شفشاون تودع أسرة كاملة قضت اختناقا في حريق بمنزلها.. وشهود يكشفون تفاصيل مثيرة (فيديو)

في مشهد مؤثر هز المشاعر، شيع العشرات من سكان مدشر احسونن بدوار تسميلت، جماعة أونان بإقليم شفشاون، مساء أمس الخميس، جثامين أسرة كاملة قضت اختناقًا بعد اندلاع النيران في منزلها وهم نيام.

ووُري الثرى الأب والأم وطفلتيهما (7 سنوات و6 أشهر) وسط أجواء ممزوجة بالحزن والصدمة، في جنازة مهيبة حضرتها ساكنة القرية والمناطق المجاورة، بعد فاجعة فجرت موجة من الأسى على منصات التواصل الاجتماعي، وطرحت تساؤلات ملحة حول أسباب الحريق وظروف إنقاذ الأرواح في العالم القروي.

التحقيقات ما تزال جارية من طرف مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد أسباب اندلاع الحريق الذي التهم المنزل التقليدي المشيد من الطين وسقف الزنك، والذي تحول في دقائق إلى مصيدة دخان قاتل أنهى حياة الأسرة في غفلة من الجميع.

جيران الضحايا أوضحوا لجريدة 'العمق' أن الحريق اندلع في ساعات الفجر، حين لاحظ بعض السكان تصاعد أعمدة الدخان من المنزل، فسارعوا إلى التدخل، وتمكنوا من إخماد النيران بصعوبة، قبل أن يصدموا بالعثور على أربعة جثث هامدة داخل المنزل، دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم.

وقال أحد شهود العيان إن 'شباك إحدى نوافذ المنزل كان في وضعية غريبة'، ما يوحي بمحاولة يائسة من طرف رب الأسرة لفتح النافذة وإنقاذ أسرته من الدخان والنار، قبل أن يختنق الجميع.

شاهد آخر روى للجريدة أن الأب، الذي كان معروفًا وسط الساكنة بحسن المعاملة، كان يُردِّد في الآونة الأخيرة أمام أصدقائه في المقاهي عبارة غريبة: 'عندما سأموت، لن أترك أحدا من ورائي'، وهي عبارة اعتبرها المتحدث 'نبوءة مؤلمة تحققت بطريقة مأساوية، وكأن القدر استجاب له وجمع الأسرة كلها في موت واحد'.

وكانت السلطات قد نقلت جثث الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بشفشاون، فيما تتواصل التحقيقات الأمنية لمعرفة أسباب هذا الحريق الذي حول ليلة هادئة إلى مأساة لن تُنسى بالدوار.