONE'. كما تمتلك البنوك الكبرى مراكز بياناتها الخاصة، في حين تلجأ البنوك الأصغر إلى استئجار مساحات لتخزين بياناتها.
وفي ما يخص التوزيع الجغرافي لمراكز البيانات، أوضح التقرير أن جهات مثل الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة تتصدر المشهد، بفضل توفر بنية تحتية رقمية قوية واستقرار في مصادر الطاقة، فيما بدأت جهات أخرى، مثل تطوان، في اللحاق بالركب، مستشهدا بعقد ضخم بقيمة 500 مليون دولار أبرمته شركة أمريكية لبناء مركز بيانات في المدينة.
وفي تصريح للمجلة، أوضحت الدوحة عمور، نائبة رئيس تطوير الأعمال الدولية في N+ONE Datacenters، أن اختيار مواقع مراكز البيانات يعتمد على عدة عوامل معقدة، أبرزها القرب من مراكز الأعمال، وكفاءة البنية التحتية المحلية، واستدامة العمليات على المدى الطويل، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاستثمارات يتركز غالبا في المناطق التي تحقق أفضل هذه المعايير.
وأكدت Global Finance Magazine أن التحول الرقمي في المغرب لا يقتصر على مراكز البيانات فقط، بل يشمل أيضا تطورات في مجالات التكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والمبادرات الحكومية مثل برنامج 'المغرب الرقمي 2030″، الذي تم تقديمه مؤخرا خلال معرض Gitex Africa 2025 بمراكش، بمشاركة أكثر من 1400 عارض وحضور تجاوز 45000 زائر ومندوب من أكثر من 130 دولة.
واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن البيانات أصبحت 'النفط الجديد'، مع فارق جوهري يتمثل في أن البيانات لا تنضب، بل تتزايد باستمرار، وهو ما يضمن نموا متواصلا في الطلب على خدماتها في المستقبل.