ساكنة "أم الكردان" بطاطا تجبر أكاديمية التعليم على إعادة فتح مدرستين

قررت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة إعادة فرعيتين للتعليم الابتدائي بجماعة أم الكردان بإقليم طاطا إلى الاشتغال، بسبب الضغط الذي مارسته ساكنة عدد من الدواوير ومنع أبناءها من الذهاب إلى مدرسة جماعاتية تقع في منطقة بعيدة عنهم.

وتوصلت ساكنة الدواوير المتضررة من تواجد المدرسة الجماعاتية أم الكردان في منطقة بعيدة، في اجتماع مع أطر من أكاديمية التعليم بأكادير، ترتب عنه زيارة لجنة أكاديمية أول أمس الإثنين للمدرسة حيث عقدت لقاءات مع الساكنة، (توصلت) إلى 'اتفاق عملي' مع أولياء التلاميذ.

وحسب مصادر جريدة 'العمق'، فقد تقرر فتح فرعيتي 'تزارت' و'تورسلت'، للفصول الدراسية الأول والثاني والثالث ابتدائي، فيما سيتم الإبقاء على مستويات الرابع والخامس والسادس ابتدائي بالمدرسة الجماعاتية أم الكردان.

وتضيف مصادر الجريدة أن الخطوة المقبلة هي عقد اجتماعات مع السلطات الإقليمية من أجل توفير النقل المدرسي للتلاميذ المنحدرين من الدواوير البعيدة قصد نقلهم من وإلى مدرسة أم الكردان الجماعاتية.

بعد افتراء جماعة بطاطا على “العمق”.. نشطاء: مجلس فقد البوصلة ويسعى لزرع العداوة بين الساكنة

وخاضت ساكنة عدد من الدواوير خاصة دواري 'تورسولت' و'تزارت' معركة نضالية من أجل توفير ظروف تعليم جيدة لأبنائها، كان آخرها منعهم من الذهاب إلى المدرسة الجماعاتية أم الكردان، بسبب تواجدها في منطقة 'مهجورة وغير آمنة'، مما تسبب في ضياع الزمن المدرسي لحوالي 140 تلميذا وتلميذة، منذ الموسم الماضي.

وعبرت الساكنة عن رفضها قبل 3 سنوات، وهو الوقت الذي تقرر وضع المدرسة الجماعاتية بدوار أم الكردان، بسبب بعدها عن العديد من الدواوير، وتواجدها في دوار هجرته ساكنته، وفق ما أفاد به جمال كوبي، وهو من أبناء المنطقة.

حرمان 140 تلميذا من الدراسة.. جماعة بطاطا تنوب عن الوزارة وتفتري على “العمق”

جمال كوبي، في تصريح سابق لجريدة 'العمق'، كشف أن مشروع المدرسة الجماعاتية 'تبخر وتم إخفاؤه، إذ تم ترميم فرعية قديمة كانت تسمى 'إمركان'، وجرى إضافة بعض الحجرات إلى الحجرات القديمة وإحاطتها بسور'.

وأضاف المتحدث، أنه بعد أن كان عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة 140 تلميذا، شهر أبريل من الموسم الدراسي الماضي، تراجع العدد إلى 110 تلميذ، بعدد ممارسة ضغوطات على بعض العائلات التي قامت بإرجاع أبنائها إلى فصول الدراسة.

ولفت المتحدث في التصريح ذاته، إلى أن نسبة المنقطعين عن الدراسة تفوق 50 بالمائة، لأن المنطقة التي توجد بها المدرسة الجماعاتية 'غير آمنة على تلاميذ يدرسون في المستوى الابتدائي، ولأن الكثافة السكانية توجد بدواري ورسولت وتزارت أكثر من غيرهما.

تواجد مدرسة جماعاتية قرب منطقة “غير آمنة” يحرم 140 تلميذا من الدراسة بطاطا

وتقترح الساكنة، وفق كلام 'كوبي'، اختيار دوار 'تورسولت'، الذي يوج فيه مقر الجماعة والملحقة الصحية والثانوية الإعدادية، إضافة إلى المحلات التجارية، وباعتباره دوارا تمر منه أغلب ساكنة الدواوير المعنية سواء للسوق الأسبوعي أو لمركز مدينة طاطا.

هذا، وخاض أولياء التلاميذ، اليوم الأربعاء، أيضا مسيرة احتجاجية اتجاه مقر عمالة طاطا، للمطالبة عامل الإقليم بالتدخل من أجل إيجاد حل في الموضوع، بعد أن تعذر ذلك على باشا قائد المنطقة ومديرية التعليم بطاطا، وطول اللقاءات دون التوصل لحل، وفق ما كشف عنه جمال كوبي.

رسالة تظلمية لبنموسى

ساكنة دوار تورسولت وتزارت، تقدمت برسالة تظلمية في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، شهر يونيو الماضي، طالبو فيه تغيير المكان المقترح للمشروع من دوار أم الكردان إلى مركز جماعة أم الكردان.

وبنت الساكنة طلبها على مجموعة من الاعتبارات، منها أن 60 بالمائة من سكان المنطقة يسكنون قريبين من مركز الجماعة. وأنه تم تخصيص الأرض الكافية، حوالي هكتار واحد على الطريق المعبدة. وأيضا قرب الأرض المخصصة للمشروع من المركز الصحي ومن مبنى الجماعة الترابية ومن الثانوية الإعدادية والقاعة المتعددة الاختصاصات وملعب القرب ومختلف المصالح العمومية.

كما سجلت الرسالة التظلمية بُعد الأرض المقترحة بمسافة شبه متساوية عن الدواوير المكونة لروافد المدرسة والبالغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة، وبالتالي فإن المكان المقترح هو الأقرب من الكثافة السكانية للجماعة.

وأشارت الرسالة الموجهة لوزير التعليم، إلى أن المكان الذي تم اختياره من طرف المديرية الإقليمية لطاطا، يتواجد بأقصى نقطة للتعمير بالجماعة الترابية، ويبعد عن مرافق الجماعة الترابية وعن أغلبية الساكنة، وأنه غير آمن بالنسبة للمنشأة وللأطفال لوجودها قرب طريق تسلكه الحيوانات البرية ودو السوابق.