اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
وجه فاعلون في القطاع الفلاحي بإقليم زاكورة نداءات عاجلة للسلطات المعنية من أجل التدخل الفوري لإطلاق الطلقة المائية من سد المنصور الذهبي، في ظل ما وصفوه بـ“الوضع المقلق”، الذي تعيشه واحات المنطقة، وخاصة فزواطة وترناتة والروحا، بسبب الجفاف وتأخر وصول مياه السقي.
وفي هذا الصدد، أكد حدو الزليكي، رئيس جمعية مستعملي المياه المخصصة للأغراض الزراعية ببني علي فزواطة، أن 'تأخر الطلقة المائية لهذا الموسم بات يهدد بشكل مباشر إنتاجية النخيل التي شهدت تحسنا نسبيا بفضل التساقطات المطرية الشتوية'، مضيفا أن 'النخيل أصبح في مرحلة التمر، ويحتاج بشكل مستعجل إلى السقي للحفاظ على جودته، وإلا فإن الإنتاج سيتأثر سلبا بشكل كبير'.
وأضاف الزليكي في تصريح لـ'العمق'، أن 'الجمعية تواصلت مع الجهات الوصية، والتي وعدت بإطلاق الطلقة المائية خلال شهر يوليوز، غير أن الفلاحين لا يزالون في انتظار تنفيذ هذا الوعد”، مطالبا بأن تكون هذه الطلقة “بحمولة كافية، لضمان إنعاش الفرشة المائية وسقي جميع أطراف الواحة التي باتت مهددة بالجفاف”.
من جانبه، حذر حكيم الناصري، رئيس جمعية السقي للأغراض الزراعية بزاوية البركة، من الوضع البيئي الصعب الذي تعيشه واحات ترناتة والروحا، معتبرا أن هذه المناطق '“تستغيث نتيجة الإهمال وتفاقم الجفاف”، وهو ما أدى، بحسب قوله، إلى 'الموت البطيء لأشجار النخيل التي تشكل القلب النابض للحياة الفلاحية بالمنطقة”.
وأشار الناصري إلى أن “الزائر لهذه الواحات ينبهر من المناظر الخلابة الممتدة من مزارع السرادنة إلى الروحا، غير أن جولة قصيرة تكشف واقع التدهور الذي يهدد استمرارية هذا الإرث البيئي”، مبرزا أن “إنقاذ الواحات ليس أمرا مستحيلا، بل يتطلب إرادة جماعية وتنسيق فعّال بين الفلاحين والسلطات والقطاعات المعنية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة ووكالة الحوض المائي لدرعة”.
ولمواجهة هذا الوضع، اقترح المتحدث ذاته إنجاز آبار جماعية بكل تجمع فلاحي، وبناء عتبات مائية في مناطق استراتيجية على وادي درعة، وخاصة بين “البرشات” و“أسيف”، وهي مناطق وصفها بـ“الأساسية”، لتغذية الفرشة المائية التي تمتد حتى مزارع تنسيطة وزاوية البركة.
كما دعا الناصري كافة المسؤولين المحليين والإقليميين، من نواب ومستشارين برلمانيين ورؤساء جماعات، إلى التحرك العاجل والتجاوب مع هذه الاقتراحات التي صاغها الفلاحون انطلاقا من خبرتهم الطويلة في تدبير الموارد المائية.
من جهته، كشف يوسف أفعداس، رئيس جمعية شباب تيرسوت للتنمية ومكلّف بمهمة التواصل بالمنظمة الديمقراطية للفلاحين الصغار بزاكورة، أن “عددا من الجماعات الترابية بالإقليم تم حرمانها من الاستفادة من طلقة مياه وادي درعة، وهو ما يعد حيفاً بيّناً في حق الفلاحين، وفي حق الحياة الطبيعية داخل هذا الموروث الواحي الضارب في التاريخ”.
وأشار أفعداس في تصريح لـ'العمق'، أن “الواحات تعاني اليوم وضعية مأساوية غير مسبوقة، جعلت من الفلاحة المعيشية مهنة تتلاشى، وفرص الشغل تنعدم، ما دفع بشباب المنطقة إلى الهجرة الجماعية نحو المدن'، مشيرا إلى أن 'الإحصاء الأخير كشف عن تراجع كبير في عدد سكان الإقليم مقابل ارتفاع مهول في التجمعات الحضرية'.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن “إنقاذ الواحات لم يعد ترفا أو خيارا ثانويا، بل أضحى مسألة وجودية مرتبطة بمستقبل الإنسان والمجال، وهو ما يستدعي استثمار ملايين الأمتار المكعبة التي تحملها الوديان، والتي تضيع اليوم دون أن تنتفع منها الفرشة المائية أو الفلاحون'.
إلى ذلك، طالب أفعداس، بإسم المنظمة الديمقراطية للفلاحين الصغار، كافة الجهات المسؤولة والمنتخبة على المستوى المحلي والجهوي، بـ'التفاعل الجدي مع مضامين الخطاب الملكي السامي حول السياسة المائية بالمملكة، والإسراع في إخراج السدود المبرمجة بالإقليم إلى حيز الوجود'.