اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
تصوير ومونتاج: يوسف فائز
وصل الشاب المغربي-الفلسطيني إبراهيم عدنان قديح، اليوم الإثنين 9 يونيو 2025، إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، قادما من الدوحة، بعد رحلة علاج طويلة وشاقة دامت لأشهر، بدأت من تحت أنقاض منزله في قطاع غزة، مرورا بمستشفيات خان يونس والعريش والقاهرة، ثم قطر، وانتهت بعودته إلى وطنه المغرب.
إبراهيم، البالغ من العمر 22 سنة، كان يدرس التمريض العام في إحدى الجامعات بغزة، قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب. ففي 17 أكتوبر 2023، أي بعد عشرة أيام فقط من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، سقط عليه صاروخ يزن طنا تقريبا، ليتحول جسده الطموح إلى أنقاض ممزقة، وتُبتر ثلاث من أطرافه: كلتا ساقيه ويده اليمنى.
الشاب المغربي-الفلسطيني الذي التقته جريدة 'العمق' بمطار محمد الخامس أثناء عودته إلى المغرب، اليوم الإثنين، قال في تصريح للجريدة بنبرة امتزج فيها الألم بالفخر: 'كانت حياتي رائعة، وكانت لدي طموحات كأي شاب في العالم، لكن الحرب دمرت كل شيء. الاحتلال قصف جميع الجامعات، ودمر أحلامنا ومستقبلنا'.
إبراهيم عاش لحظات بين الحياة والموت بعد تعرضه لقصف عنيف، وكاد يكون في عداد الشهداء، إلا أن قدر الله شاء أن يكون من بين الجرحى الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض في حالة حرجة جدا، لتنطلق رحلة علاج طويلة وشاقة عنوانها 'قصة الصمود ومعجزة النجاة'.
في البداية، تم نقل إبراهيم على وجه السرعة في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس في قطاع غزة، حيث خضع لتدخلات جراحية من أجل إنقاذ حياته. لكن رحلة إنقاذ إبراهيم لم تكن لتكتمل لولا التدخل الإنساني المباشر للملك محمد السادس، الذي أمر بتيسير عملية إجلائه من غزة لتلقي العلاج في الخارج.
يقول إبراهيم في هذا الصدد: 'أشكر جلالة الملك محمد السادس من أعماق قلبي، فلولاه ما كنت اليوم على قيد الحياة. تدخله ورعاية وزارة الخارجية المغربية ساهما في إخراجي من غزة إلى العريش، ثم القاهرة، ومن هناك إلى قطر حيث تم تركيب أطراف صناعية لي، وأحاول الآن أن أعود لحياة شبه الطبيعية'.
بعد عودته للمغرب، لم يخفِ الشاب المغربي-الفلسطيني رغبته الكبيرة في لقاء الملك محمد السادس، قائلا: 'أتمنى أن ألتقي جلالة الملك لأشكره شخصيًا على ما بذله من أجلي ومن أجل الشعب الفلسطيني. وسعادتي لا توصف بعودتي إلى المغرب بعد كل ما مررت به'.
من جهتها، عبرت شقيقته مرح قديح عن فرحتها الغامرة بعودة إبراهيم، قائلة في تصريح لجريدة 'العمق': 'عاد ومعه قصة صمود وثبات مثل كل أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الحرب وهذا الظلم'، موضحة أن مشاعرها ممزوجة بين فرحتها بالنجاة وعودته، وحزنها على فقدانه أطرافه.
وشكرت مرح الملك محمد السادس على دعمه الإنساني، قائلة: 'أشكر جلالة الملك محمد السادس على موقفه النبيل ودعمه المباشر لإجلاء أخي، كما أشكر الشعب المغربي على تضامنه الكبير معنا، لقد أثبت أن المغرب بلدنا الثاني، وموقفه مشرف في كل المحطات'.
كما وجهت الشكر لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، التي سهرت على التنسيق من أجل إخراج إبراهيم من غزة في ظروف استثنائية، ووصفت تدخلها بأنه 'كان بمثابة طوق نجاة'، خاصة أن الخروج من غزة أمر شبه مستحيل.