اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
انتشرت على تطبيق 'تيك توك' خلال الأيام الماضية موجة من الفيديوهات المثيرة للجدل، تزعم أن إيران عثرت على 'قنبلة تحمل العلم الفرنسي' على أراضيها وهددت على إثرها بقصف مدن فرنسية من بينها باريس ومارسيليا، في سيناريو تصعيدي مفبرك لا يمتّ للواقع بصلة.
وحصدت هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات، وتداولها العديد من الحسابات أبرزها 'Donovox.fr' و'Orizon News'، في حملة تضليلية غذّتها صور ومقاطع مزيفة، بعضها مولد باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)، وأخرى معدلة بصريا بأساليب CGI.
من بين المزاعم المتداولة، ادعاء تعرض برج إيفل للقصف، واعتراض 11 صاروخاً إيرانياً فوق مرسيليا، مع نشر صور قيل إنها مأخوذة من قناة 'BFM' الفرنسية، لكنها لم تكن سوى محاكاة رقمية مزيفة. بل إن الصورة التي أظهرت 'القنبلة الفرنسية' بدت أقرب إلى مشهد دعائي منها إلى أدلة ميدانية.
وبالتحقق من الأمر، لم تُصدر السلطات الفرنسية أي بلاغات رسمية بشأن تهديدات أو حالات تأهب، كما لم تؤكد أي وسيلة إعلام دولية أو وكالة أنباء وقوع هذا السيناريو من الأساس.
أما الادعاءات التي ذهبت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 'هرب إلى كندا'، فقد تبيّن أنها محاولة لتحريف جدول زيارته المعلن مسبقا إلى قمة مجموعة السبع، والتي احتضنتها كندا.
وفي واحدة من أكثر المغالطات لفتًا للانتباه، ذكرت بعض الفيديوهات أن شاحنات عسكرية إيرانية تتجه نحو البحر المتوسط، في حين أن إيران لا تطل جغرافيا على هذا البحر أساسًا، ويبعد عنها مئات الكيلومترات.
ولم تخلُ الحملة التضليلية من خلط ديني، حيث ادعى البعض أن ماكرون دعا الفرنسيين إلى 'الصلاة'، وهو أمر لا يتناسب مع طبيعة النظام العلماني الفرنسي ولا مع تاريخ رؤساء الجمهورية الخامسة.