اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
تعيش مدينة البئر الجديد هذه الأيام على إيقاع فعاليات الدورة الخامسة من مهرجانها الثقافي والفني، الذي انطلقت أنشطته يوم 28 يوليوز ويستمر إلى غاية 6 غشت 2025، تحت شعار: 'التراث والفن في خدمة التنمية المحلية'.
وتنظم هذه التظاهرة السنوية من طرف الجماعة الترابية للبئر الجديد بشراكة مع جمعية السفير للتنمية والثقافة والفن، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتحت إشراف جهة الدار البيضاء – سطات.
وتميزت الأيام الأولى من المهرجان بانطلاق عروض 'التبوريدة'، أو الفروسية التقليدية، التي تعتبر من أبرز رموز الثقافة المغربية الأصيلة. وقد شاركت في هذه التظاهرة 25 سربة من مختلف مناطق الجهة، تضم في مجموعها أزيد من 450 فارسا، قدّموا لوحات فنية استثنائية أبهرت جمهورا غفيرا، حج من داخل المدينة وخارجها لاكتشاف هذا التراث الحي.
وانطلقت الاحتفالات باستقبال مهيب للسربات المشاركة، أعقبه كرنفال احتفالي جاب شوارع المدينة، وافتتاح رسمي لفضاء التبوريدة الذي تحوّل إلى قبلة للزوار والعائلات، في أجواء اتسمت بالحيوية والحماس، وعكست مدى تعلق المغاربة بتراثهم الفروسي العريق.
إلى جانب الفروسية، ستحفل الأمسيات القادمة ببرنامج فني غني، يجمع بين الأسماء الشابة والصوت المغربي الشعبي، من خلال تنظيم ثلاث سهرات كبرى على المنصة الرئيسية بساحة المهرجان: سهرة شبابية يحييها الفنان الصاعد وليد الرحماني يوم 4 غشت، وفي يوم الموالي سيتم إحياء ليلة طربية يطل فيها الفنان طه أمين، وسيعرف المهرجان اليوم 6 غشت ختام فني كبير بصوت الفنان المحبوب سعيد ولد الحوات
ومن المتوقع أن تستقطب هذه السهرات جمهورا واسعًا، لما تمثله من تنوع موسيقي يُرضي أذواق فئات مختلفة من الزوار.
لم يكن البُعد الفني وحده حاضرا في المهرجان، بل حرصت اللجنة المنظمة على إضفاء طابع تنموي شامل على التظاهرة، من خلال إقامة فضاءات موازية، تضم: معارض تجارية للمنتوجات المحلية والمجالية، وأروقة للمنتجات التقليدية والصناعات اليدوية، بالإضافة إلى فضاءات ترفيهية للأطفال وأنشطة تنشيطية لفائدة الأسر.
وقد ساهمت هذه الفضاءات في تحريك العجلة الاقتصادية محليًا، وتوفير فرص تسويق حقيقية للمنتجات التي تعكس هوية المنطقة وتنوعها الحرفي.ويعد هذا المهرجان نموذجا لتقاطع الأبعاد الثقافية والترفيهية والتنموية، حيث تنصهر مظاهر الأصالة والتجديد في مشهد متكامل يعكس الهوية المغربية في تنوعها وغناها.
وأكدت اللجنة المنظمة حرصها على تطوير هذه التظاهرة بشكل سنوي، لتُصبح مع مرور الوقت موعدًا قارًا على الأجندة الثقافية الوطنية، ورافعة حقيقية للتنمية المحلية.
وفي ختام بلاغها، وجهت اللجنة المنظمة دعوة مفتوحة لعموم ساكنة المدينة وزوارها للمشاركة بكثافة في مختلف فقرات المهرجان، والمساهمة في إنجاح هذه الدورة، التي لا تكتفي بإحياء الذاكرة الجماعية فقط، بل تسعى إلى بناء مستقبل ثقافي وتنموي مستدام.