اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
دعا الخبير في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، رشيد أشنين، إلى ضرورة بلورة استراتيجية وطنية عاجلة ومتكاملة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الترافع الرقمي والدفاع عن قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن المعركة انتقلت من الفضاءات التقليدية إلى 'حرب الخوارزميات' التي تتطلب أدوات جديدة لمواجهة السرديات المضادة. جاء ذلك خلال مداخلته في ندوة نظمها المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام السبت الماضي بمدينة العيون والتي تناولت دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام والمرافعة الرقمية عن قضية الصحراء المغربية.
وأكد أشنين أن توظيف الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لم يعد خيارا أو رفاهية، بل أصبح 'ضرورة استراتيجية حتمية' لحماية المكتسبات الوطنية. وأوضح أن العالم الرقمي، بقواعده الجديدة التي تحكمها البيانات وسرعة التفاعل، يفرض على المغرب الانتقال من الدفاع التقليدي إلى صناعة محتوى رقمي مؤثر وقادر على الوصول إلى الجيل الرقمي الجديد الذي يستقي معلوماته وقناعاته من منصات مثل 'تيك توك' و'يوتيوب' وليس من القنوات التقليدية.
وشخص الخبير خلال الندوة، التي نظمت بإشراف رابطة أنصار الحكم الذاتي، التحديات الراهنة التي تواجه الرواية المغربية في الفضاء الرقمي، مشيرا إلى 'غياب ملحوظ للرواية الرسمية' على منصات عالمية مثل 'ويكيبيديا'، وهيمنة 'سرديات الخصوم' على نتائج البحث باللغات الأجنبية. وفي هذا السياق، شدد على أهمية رقمنة 'الأرشيف الوطني الصحراوي' بكل حمولته التاريخية، محذرا من أن هذه العملية يجب أن تتم بـ'أمانة وموثوقية' عالية لتجنب أي 'تزييف للتاريخ' قد يكون أشد خطورة من الدعاية المضادة.
ولمواجهة هذه التحديات بفعالية، طرح أشنين خارطة طريق عملية تبدأ ببلورة سياسة رقمية وطنية واضحة، وتأسيس 'مختبر لصناعة الدبلوماسية الرقمية' ليكون العقل المدبر لهذه الجهود. كما دعا إلى عقد شراكات استراتيجية مع الجامعات وتفعيل دور الجالية المغربية كخط دفاع رقمي متقدم، بالإضافة إلى توظيف التقنيات الحديثة كالواقع الافتراضي لعرض المشاريع التنموية الكبرى بالأقاليم الجنوبية للعالم بشكل تفاعلي ومباشر.
واختتم الخبير مداخلته برؤية استشرافية، معتبرا أن الدفاع عن السيادة الوطنية دخل مرحلة 'حقوق الإنسان الرقمية'، حيث لم يعد مقبولا 'احتكار الخوارزميات' من قبل جهات معادية. وأكد على ضرورة تمكين 'الجيل الرقمي الحقيقي' من أدوات الدفاع عن قضيته، وضمان أن يأخذ المغرب نصيبه العادل في الفضاء الرقمي لإيصال صوته وروايته إلى العالم أجمع، بعيدا عن قاعات المؤتمرات التقليدية التي لم تعد الساحة الوحيدة للمعركة.