اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
أكد رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 بمدينة العيون، أن المملكة المغربية ظلت منذ أكثر من 6 عقود وفية لاختياراتها الإفريقية وحريصا على أن يسير مع، وبجانب، أشقائه الأفارقة.
وقال ولد الرشيد، خلال المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي المغرب – المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا' (سيماك)، الذي تحتضنه مدينة العيون، إن المغرب عزز ارتباطه مع دول إفريقيا منذ قمة الدار البيضاء التاريخية، التي دعا لها الملك الراحل محمـد الخامس سنة 1961.
منذ هذه القمة، التي أَسَّست لمشروع الاندماج القاري، ظل المغرب وفيا لاختياراته الإفريقية وحريصا على أن يسير مع، وبجانب، أشقائه، ولاسيما دول 'سيماك'، على درب التنمية المشتركة والتمكين المتبادل، والتوجه الطموح نحو المستقبل، بحسب المتحدث.
كما تواصل المملكة، يقول ولد الرشيد، ضمن هذا المسار المتجدد، بقيادة الملك محمد السادس، ترسيخ رؤيتها الإفريقية 'المتبصرة، التي تتسم بتعدد أبعادها وتنوع مجالاتها وتكامل مبادراتها'، وتجمع بين الانخراط الفاعل في العمل القاري، وتعزيز الاندماج الإقليمي إلى جانب تطوير تعاون ثنائي وثيق ومشاريع قطاعية مهيكلة.
و'قد كان المغرب من أوائل الدول التي انخرطت بفاعلية في أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وفي تفعيل منطقة التبادل الحر القارية، وغيرهما من المبادرات الحيوية'، كما سعى إلى بلورة تصورات جديدة للتعاون بين دول الجنوب، من خلال مبادرات استراتيجية، ومهيكلة غير مسبوقة.
هذه المبادرات، يقول ولد الرشيد، تهم عددا كبيرا من دول القارة، على غرار المبادرات الملكية لـ'إفريقيا الأطلسية'، و'تعزيز الولوج إلى المحيط الأطلسي لفائدة دول الساحل'، والتي تروم خلق فضاءات للتنمية المشتركة، قادرة على تحفيز الاستقرار، وتوسيع آفاق التكامل، وتفعيل الاندماج القاري الفعلي.
ويواكب هذا التوجه، بحسب ولد الرشيد، إطلاق مشاريع رائدة، تستثمر ما تزخر به القارة من إمكانات، وتستهدف القطاعات الحيوية المرتبطة بالأمن الطاقي والسيادة الغذائية، مشيرا ي هذا الصدد، إلى مشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، ومبادرة 'تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية'، باعتبارهما نموذجين للتعاون الإفريقي الناجع والمستدام.
هذا التعدد في المقاربات، يقول رئيس مجلس المستشارين، يشكل 'ثمرة قناعة مغربية راسخة' عبر عنها الملك محمد السادس، في قمة العمل الإفريقية سنة 2016 بقوله إن 'إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا. وأن لا خلاص لنا إلا بوحدتنا، وتكاملنا، وتعاوننا'.
وأشار إلى أن تنظيم هذا المنتدى يأتي في ظل التحديات الكبرى المطروحة، وأَبْرَزها ما تكشفه المفارقات التي تواجه القارة، من قبيل احتضانها لأكثر من 50% من الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم، ومع ذلك تظل من بين الأكثر تعرضا لانعدام الأمن الغذائي.
وتعكس هذه المفارقات، يقول ولد الرشيد، 'عمق الاختلال، وتؤكد الحاجة المستعجلة إلى تفعيل آليات جماعية، مستدامة ومنصفة، لمواجهة هذا التحدي الاستراتيجي المشترك'، موضحا أن الأمن الغذائي، بما يمثله من أولوية استراتيجية، يظل مرتبطا ارتباطا وثيقا بقدرتنا على تأمين مصادر طاقة مستدامة.
'إن الغذاء والطاقة هما ركيزتان متكاملتان لأي منظومة تنموية، ولا يمكن تصور تنمية مستقرة دون تحول طاقي عادل وفعال، والذي بات يشكل في حد ذاته رهانا سياديا ومفتاحا لتحقيق التكامل الإفريقي المنشود'، يقول ولد الرشيد.
فبالرغم مما تزخر به إفريقيا من إمكانات هائلة في مجال الطاقات المتجددة، بضيف رئيس مجلس المستشارين أن '600 مليون إفريقي لا يزالون محرومين من الكهرباء، بل الأسوأ أنها لا تحظى سوى بنصيب ضئيل من الاستثمارات العالمية في هذا المجال'.
هذا الخلل، يقول المتحدث، لا يعكس 'فقط فجوة إنمائية عميقة، بل يُنذر بمخاطر جسيمة على حاضر القارة ومستقبلها، مما يستدعي تسريع الانتقال الطاقي بالقارة، عبر استثمار الموارد المحلية المتجددة، وتدعيم النجاعة الطاقية، مع إدماج التكنولوجيا والابتكار في سلاسل الإنتاج والتخزين والتوزيع'.
وأكد أن المغرب قرر أن يجعل من الانتقال الطاقي أولوية وطنية وقارية، و'قد تمكن حتى الآن من تأمين ما يناهز ربع طاقته الكهربائية من مصادر متجددة، مع هدف الوصول إلى 52% في أفق 2030، من خلال بناء مشاريع رائدة كمركب نور للطاقة الشمسية، ومزارع الرياح في طرفاية وبوجدور وغيرهما'.