فروع تقاطع المؤتمر الخامس لحزب منيب.. وبرلمانه يطالب بمحاسبة القيادة

يستعد حزب الاشتراكي الموحد لعقد مؤتمره الخامس من 20 إلى 22 أكتوبر المقبل، والذي سيعرف انتخاب قيادة جديدة وأمينا عاما خلفا لنبية منيب، بينما أعلنت بعض الفروع مقاطعة أشغاله.

وفي هذا السياق، ظهرت أصوات من داخل المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، تطالب بضرورة محاسبة القيادة المنتهية ولايتها وتقييم المرحلة السابقة، للوقوف عند الإيجابيات والإخفاقات لتصحيحها في المرحلة الجديدة القادمة.

القيادة لم تبدل جهدا

صرح في هذا الصدد حسن الحلولي عضو المجلس الوطني وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس لحزب الاشتراكي الموحد، بأن الحزب مقبل بعد المؤتمر على مرحلة جديدة، لكن قبل ذلك يجب الوقوف عند المرحلة الماضية مع القيادة المنتهية ولايتها لتقييم صحي للمنجزات والإخفاقات.

وأكد الحلولي في تصريح لجريدة 'العمق'، أن' حزب الاشتراكي الموحد تمكن من الصمود وحافظ على وجوده في انتخابات 2021، لأن المجهود كان جماعيا، حيث تمكن الحزب من الحصول على مقعد في البرلمان ومقاعد في الحماعات الترابية رغم أن طموحهم كان أزيد من مقعد واحد لكن النتائج التي حققها تظل عادية جدا'.

وبعد مرور ثلاث سنوات على الانتخابات، يضيف الحلولي، 'كانت لدى أعضاء الحزب انتظارات من القيادة، أبرزها العمل على تطوير الانخراطات أمام الشباب خاصة بعد الانشقاق الذي وقع من قبل، لكن هذا الجهد لم تبدله القيادة، وهذا هو سبب الخلاف حاليا داخل الاشتراكي الموحد'.

وحول الاسم المتوقع لخلافة الأمينة العامة الحالية نبيلة منيب لقيادة حزب الشمعة، قال الحلولي، 'إن هناك مشكل في خلافة منيب، لذلك هناك أسماء قليلة على رأسها حميد مجدي، والذي له خبرة من خلال سنواته الكبيرة في النضال السياسي والحقوقي كما أنه كان معتقلا سياسيا سابقا وعضو أساسي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ما يعني أنه ذو خبرة بما يكفي للترشح خلفا لمنيب'.

وحول سؤال إمكانية انضمام الاشتراكي الموحد لتحالف فيدرالية اليسار بعد تجديد القيادة، قال الحلولي في حديثة لجريدة 'العمق'، إن 'قرار الانسحاب من تحالف فيدرالية اليسار قبل انتخابات 2021، كان قرارا صادرا عن المجلس الوطني للحزب وليس قرار فرديا لمنيب'.

وأبرز أن أرضية المؤتمر الخامس، واضحة فيما يخص تحالف الاشتراكي الموحد مع باقي أحزاب اليسار، إذ أبرزت أن 'الظرفية التي يعيشها المغرب تقتضي التنسيق والتحالف بين القوى التي تناضل ميدانيا من أجل محاربة الفساد في السياسة والاقتصاد، ومن أجل إنهاء كافة أشكال الاضطهاد، علما أن وحدة العمل الميداني توطد العلاقة بين اليسار الاشتراكي أو الشيوعي ويمتحن أطروحاتهم الفكرية والسياسية'.

وأضافت أرضية المؤتمر اطلعت عليها جريدة 'العمق'، أن ' القوى اليسارية والديمقراطية المعنية بالنسبة للتيار بالتحالف والتنسيق، هي القوى التي تميزها انحيازاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية لحاجات ومصالح الطبقة العاملة والكادحة'.

