اخبار المغرب
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢١
تثير أزمة الصحراء الغربية توترات في العلاقات ما بين المغرب ودول أوروبية، وكان آخرها ألمانيا، حيث دفعت بوزارة الخارجية المغربية استدعاء سفيرة الرباط في برلين للتشاور.
ورغم اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في الأيام الأخيرة من عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلا أن دول أوروبية ما تزال لم تحسم موقفها من هذه القضية.
ويدور منذ عقود نزاع حول الصحراء الغربية بين البوليساريو والمغرب الذي يسيطر على أغلب أراضي المستعمرة الإسبانية السابقة.
وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب منح المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادته.
استدعاء سفيرة المغرب في برلين
والخميس، نقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزارة الخارجية قولها إنها استدعت سفيرة البلاد في برلين، وذلك للتشاور على 'خلفية الموقف الألماني من قضية الصحراء الغربية'، و'محاربة ألمانيا للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، تحديدا في الملف الليبي'.
ووصفت الخارجية سلوكيات ألمانيا بـ'العدائية'، و'غير المقبولة'.
وذكرت الخارجية أن ألمانيا حاولت استبعاد المغرب من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية التي تتعلق بليبيا، وكانت قد عقدت في برلين.
ملفات خلافية
الكاتب، عبدالرحيم توراني، قال في رد على استفسارات موقع 'الحرة' إن 'الخلافات التي طرأت بين المغرب وألمانيا، لم تكن وليدة الساعة، وهي خلافات نشأت منذ فترة'.
وأضاف أن بيان وزارة الخارجية، يلمح إلى أن برلين 'مست الوحدة الترابية للمغرب'، وهو ما كان يسبقه توترات دبلوماسية في نطاق محدود في فترة سابقة تتعلق بالملف الليبي.
وأوضح توراني أن الرباط كانت في فترة سابقة قد علقت 'كل أعمال التواصل مع السفارة الألمانية وذلك بعد محاولة استبعاد المغرب من الاجتماعات التي المتعلقة بالشأن الليبي والتي كانت تجري في برلين'.
ولم يستبعد توراني وجود ملفات خلافية غير ظاهرة على السطح بين البلدين، والتي قد تكون مرتبطة بملفات اقتصادية أو عسكرية وسياسية.
وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية، كان هناك 'شبهة تجسس ألمانية على المغرب'، كما يوجد تكهنات بأن الموقف الألماني غير الداعم لقضايا المغرب قد يكون نوعا من صراع برلين وباريس السياسي.
ويرى توراني أن العلاقات ما بين البلدين تتجه نحو 'التأزيم الدبلوماسي'، وأن حل الأزمة قد لا يتعلق بتغيير وجهة نظر ألمانيا تجاه قضية الصحراء الغربية، 'بقدر ما يتعلق بوقف محاولات تأثير ألمانيا على دول أوروبية لتبني وجهة نظرها'.
توتر مع إسبانيا
الخلاف مع ألمانيا حول قضية الصحراء الغربية ليس الأول بين المغرب ودول أوروبية، إذ إن الرباط كانت قد استدعت قبل نهاية أبريل الماضي، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن 'سخطها' بسبب استضافة بلاده زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لتلقي العلاج على أراضيها.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي بعد ذلك 'قدمنا للمغرب التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت بنا إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة'.
وتابعت 'عندما تزول هذه الأسباب الإنسانية سيغادر بالطبع إسبانيا'.
مجلس الأمن الدولي
وفي الـ 20 من أبريل الماضي، لم يوافق مجلس الأمن الدولي على مشروع إعلان مشترك صاغته الولايات المتحدة يدعو إلى 'تجنب التصعيد' في النزاع بالصحراء الغربية.
وقالت وكالة فرانس برس إنها حصلت على النص الموجز المكون من ثلاث فقرات، وهو يحث على تبنى سلوك 'بناء' في التعامل ميدانيا مع بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) والإسراع بتسمية مبعوث أممي جديد 'من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية المتوقفة في أسرع وقت ممكن'.
ولا يوجد مبعوث أممي للصحراء الغربية منذ مايو 2019، وقد رفض طرفا النزاع أسماء مرشحين تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، وفق دبلوماسيين.
وحذرت الأمم المتحدة خلال إيجازها أمام أعضاء مجلس الأمن الـ15 من أن 'الوضع غير مستقر للغاية ويمكن أن يؤدي إلى التصعيد'.