اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
سلطت مجلة 'جون أفريك' الفرنسية في تقرير لها الضوء على تسارع وتيرة الأحداث المحيطة بملف الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن سلسلة من التطورات الدبلوماسية بين واشنطن، الرباط، الجزائر، ونيويورك قد تقود إلى تحول جذري بحلول أكتوبر القادم، أو على أبعد تقدير قبل الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء. وترى المجلة أن كل المؤشرات تبدو مواتية للرباط لطي هذا الملف الممتد منذ نصف قرن.
وأشارت 'جون أفريك' إلى أن بعثة المينورسو، التي طالما واجهت انتقادات بشأن فعاليتها، قد تكون على وشك تغيير جذري في رؤيتها أو حتى الزوال. والدليل الأبرز، وفقا للمجلة، هو تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث أكد أن 'خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب هي الأساس الوحيد الجاد والواقعي للمفاوضات'.
وقالت المجلة إن هذا الموقف تعزز باستقبال نائبة وزير الخارجية الأمريكي للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، في رسالة واضحة بضرورة الإسراع نحو حل يستند إلى المبادرة المغربية. وأضافت أن دي ميستورا نفسه، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، دعا للاستفادة من 'الزخم الجديد'، مشيرا إلى اعتراف قوى كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، ومطالبا بتفصيل خطة الحكم الذاتي، مما يوحي بتجاوز خياري التقسيم أو الاستفتاء.
ولم يقتصر التحرك الأمريكي على التصريحات الدبلوماسية، بل يمتد إلى دوائر صنع القرار، إذ لفتت 'جون أفريك' إلى وصف النائب جو ويلسون، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون إفريقيا بالكونغرس، لجبهة البوليساريو بأنها 'كيان إرهابي مرتبط بإيران وحزب الله'، داعيا لتصنيفها كذلك. يضاف إلى ذلك دعوة مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي، إلى حل 'براغماتي وسريع' يتماشى مع أولويات واشنطن الأمنية، محددا مهلة ثلاثة أشهر، وهو ما يؤكده الدبلوماسي المغربي المتقاعد أحمد فوزي بقوله إن هناك 'إرادة سياسية أمريكية حاسمة لطي الملف قبل نهاية العام'.
ويتزامن هذا الزخم مع دعم دبلوماسي دولي متزايد للمقترح المغربي. فبعد اعتراف الولايات المتحدة في عهد ترامب بالسيادة المغربية، تبعتها إسبانيا عام 2022، ثم فرنسا في صيف 2024، التي أكدت بدورها على سيادة المغرب على الصحراء المغربية واعتبرت خطة الحكم الذاتي 'الحل الوحيد الجاد والواقعي'. وعلى الصعيد الإفريقي، أشارت المجلة إلى استقبال الملك محمد السادس لوزراء خارجية بوركينا فاسو، مالي، والنيجر، وإعلان هذه الدول تأييدها للمبادرة المغربية المتعلقة بالوصول الأطلسي، مما يجعل الصحراء المغربية محورا للتكامل الإقليمي والقاري.
في المقابل، ورغم تمسك الجزائر بموقفها الرافض للمشاركة في المفاوضات ومواصلة دعم البوليساريو، لاحظت 'جون أفريك' 'صمتا مطبقا' من جانبها تجاه مبادرات إدارة ترامب لحل قضية الصحراء المغربية، مرجحة أن هذا الصمت يعكس حرجا وتجنبا للمواجهة المباشرة مع واشنطن، وإن احتفظت بقدرتها على التشويش.
وتعدد 'جون أفريك' مؤشرات ضعف جبهة البوليساريو منها إقالة مفاجئة لما يسمى بـ'وزير خارجيتها'، تراكم الانتكاسات الدبلوماسية بخسارة الاعترافات في أمريكا اللاتينية، التهميش المتزايد في الاتحاد الإفريقي، وشبهات الارتباط بشبكات متطرفة، بالإضافة إلى التوترات الداخلية في مخيمات تندوف.
وأشارت المجلة إلى علامة فارقة أخرى هي رفض موريتانيا ومصر المشاركة في مناورات عسكرية جزائرية بسبب مشاركة البوليساريو. حتى داخل الاتحاد الإفريقي، غابت قضية الصحراء المغربية عن البيان الختامي للقمة الأخيرة، مما ينبئ، بحسب خبراء، بإمكانية إقصاء 'الجمهورية الصحراوية' المزعومة من المنظمة القارية.