لغروس مغالبا دموعه: الريمي حي بأثره وتجربته.. والذي مات هو الضمير وشغف الصحافة فينا (فيديو)

قال مدير نشر جريدة 'العمق' محمد لغروس، والدموع تغالب عينيه، إن الزميل الراحل أيوب الريمي 'لم يمت مادام ترك أثرا وترك تجربة'، معتبرا أن الذي يجب أن يتلقى العزاء هو أيوب، في 'مشهد إعلامي توفيت الكثير من أطرافه'.

لغروس الذي بدا متأثرا ويغالب الدموع، اعتبر في تصريح لميكروفون 'العمق' في حفل تأبين الزميل أيوب الريمي، أن الموت هو 'موت الضمير، وموت القلوب وأن تموت فينا هذه المهنة وشغفها'، مسترسلا 'فليسمح لي أيوب أن يتقبل منا العزاء، فالذي مات هو من مات هو من فقد ضميره'.

وتوقف لغروس على معاناة أيوب الريمي واضطراره لمغادرة أرض الوطن، معتبرا أنه من الواجب أن نبحث في أسباب الغصة التي حملها أيوب معه إلى قبره، وأن يساهم كل من موقعه لكي لا يضيق الوطن بأبنائه وبكفاءاته.

وقال 'لقد قالت الأستاذة سارة أرملة الصديق أيوب إنه وهو يغادر تراب الوطن تساءل: هل ذاقت بي بلادي؟ أم هل ذقنا نحن ببلادنا ذرعًا؟'، وتابع لغروس 'السؤال الذي ينبغي أن نفكر فيه بعمق لكي لا نقتل أيوب مرتين هو: كيف يمكن أن نجعل تجربته حية بيننا، إننا كمهنيين وإعلاميين مسؤولون عن تخفيف شيئ من غمته، وضمان ألا تضيق هذه البلاد بكفاءاتها وأبنائها'.

وأضاف 'تأثرت كثيرًا بهذه اللحظة، لأنني ذات مرة لما تعرضت لظلم محيق فكرت بمغادرة البلد، وبدأت في إجراءات ذلك'، وقال لغروس في حديثه عن إحساسه بالظلم في لحظة سابقة 'ذات مرة، وأنا خارج البلاد، شعرت برغبة حقيقية في ألا أعود إليه'.

وتابع 'ولهذا، أرى أن علينا أن نتحرك جميعًا لنحفظ تجارب مثل تجربة أيوب، الذي أينما وُضع أزهر، حتى لو أُجبر على الرحيل'.

وشدد مدير نشر جريدة 'العمق' على أن 'كثيرين من زملاء وأحباء أيوب الريمي وأحبائه داخل المهنة وخارجها، يُجبرون على اتخاذ اختيارات أخرى، لكنهم يفاجئون من حاول تهميشهم أو إقصاءهم بأنهم يزهرون أينما كانوا، فحتى لو ذهب أيوب إلى المريخ، لكان أبدع وأنتج بنفس القوة والشغف'.

وأضاف 'نحن في حاجة اليوم إلى أن نحيي مثل هذه التجارب، وأن نساهم كل من موقعه في خلق بيئة تجعل أمثال أيوب يُحيون ولا يُرحّلون. فالموت الحقيقي ليس موت الجسد، بل موت الفعل، وموت الإبداع، وموت الابتكار'.

ولم يفوت لغروس المناسبة لرثاء الزميل أيوب الريمي بقوله 'الذي تيتم في فقدان الصديق أيوب الرمي، رحمه الله، هو المشهد الإعلامي الذي فقد رجلًا شجاعًا، طيبًا، خلوقًا، وكفؤًا. في تقديري، أيوب لم يمت ما دام قد ترك أثرًا، ومادام ترك تجربة'.

ويذكر أن حفل التأبين الذي تم تنظيمه على هامش برنامج سفراء الجزيرة الذي يحتضنه المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط هذا الأسبوع، وينظم بشراكة بين معهد الجزيرة للإعلام واللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والمعهد العالي للإعلام والاتصال.

وكان المشهد الإعلامي المغربي والعربي فقد أحد شبابه، الزميل أيوب الريمي في فاتح فبراير الماضي الذي وافته المنية بالعاصمة البريطانية لندن بعد معاناة مع مرض السرطان.

وأيوب الريمي صحفي مغربي وُلِد سنة 1990 بمدينة القنيطرة، وهو خريج المعهد العالي للإعلام والاتصال بالعاصمة المغربية سنة 2013، تخصص الصحافة السمعية البصرية.

وعمل الريمي صحفيا مع عدد من وسائل الإعلام المغربية والدولية، قبل أن ينتقل إلى العاصمة البريطانية لندن ويواصل عمله الصحفي، ومن هناك كان مراسلا للجزيرة نت منذ سنوات، كما أطلق على صفحته في يوتيوب برنامج 'بودكاست هنا لندن'.