الكلمة الأخيرة قبل النطق بالحكم ..مسؤولون قضائيون متهمون بـ"الارتشاء" يطلبون الرحمة

استمعت هيئة غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الخميس، للكلمة الأخيرة للمتهمين في ملف متابعة مسؤولين قضائيين وأمنيين ووسطاء بالبيضاء، بتهم ”استغلال النفوذ والارتشاء والمشاركة في الارتشاء، والمساهمة في الارتشاء…”.

وشدد المتهمون في كلمتهم على برائتهم، على رأسهم نائب وكيل الملك المتابع في حالة سراح ومحامي بهيئة الدار البيضاء، لعدم وجود أي قرائن ضدهم، بينما استعطف الآخرون الرحمة من القاضي علي الطرشي.

وقال نائب وكيل الملك المتابع في حالة اعتقال بالسجن المحلي عين السبع بالبيضاء، 'أنا نزيه واسمي معروف في الساحة القضائية'، مذكرا بأمراضه المزمنة المتعددة التي يعاني منها، ومؤكدا على برائته.

بينما استعطف المتهم الرئيس المعروف بلقب 'العمومي'، وهو رجل مسن مقعد، كلمات استعطاف ورحمة لرئيس الجلسة على أن يأخذ حالته ووضعه بعين الاعتبار موجها له دعوات من قبيل' الله يبشركم بالجنة.. الله غفور رحيم.. الله يرحم الوالدين'.

من جهته، أكد نائب وكيل الملك المتابع في حالة سراح، على 'عدم وجود أي شبهة في محضر الضابطة القضائية ولا أي دليل يدينه'، مشيرا إلى 'أن قاضي التحقيق كان متحاملا ضده'.

وتابع نائب الوكيل ذاته، في كلمته الأخيرة أمام هيئة القاعة ثمانية، تأكيده على ثقته في القضاء، قائلا للهيئة قبل دخولها المداولة للنطق بالحكم النهائي 'إذا حكمتم فاحكموا بالعدل'.

ومن باب الاحتياط، استعطف نائب الوكيل القاضي بإنصافه، مستدلا بقصة الأغنام التي دارت بين نبي الله داوود وابنه سليمان، حيث حكم الأول بالعدل، والثاني بالرحمة'، وأنهى كلمته بجملة 'أتمنى منكم الرحمة'.

وأما المحامي بهيئة الدار البيضاء المتابع في الملف في حالة اعتقال، فقد أكد بدوره غياب دليل يدينه، مشددا على أن 'المكالمة التي جرى تفريغها ضمن محاضر الضابطة القضائية تؤكد بشكل قاطع بأنه بريء مما نسب إليه'.

وشدد المحامي على أنه 'قضى 24 سنة في مهنة المحاماة، ولم تسجل ضده أي شكاية ولم يسيء يوما لهيئة أو يمكن أن يكون عنصرا فاسدا فيها'، مضيفا 'أنه باع مؤخرا سيارته لإجراء عملية جراحة لشقيقته، مستدلا بقصة نبي الله سليمان والهدهد'.

وقال المحامي مخاطبا القاضي: 'طلب الرحمة هو طلب العدل في أسمى معانيه'، وهي نفس جمل الاستعطاف والرحمة التي صدرت عن باقي المتهمين وهم يذرفون الدموع أمام القاضي.