اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
في خطوة محملة بالكثير من الدلالات السياسية، زار صباح اليوم الجمعة، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، مركز جماعة أولاد برحيل، حيث التقى بحميد البهجة، المنسق الجهوي السابق للحزب بجهة سوس ماسة، وذلك بحضور عدد من رؤساء الجماعات المحلية بتارودانت الشمالية.
هذه الزيارة، التي جاءت قبل يوم واحد فقط من انعقاد المؤتمر الجهوي للحزب بأكادير، أعادت إلى الواجهة الجدل حول الوضع التنظيمي لحزب الأحرار بسوس ماسة، وفتحت الباب أمام تساؤلات بشأن مستقبل القيادة الجهوية الحالية برئاسة كريم أشنكلي، ومدى إمكانية عودة البهجة مجددا لقيادة الحزب جهويا.
ويرى متتبعون للشأن الحزبي بالجهة أن هذا اللقاء لا يمكن فصله عن الأداء اللافت الذي ميز فترة تولي البهجة لمهام التنسيق الجهوي، وهي الفترة التي توجت بتحقيق نتائج انتخابية غير مسبوقة، وبحضور ميداني قوي منح الحزب موقعا رياديا في سوس ماسة، غير أن هذا الحضور بدأ في الخفوت تدريجيا منذ تعيين أشنكلي خلفا له، وسط تصاعد موجة من الانتقادات لطريقة تدبيره للشؤون التنظيمية والسياسية للحزب.
ويشار إلى أن فترة اشنكلي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس مجلس جهة سوس ماسة، شهدت توترا ملحوظا مع عدد من القيادات المحلية، أبرزها الخلاف مع نائبه الأول في المجلس المذكور والمنسق الإقليمي السابق للحزب رشيد بوخنفر، وهو ما أثر سلبا على تماسك الحزب داخل الإقليم.
كما سجلت المرحلة ذاتها انقسامات وصراعات داخلية أخرى، أضعفت أداء الحزب نسبيا، وأسفرت عن تراجع واضح في حضوره الميداني، خاصة بعد اضطرار القيادة إلى تعيين منسقين اثنين لتدبير شؤون الحزب بإقليم أكادير إداوتنان.
هذا الوضع غذى حالة من الامتعاض داخل صفوف عدد من مناضلي الحزب، الذين عبروا عن تذمرهم من أسلوب تدبير المرحلة، مؤكدين على وجود حالة من الغموض في الرؤية، وغياب مقاربة تشاركية تعزز التماسك الداخلي لتنظيم سياسي يترأس اليوم أغلب مجالس سوس ماسة.
ويعتبر كثيرون أن حزب الأحرار بالجهة، في ظل القيادة الجهوية الحالية، فقد جزءا كبيرا من قوته الرمزية والتنظيمية، مقارنة بالفترة السابقة التي اتسمت بالانسجام والاستقرار.
زيارة أخنوش للبهجة، في هذا التوقيت، قد تقرأ لدى المهتمين كمؤشر على رغبة القيادة المركزية في إعادة تقييم الوضع، وربما تمهيد الطريق لإعادة ترتيب أوراق الحزب بالجهة، استعدادا للاستحقاقات المقبلة، من خلال استحضار الوجوه التي كانت فاعلة وموحدة للصف الحزبي، وفي مقدمتها حميد البهجة.