اخبار المغرب
موقع كل يوم -لو ٣٦٠ بالعربي
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢١
عقب اجتماع المجلس الأعلى للأمن، المنعقد يوم الأربعاء 22 شتنبر 2021 برئاسة شنقريحة وتبون، أعلن بيان صحفي صادر عن الرئاسة الجزائرية الإغلاق الفوري للمجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية. تصعيد جديد عبثي وعقيم.
تصاعدت كراهية النظام الجزائري الغاضبة ضد المغرب على جميع المستويات. بعد الإهانة التي تجرعها بسبب لامبالاة الرباط لقرارها الأحادي الجانب وغير المجدي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة، قامت الطغمة العسكرية بخطوة أخرى يوم الأربعاء 22 شتنبر 2021. وهكذا، ففي اجتماع جديد للمجلس الأعلى للأمن برئاسة رئيس الأركان سعيد شنقريحة والرئيس عبد المجيد تبون، أبان النظام الجزائري من جديد عن مدى كراهيته الشديدة للمغاربة والمأزق الذي وجد نفسه فيه.
وعقب هذا الاجتماع، أعلن بيان صحفي صادر عن الرئاسة الجزائرية الإغلاق الفوري للأجواء الجزائرية أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذلك للطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي. هذا الإجراء الجديد، على الرغم من أنه عقيم وعبثي مثل الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لن يغير واقع الأمور. فالرحلات الجوية بين البلدين معلقة. كما يمكن للطائرات المغربية بسهولة تفادي المرور عبر الأجواء الجزائرية من خلال المرور عبر البحر الأبيض المتوسط أو المرور من الجنوب عبر موريتانيا.
وبرر النظام الجزائري هذا القرار بـ'التطورات على الحدود مع المملكة المغربية وبالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي'. لا داعي للضحك. إن السبب الحقيقي للأزمة التي يسعى النظام الجزائري إلى تأجيجها مع المغرب لا يمكن العثور عليه في هذه الإجراءات التافهة أو في أي تفسير منطقي آخر.
يواجه النظام الجزائري أخطر أزماته منذ استقلال البلاد. فقد تدهورت القوة الشرائية للجزائريين بسبب الزيادات القوية في الأسعار: في سنة واحدة، شهدت الأسعار زيادة بـ30٪ و40٪ وحتى 100٪ بالنسبة المواد الأساسية. النظام غير قادر على ضمان الأمن الغذائي للسكان. إن الارتفاع في الأسعار ليس ظرفيا، بل أصبح بنيويا، ويسير من السيئ إلى الأسوأ. وهكذا أصبحت مواد أساسية مثل العدس والخضروات والفول والحمص والمعكرونة أو الدجاج أو حتى اللحوم الحمراء بعيدة عن متناول الطبقات المحرومة والمتوسطة.
وأدت التخفيضات المتتالية في قيمة الدينار إلى زيادة التضخم في بلد يستورد كل شيء ويصدر الهيدروكربونات فقط.
شرب الماء أصبح هو الآخر ترفا. في نفس اليوم الذي تزبد فيه الطغمة الحاكمة في الجزائر ضد التهديد المغربي، لم يتم تزويد غرب مدينة الجزائر العاصمة بمياه الشرب. عندما يكون نظام غير قادر على تزويد الناس بالمواد الغذائية الأساسية والمياه الصالحة للشرب، فماذا يتبقى له؟ الاستقالة أو اتباع سياسة الهروب إلى الأمام. الاستقالة؟ هي ما سابع المستحيلات. إذاً لن تبق إلا اختلاق الذرائع السريالية والبحث عن عدو مسؤول عن المشاكل التي يعانيها الشعب الجزائري، وهي المشاكل التي تسبب، في حقيقة الأمر، عجز النظام وفشله في تدبير شؤون الجزائريين.
بعد أن حاول تحميل المسؤولية -مرة أخرى ولكن دون جدوى- للمغرب عن الزيادات في الأسعار التي أصبحت الهم اليومي للجزائريين، تعبأت الطغمة العسكرية من أجل بث مناخ من الرعب بالإقدام على عشرات الاعتقالات التعسفية والعمل على شيطنة المغرب، على أمل صرف انتباه الشعب الجزائري عن الجوع وعدم قدرته على تزويده بالماء الصالح للشرب.
إن المملكة المغربية ستظل محتفظة بهدوئها ورباطة جأشها وستترك النظام العسكري الجزائري يتخبط في مواقفه الهستيرية العقيمة. ولكن حين ستدق ساعة الحقيقة، ستنكشف عورة حكام الجزائر.