أزمة التأشيرات الصينية تربك المغاربة.. السفارة توضح الأسباب والمتضررون يستعجلون الحلول

يعيش مئات المتقدمين المغاربة للحصول على تأشيرة السفر إلى الصين، من طلبة ورجال أعمال، حالة من الترقب والقلق بسبب تأخر غير مسبوق في معالجة طلباتهم، مما يهدد مستقبلهم الدراسي والمهني مع اقتراب مواعيد حاسمة.

وفيما تتعالى أصوات المتضررين المطالبة بتدخل عاجل، أصدرت السفارة الصينية بالرباط بيانا توضيحيا يعزو التأخير إلى 'إقبال كثيف' فاق القدرة الاستيعابية للقسم القنصلي.

ومنذ أسابيع، تحولت فترة انتظار التأشيرة إلى كابوس يؤرق الطلبة الذين استكملوا إجراءات تسجيلهم في الجامعات الصينية. فبعد دفع رسوم الدراسة وتأمين حجوزات السكن، يجد هؤلاء أنفسهم مهددين بفقدان مقاعدهم الدراسية للعام الجامعي الذي أوشك على الانطلاق.

وعلى الجانب المهني، لا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للتجار ورجال الأعمال الذين يخططون للمشاركة في فعاليات اقتصادية كبرى، أبرزها معرض 'كانتون' الدولي المقرر عقده في أكتوبر المقبل، حيث عبر العديد منهم عن تخوفهم من ضياع صفقات تجارية هامة، وتكبد خسائر مالية فادحة تشمل تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق التي قاموا بها مسبقا.

ويؤكد المتضررون أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المغربي إلى بكين لم تسفر عن انفراج ملموس في الأزمة، مطالبين السلطات المغربية بتكثيف جهودها الدبلوماسية لإيجاد مخرج يحفظ مصالحهم.

السفارة الصينية: ضغط هائل يفوق طاقتنا

في مقابل هذا القلق المتصاعد، أصدرت السفارة الصينية بيانا، بتاريخ 21 غشت الماضي، أقرت فيه بوجود 'صعوبات مرتبطة بآجال المعالجة'.

وأوضحت السفارة أن السبب الرئيسي يكمن في الارتفاع الهائل لطلبات تأشيرات الدراسة، التي بلغ عددها ما يقارب 7,000 طلب خلال عام 2024، وهو ما يمثل ثلث إجمالي الطلبات المستلمة.

وأشار البيان إلى أن عدد الملفات قيد المراجعة الأولية عبر الإنترنت لا يزال يقارب 2,000 ملف، مؤكدا أنه 'رغم تعبئة الموارد البشرية ومضاعفة ساعات العمل الإضافية، فإن القدرة الحالية للموظفين القنصليين لا تسمح بحل هذه المشكلة على المدى القصير'.

ودعت السفارة المتقدمين إلى 'إبداء التفهم'، وقدمت مجموعة من التوصيات، من بينها؛ بالنسبة للطلبة تجنب القدوم إلى الصين في وقت مبكر جدا، حيث إن القانون يفرض التقدم بطلب الحصول على تصريح الإقامة في غضون 30 يوما من تاريخ الدخول.

أما التجار، فدعتهم إلى تأجيل تقديم طلبات التأشيرة الخاصة بمعرض 'كانتون'، نظرا لعدم فتح باب التسجيل في المعرض بعد، وتقديمها قبل شهر من موعد السفر لتفادي فترات الذروة.