اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
شهدت قاعة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء اليوم جلسة حارقة بمحاكمة المتهمين على خلفية قضية 'إسكوبار الصحراء' حول تفويت فيلتين موضوع نزاع قانوني، وشهادات مثيرة أدلى بها المتهم عبد النبي بعيوي، الذي نفى أي علاقة غير قانونية له في عملية التفويت، مؤكداً أن العملية تمت في إطار شراكة عقارية سابقة مع صهره بلقاسم وليس المالي.
وأوضح بعيوي، في معرض رده على أسئلة المحكمة، أن بلقاسم كان شريكه في مشروع عقاري، لكنه واجه صعوبات مالية وأراد الخروج من الشراكة، فتم عرض الفيلتين عليه كتعويض عن حصته. وأكد بعيوي أنه لم يتدخل لاحقاً في أية تفاصيل تخص هذه الأملاك، مضيفاً: 'بعد بيع الفيلتين، لم أعد أزرهما، ولا علاقة لي بما جرى فيهما بعد ذلك'.
ورداً على ما إذا كان له علم بتمكين بلقاسم للمدعو سعيد الناصري من الفيلا، شدد بعيوي على أنه لا تربطه أي علاقة بهذا الأخير، وأن ما حصل بينهما لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد.
كما واجهت المحكمة المتهم بكشوفات حسابات بلقاسم التي أظهرت تحويلات مالية بلغت 4 ملايين درهم، وهو ما علق عليه بعيوي بالقول: 'لا علم لي بهذه المعطيات، وهي تخص بلقاسم وحده'، أما بخصوص أداء سعيد الناصري لثمن الفيلا عبر شيكات صادرة عن شركة كان قد استقال منها سابقاً، فنفى بعيوي أية علاقة له بهذه العملية أو علمه بمصدر تلك الشيكات.
وفي سياق متصل، تطرقت المحكمة إلى العلاقة بين بعيوي والمستثمر المعروف بلقب 'المالي' (بنبراهيم)، حيث صرح المتهم أنه تعرف عليه صيف 2013 بمدينة السعيدية، عندما عرض عليه الأخير شراء سيارته الخاصة، وتابع: 'قدّم نفسه على أنه دبلوماسي ومستثمر، وطلب لاحقاً اقتناء شقق من مشروعي العقاري، وهو ما تم بوثائق رسمية وعن طريق الشركة'.
إلا أن العلاقة تحوّلت لاحقاً إلى مسار قضائي بعد اتهام 'المالي' لبعيوي ببيع شقة في المعاريف وفيلا بكاليفورنيا بمبلغ إجمالي بلغ 3.5 مليار سنتيم، دون تسجيل الفيلا باسمه، مدعياً أنها كانت في اسم زوجته لطيفة رأفت، وأن عملية البيع تمت عبر سعيد الناصري.
وفى بعيوي هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن 'المالي' شخص نصاب يمتهن الابتزاز، وقال في هذا الصدد: 'درت فيه غير الخير، لكن تبين لي لاحقاً أنه محتال يريد الزج بي في قضايا لا علاقة لي بها'.
من جهتها، عرضت المحكمة على بعيوي مزاعم 'المالي' بشأن استغلال الفيلا في تنظيم سهرات ماجنة، وهي الاتهامات التي وصفها المتهم بـ'البهتان'، قائلاً: 'أنا رجل بيتوتي، لا أسهر، ولا أتردد على الأماكن المشبوهة، ومن بعد صلاة العشاء أكون في منزلي'.
وفنّد المتهم أقوال 'المالي' بشأن تسلمه مبالغ مالية ضخمة عبر صرافين لتغطية تكاليف الفيلا، موضحاً أن أحد الصرافين الذي ذُكر اسمه حضر أمام الفرقة الوطنية وكذّب هذه الأقوال، فيما الصرّاف الثاني، الذي ادعى 'المالي' أنه سلمه الأموال، يقضي حالياً عقوبة سجنية مدتها عشر سنوات.
أما بشأن ما إذا كان يعرف الفنانة لطيفة رأفت أو أحلام حجي، فقد أكد بعيوي أنه لم يلتقِ بهما قط، ولم تجمعه بهما أي مناسبات أو حفلات، مطالباً المحكمة بالرجوع إلى بيانات تقنية تحديد المواقع الجغرافية للتأكد من صحة أقواله.
وختم بعيوي شهادته بالتأكيد على أن جميع تعاملاته مع 'المالي' كانت تجارية ومحدودة، ولم تتجاوز نطاق البيع والشراء الرسمي والموثق، مضيفاً: 'كل ما يُثار حولي لا يستند إلى وقائع حقيقية بل إلى روايات مختلقة لا دليل عليها'.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى غاية يوم الخميس المقبل على الساعة الواحدة زوالا لاستكمال الاستماع إلى عبد النبي بعيوي.