اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
دخلت مكونات مجلس مقاطعة الحي الحسني، منهم المنتمون للأغلبية وآخرون من تيار المعارضة، في صراع حاد بسبب عملية تأهيل شارع أفغانستان الشهير، الذي يعرف إصلاحات كبيرة، حيث باتت تلوح في الأفق مطالب بفتح تحقيق جاد ومسؤول في هذا المشروع المثير للجدل.
وأضحى عدد من المنتخبين المنتمين لأحزاب المعارضة بمجلس مقاطعة الحي الحسني، خاصة حزب التقدم والاشتراكية، يطالبون بفتح تحقيق عاجل، حيث وصفوا تهيئة الشارع المذكور بـ'مهزلة سنة 2025″.
وتطرق أعضاء المجلس الجماعي، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس المدينة التي تم عقدها أمس الثلاثاء بمقر ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، إلى هذا الموضوع الذي أصبح يثير الرأي العام المحلي بالمنطقة، معتبرين أن 'الإصلاحات لم ترقَ إلى مستوى تطلعات المواطنين والفاعلين بالحي الحسني'.
ومن جهتها، اعتبرت رئاسة مجلس مقاطعة الحي الحسني أن ما أُثير مؤخرا بخصوص شارع أفغانستان هو محاولة يائسة لتهييج الرأي العام، ومناورة سياسية لا علاقة لها بالواقع، مؤكدة أن 'الإصلاحات لا تزال جارية في الشارع المذكور حتى نهاية الشهر الحالي'.
أكد الطاهر اليوسفي، رئيس مقاطعة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، أن مشروع تأهيل شارع أفغانستان يسير نحو نهايته، حيث من المرتقب أن تنهي الشركة المكلفة أشغالها خلال نهاية الشهر الجاري.
وأوضح اليوسفي، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، أن الشارع يخضع حالياً للرتوشات الأخيرة، وهي مرحلة طبيعية في مسار أي مشروع من هذا الحجم، غير أن هذه المرحلة كانت محط جدل واسع أثارته أطراف سياسية تسعى، حسب قوله، إلى استغلال الوضع لأغراض انتخابية.
وأشار المتحدث عينه إلى أن 'الشركة المشرفة على المشروع لم تنته بعد من الأشغال، في انتظار إصلاح بعض الأعطاب البسيطة التي لا ترقى إلى مستوى الحديث عن اختلالات جوهرية أو فشل في الإنجاز'.
وأضاف أن 'ما يجري في شارع أفغانستان هو جزء من دينامية عامة تشمل جميع شوارع الدار البيضاء الكبرى، حيث تعرف أغلبها أشغال تأهيل وصيانة في إطار جهود تحسين البنية التحتية الحضرية، وهو أمر طبيعي ومعقول في سياق التطوير المستمر الذي تعرفه المدينة'.
وشدد رئيس المقاطعة على أن 'وتيرة الأشغال تسير بوتيرة متسارعة، وأن هناك مجهودات ملموسة تبذل يوميا على الأرض من طرف الشركة بهدف إنهاء كل الأشغال التقنية وسد الأعطاب الطفيفة التي تم تضخيمها من طرف بعض المعارضين وكأنها أعطاب هيكلية تهدد المشروع بأكمله'، مؤكدا أن هذه الأطراف 'تفتقر إلى رؤية تقنية موضوعية، وتعتمد على تصريحات عاطفية لا تستند لأي دراسات أو تقارير مهنية'.
وفي نفس السياق، عبر اليوسفي عن أسفه لما وصفه بـ'الاستغلال السياسي الضيق للوضع'، متهماً جهات معينة بممارسة 'المزايدة السياسية ومحاولة تجييش الرأي العام المحلي ضد المجلس المنتخب، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية'.
وسجل أن بعض المنتخبين 'يحاولون الركوب على الموجة وتبخيس المجهودات المبذولة من قبل مجلس المقاطعة وأعضائه، رغم التغيرات الإيجابية التي شهدها الحي الحسني منذ بداية الولاية الحالية'.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن 'العمل السياسي النبيل يستوجب التحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن الحسابات الضيقة التي تسيء إلى مصلحة الساكنة'، مشيرا إلى أن 'البعض، للأسف، يفتقدون حس المسؤولية والتفاني الحقيقي في خدمة المواطنين، ويختارون بدل ذلك أسلوب الإثارة والشعبوية'.