اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
انطلقت أشغال المؤتمر العاشر لهيئة الخبراء المحاسبين، المنعقد يومي 13 و14 نونبر 2025 بفندق 'فور سيزون' بالرباط، والذي اختير له هذه السنة موضوع 'الذكاء الاصطناعي والاستدامة والمواهب: الاستراتيجية الرابحة'.
وشكل اليوم الافتتاحي مناسبة للمشاركين لإرساء أسس نقاش جماعي حول ثلاثة محركات أساسية لبناء مغرب مسؤول، تتمثل في الذكاء الاصطناعي، والمواهب، والاستدامة.
وتنعقد هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، في سياق وطني تدخل فيه المملكة مرحلة استراتيجية جديدة، تتسم بالتطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وبنمو متزايد لقوة الاستدامة، وهي الرافعات التي لا غنى عنها لمغرب قادر على الصمود وعميق الإنسانية.
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد فيصل مكوار، رئيس هيئة الخبراء المحاسبين، أن هذه الدورة العاشرة تمثل لحظة مفصلية في مسار المهنة قائلا: 'إننا ندخل عهدا جديدا يعيد فيه الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والمواهب، رسم معالم مهنتنا واقتصادنا، إن رسالتنا واضحة: يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان، لا العكس، فالمغرب يتوفر على كل المقومات التي تمكنه من أن يصبح فاعلا رئيسيا في هذا التحول، شريطة تسريع وتيرة الابتكار والمبادرة، إن طموحنا المشترك هو مغرب تنافسي، مسؤول، وعميق الإنسانية'.
وتأتي هذه التصريحات في مرحلة يفرض فيها التحول الرقمي نفسه كمحرك رئيسي للابتكار وخلق فرص الشغل وإنتاج القيمة، كما تتزامن مع إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G. )، وهو ما يؤكد المكانة الاستراتيجية التي يحتلها المغرب على الصعيد الإفريقي، في وقت يتوقع أن يتيح فيه الذكاء الاصطناعي أتمتة ما يقارب 40 في المائة من المهام الإدارية وتحقيق 79 في المائة من الأهداف التنظيمية.
من جانبها، أوضحت الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أمل الفلاح السغروشني، أن 'المملكة تضاعف مبادراتها في هذا المجال، من خلال إحداث مراكز رقمية، وإطلاق برامج في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وتنظيم المناظرات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، وإنشاء معهد الجزري، وإحداث المديرية العامة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب عقد شراكات أكاديمية لتكوين جيل جديد من القادة التكنولوجيين'.
وأضافت أن 'المغرب وقع في 8 أبريل 2025 اتفاقا لإنشاء مركز رقمي عربي ـ إفريقي مخصص للذكاء الاصطناعي والابتكار'.
وقد اغتنمت هيئة الخبراء المحاسبين هذه المناسبة للانكباب على دراسة سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في صميم مهامها المهنية، من خلال سلسلة من الورشات، التي عرض فيها المتدخلون كيف تمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر وكلاء ذاتيون، من أتمتة مهام معقدة مع ضمان سرية البيانات والتحكم الكامل فيها داخل المكاتب المهنية.
كما أبرز المشاركون أن هذا التوجه سيساهم في تحسين أداء مهام التدقيق الجبائي والمحاسبي والاستشاري، ويعزز الإنتاجية بشكل ملموس.
وذكر المتدخلون بالدور المحوري للمعطيات التي أصبحت اليوم أصلا استراتيجيا معرضا لمخاطر متزايدة، مما يبرز أهمية الأمن السيبراني، والسيادة الرقمية، والحكامة الصارمة في تدبيرها.
ومع ذلك، أكد هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي، رغم المكانة المتنامية التي يحتلها في الممارسة المهنية، سيظل في حاجة دائمة إلى مواكبة الخبير المحاسب، فكما يحتاج المريض إلى طبيبه، يتعين على الخبير المحاسب أن يتحلى بالبعد الإنساني، وأن يجمع بين التقدير المهني الرصين، والأخلاقيات، والخبرة، من أجل ضمان التطور والاستدامة.
من المنتظر أن تتطرق أشغال يوم الجمعة 14 نونبر إلى قضية مواهب الغد وتملك الاستدامة كأداة للتنافسية.
وتم إحداث هيئة الخبراء المحاسبين بموجب القانون رقم 15-89، وتضم المهنة ما مجموعه 867 عضوا يتمتعون بصلاحيات حصرية في مراقبة الحسابات (الإشهاد، والتدقيق).
وقد ساهمت الهيئة في دعم تنمية الاقتصاد الوطني من خلال المساهمة في إرساء القواعد والمعايير المالية والمحاسبية، فضلا عن مواكبة النسيج المقاولاتي في مسار هيكلته وتطوره.



































