اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
استُبعدت جمعية موالية لجبهة البوليساريو من المشاركة في مهرجان “Africa Day Fest” بمدينة لاس بالماس بجزر الكناري، وهو المهرجان الذي جرى تنظيمه بدعم من السلطات المحلية ومؤسسة 'كازا إفريقيا'، وشاركت فيه وفود إفريقية عديدة، أبرزها الوفد المغربي، الذي بصم على مشاركة مميزة أظهرت تنوع وغنى الثقافة والهوية المغربية.
ورفض منظمو المهرجان السماح لجمعية 'الحرية للشعب الصحراوي'، التي تقودها الناشطة الانفصالية سكينة نداي، برفع رموز وشعارات تمجد الجمهورية الوهمية وتدعو إلى الانفصال عن المغرب، وهو ما دفع الجمعية إلى الاحتجاج على ما وصفته بـ'الإقصاء المتعمد لأسباب سياسية”.
في المقابل، تم اختيار المغرب شريكاً رئيسياً في هذه الدورة من المهرجان، نظراً لحجم الجالية المغربية المقيمة في الأرخبيل والارتباط الوثيق للمملكة بجزر الكناري. وشارك المغرب بوفد رسمي ترأسته القنصل العام للمغرب بجزر الكناري، فتيحة الكموري، وقدم عروضاً فنية وثقافية تعكس هوية المملكة متعددة المشارب.
وعن طرد البوليساريو، قال رئيس الفيدرالية الإفريقية بجزر الكناري، كينغسلي أوديسي، إن الجمعية المثيرة للجدل “ليست عضواً في الفيدرالية حالياً”، معبّراً عن رفضه لمحاولتها إدخال شعارات سياسية تتنافى مع الطبيعة الثقافية للمهرجان.
وأضاف في تصريح صحفي أن الهدف من التظاهرة هو الاحتفاء بالهوية الإفريقية المشتركة، وليس 'تقديم منصات لخلافات سياسية أو نزاعات انفصالية'. لكن حزب “نويفا كناريا” المحلي اتهم مؤسسة “كازا إفريقيا' بـ'التضييق على التمثيلية الإفريقية'، إثر غياب رموز البوليساريو عن المواد الترويجية للمهرجان، وظهور خريطة المغرب كاملة.
وقد رد منظمو المهرجان على هذه الانتقادات بأن التظاهرة ترمي إلى تحقيق أهداف ثقافية ولا تحتمل التسييس، وشددوا على ضرورة النأي بالمهرجان عن الحسابات السياسية، كما دافعوا عن المشاركة المغربية.
جدير بالذكر أن المهرجان جسّد غنى وتنوع الثقافة الإفريقية من خلال عروض راقصة وموسيقية، ومعارض فنية، وفقرات ترفيهية للأطفال، ومشاركات أدبية من بلدان متعددة، بينها السنغال ونيجيريا والكاميرون وغينيا وسيراليون والرأس الأخضر وموريتانيا.
كما شكّل المهرجان مناسبة لإبراز انحسار الخطاب الانفصالي والمدافعين عنه، مقابل الاحتضان والتقبل المجتمعي والرسمي للتمثيل المغربي، وهو ما تمت قراءته باعتباره مؤشراً دبلوماسياً لصالح المغرب في ساحة طالما حاولت فيها جبهة 'البوليساريو' التسلل عبر واجهات جمعوية.