اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
بعد أقل من أسبوع من تنظيم “مسيرة الكرامة” التي خاضتها ساكنة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، عقد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لقاء تواصليا مع ممثلين عن ساكنة الجماعة المذكورة، وذلك في خطوة وصفت بأنها تفاعل مباشر مع مطالب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المنطقة مؤخرا.
وتأتي هذه الزيارة، التي جرت بحضور خالد تيكوكوين، رئيس جماعة تبانت، والنائبة البرلمانية زهرة المودن، في سياق تصاعد الأصوات المطالِبة برفع التهميش عن المناطق الجبلية والنائية، بعد تنظيم ساكنة آيت بوكماز لمسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام صوب مقر عمالة أزيلال، تحت شعار “مسيرة الكرامة”، للمطالبة بفك العزلة وتحقيق العدالة المجالية وضمان الولوج إلى الخدمات الأساسية.
وفي كلمته خلال اللقاء، أكد نبيل بنعبد الله على أن التهميش الذي تعانيه المناطق الجبلية، ومن ضمنها آيت بوكماز، يستدعي مقاربة تنموية عادلة وشاملة، تأخذ بعين الاعتبار العدالة الترابية وتكافؤ الفرص بين مختلف جهات المملكة، مشدداً في الوقت ذاته على “ضرورة الاستجابة لمطالب المواطنين في إطار التوزيع العادل للخيرات مجاليا وإجتماعيا”، على حد تعبيره.
وأضاف المسؤول الحزبي أن “منطقة ٱيت بوكماز رفعت قضايا مطلبية عادلة، معقولة ومسؤولة وتشكل حدا أدنى لتغيير إطار عيش الساكنة وظروفهم الإجتماعية”، مبرزا أن 'دور الفاعل السياسي يقتصر فقط في البحث عن الحلول، ولا يجب ان يكون المغزى منه التجييش أو خلق جو من الفتنة دون تقديم مقترحات وحلول لساكنة هذه المناطق المعنية'.
وكان عامل إقليم أزيلال، قد عقد في العاشر يوليوز الجاري، إجتماعا مع ممثلي دواوير 'أيت بوكماز'، التي نظمت مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام على مدى يومين باتجاه مقر العمالة، أفضى إلى وعود بتحقيق المطالب العاجلة في غضون 10 أيام، وباقي المطالب في غضون 4 أشهر على أبعد تقدير.
وأوضح خالد تيكوكوين، رئيس جماعة “تبانت”، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المحتجين فور وصولهم إلى مقر عمالة أزيلال، شكلوا لجنة تضم جميع دواوير منطقة “أيت بوكماز”. وقد استقبلها عامل الإقليم ووعد بتلبية عدد من المطالب الفورية.
وأشار تيكوكوين إلى أن الاجتماع تضمن وعودا بعقد لقاء موسع يجمع بين رئيس الجماعة وعامل إقليم أزيلال بحضور رؤساء المصالح الخارجية، لمناقشة جميع النقاط المدرجة في الملف المطلبي. ومن المقرر عقد اجتماع ثان لاحقا في الجماعة بحضور أعضاء المجلس.
ولفت المتحدث إلى أن عامل الإقليم تعهد بتوفير طبيب في المركز الصحي خلال 10 أيام، استجابة للمطالب الطارئة. وفيما يخص الطرقات، أكد للجنة الممثلة لدواوير “أيت بوكماز” أن المشاريع المتعلقة بها مؤطرة بصفقات جارية، ومن المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ خلال 3 إلى 4 أشهر.
من جهته، أوضح محمد موجان، عضو لجنة الحوار، أن اللقاء الذي جمع وفد ساكنة 'أيت بوكماز” بعامل إقليم أزيلال جاء نتيجة المسيرة الاحتجاجية التي نظمها السكان مشيا على الأقدام نحو مقر العمالة، حيث قضوا ليلة في العراء بمنطقة “أيت امحمد” قبل أن يتم استقبالهم من طرف العامل.
وقال موجان، في تصريح لجريدة “العمق”، إن اللجنة الممثلة للساكنة ناقشت مع العامل الملف المطلبي الذي يتضمن حوالي 15 نقطة، إلا أن الحوار ركّز على 5 مطالب أساسية في هذه المرحلة، أبرزها فك العزلة عن المنطقة عبر إصلاح وتأهيل الطريق الرابطة بين أيت بوكماز وأزيلال عبر “تيزي نترغيست”، والطريق عبر أيت عباس (رقم 302)، بالإضافة إلى الطريق رقم 317، مشيرا إلى أن العامل وعد بتوسعة هذه المحاور وإصلاحها في أقرب وقت.
وفيما يتعلق بتغطية شبكة الهاتف النقال والأنترنيت، التي تعرف غيابا تاما بالمنطقة، أكد المتحدث أن عامل الإقليم أبلغهم بأن مشروعا لتثبيت رادار بالمنطقة قد انطلق، ووعد بحل المشكل بشكل نهائي خلال أقل من 3 أشهر.
كما تعهد عامل الإقليم، يضيف موجان، بتوفير طبيب للمستوصف الصحي المحلي في غضون 10 أيام، وبتبسيط مسطرة الحصول على رخص البناء لسكان المناطق النائية، بحيث سيتم إعفاؤهم من أداء رسوم الرخص بالنسبة للساكنة البعيدة عن المركز و الطرق الرئيسية.
وبخصوص مطلب تجهيز المنطقة بملاعب للقرب، كشف موجان أن عامل الإقليم أشار إلى وجود 7 ملاعب مبرمجة على صعيد الإقليم، مؤكدا أنه سيتم تخصيص ملعب واحد منها لفائدة ساكنة أيت بوكماز.
وتصدّر إصلاح البنية الطرقية أولويات الملف المطلبي لسانة “أيت بوكماز”، وعلى رأسها الطريق الجبلية الرابطة بين آيت بوكماز وتيزي نترغيست (الطريق الجهوي 302) وطريق آيت عباس (317). هذه الطرق تعتبر شريان الحياة الوحيد لربط عدد من الدواوير بالمراكز الحيوية، غير أنها تتحول، حسب السكان، إلى مسالك مغلقة خلال فصل الشتاء بسبب الثلوج والانهيارات الأرضية.
كما شملت المطالب توفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي، الذي يعاني من خصاص حاد، إلى جانب تغطية شاملة لشبكة الهاتف والإنترنت، التي لا تزال منعدمة في مناطق واسعة، ما يحرم أبناء المنطقة من التعلم عن بعد والخدمات الرقمية.
وطالب المحتجون أيضا ببناء ملعب جماعي للشباب، وفتح مركز للتكوين في المهن الجبلية يتماشى مع خصوصيات المنطقة ويوفر فرص شغل محلية، إضافة إلى بناء مدرسة جماعاتية لتخفيف الهدر المدرسي، وإنشاء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات.
ومن بين أبرز الملفات التي أثارت غضب الساكنة أيضاً، استمرار ما وصفوه بـ”القيود الإدارية” على البناء، نتيجة غياب تصميم تهيئة يراعي طبيعة المجال الجبلي القروي. وأكد عدد من المواطنين أن غياب هذا التصميم يمنعهم من الحصول على تراخيص لبناء مساكن على أراضيهم، مما يفاقم من هشاشة أوضاعهم.