ودعت أرضية المؤتمر بحسب تيار التغيير الديمقراطي، إلى 'الوضوح في تكثيف أواصر التنسيق والعمل الوحدوي السياسي والجماهيري، مع القوى السياسية الأقرب وهي الأحزاب الاشتراكية، الوطنية والدولية، ثم مع تلك التي تليها في القرب، كالأحزاب الديمقراطية، الوطنية والدولية'.

 فروع تعلن المقاطعة

أعلن كاتب فرع الصهريج للحزب الاشتراكي الموحد، عبد العزيز اجبيلو، مقاطعة المؤتمر الوطني الخامس، وفق مراسلة بتوقيعه موجهة إلى جمال العسري منسق لجنة التنظيم الوطنية'، معربة مراسلة الفرع، أنه 'لم يعد هناك ما يحفز على المشاركة في هكذا مؤتمرات لن تنتج إلا تجارب مستنسخة لسابقاتها'.

وأعربت مراسلة فرع الـ'PSU' بالصهريج اطلعت عليها جريدة 'العمق'، 'عن مقاطعة مجلس الفرع، لعملية انتداب المؤتمرين والمؤتمرات، وبالتالي مقاطعة أشغال المؤتمر الوطني الخامس، وذلك بعد نقاش عميق ومستفيض حول ما آلت إليه أوضاع الحزب على جميع المستويات'.

وأوردت المراسلة ذاتها، أن 'الآمال ببناء حزب يساري جماهيري وقوي تسوده الممارسة الديمقراطية تبخرت، وقد اشتغلنا لسنوات عديدة في وسط قروي يصعب فيه احتضان حزب يساري، وضحينا بشكل جماعي داخل الفرع لتثبيت تواجد الحزب داخل المنطقة'.

وأبرز الفرع، أنهم ' اشتغلوا على كل الهموم والمشاكل المطروحة بكل نكران للذات، في غياب دعم قيادة الحزب التي اتضح وبشكل واضح وجلي أنها لا تسعى لتقوية التنظيم وطنيا والتعامل مع الفروع والمناضلين على قدم المساواة، بل كانت تتعامل بمنطق العشيرة والاصطفافات والولاءات وتهميش مناضلي الهوامش والمداشر وحاصرتهم، واعتبرتهم حطب الحزب يحترق لإنارة الطريق للقيادة، وهذا جزء من فيض' .

من جهته، قال مكتب فرع الحزب الإشتراكي الموحد بخنيفرة في إخبار عن مقاطعة المؤتمر الخامس المزمع شهر أكتوبر المقبل، إن 'مكتب فرع الحزب بخنيفرة عقد اجتماعا تنظيميا لهذا الغرض بهدف توفير جميع الشروط التنظيمية لإنجاح هاته المحطة المفصلية بمسار الحزب، وبعد مناقشة وتقييم جميع مسارات التحضير والإعداد للمؤتمر الوطني خلص مكتب الفرع إلى تسجيل عدد من الملاحظات'.

ومن الملاحظات التي سجلها فرع خنيفرة، 'اطلاعه المتأخر على مسطرة انتداب المؤتمرات والمؤتمرين رغم صدورها كمقررات للدورة الثامنة للمجلس الوطني للحزب المنعقد بتاريخ 8 يناير 2023'.

كما أعرب عن 'رفضه لرسوم المؤتمر كشرط للانتداب كمبدأ أولا، وثانيا لعدم قدرة غالبية رفيقات ورفاق الفرع الوفاء بها نظرا لوضعياتهم الاجتماعية وبسبب الظرفية العامة'.

وبناء على تلك الملاحظات، قرر فرع خنيفرة بحسب مراسلة اطلعت جريدة 'العمق' على نسخة منها، 'عدم المشاركة بالمؤتمر الوطني الخامس للحزب'، مع 'تجديد التزامه تنظيميا ونضاليا بكل مقررات وتوصيات المؤتمر الوطني الخامس للحزب'.