اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
شنت السلطات المحلية بجهة الدار البيضاء سطات، حملة ميدانية مكثفة بمناسبة اقتراب احتفالات عاشوراء، استهدفت محلات بيع إطارات العجلات المستعملة، وذلك في إطار مجهوداتها الوقائية الرامية إلى الحفاظ على السلامة العامة والحد من الممارسات الخطيرة المرتبطة بهذه المناسبة.
وأسفرت هذه الحملة، التي قادتها السلطات بتنسيق مع عناصر الأمن والقوات المساعدة والسلطة البيئية، عن حجز ما يزيد عن 400 إطارا مطاطيا من مختلف الأحجام، كانت موجهة للبيع بشكل غير قانوني، أو تركت عرضة للاستعمال في احتفالات عاشوراء من طرف القاصرين، الذين يعمدون إلى إحراقها في الشوارع والساحات العمومية.
وإلى جانب عمليات الحجز، ركزت الحملة على الجانب التوعوي، حيث تم تنبيه الباعة وأرباب المحلات إلى خطورة بيع العجلات للأطفال أو السماح بوضعها في الأماكن العامة، لما تشكله من تهديد للبيئة والصحة، فضلا عن تسببها في اضطراب الأمن العام ووقوع إصابات، خاصة عند إشعال النيران فيها أو رمي المفرقعات داخلها.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هذه المبادرة تدخل في إطار خطة استباقية اعتمدتها السلطات لضمان مرور عاشوراء في أجواء آمنة، خصوصًا بعد تزايد الشكاوى من الساكنة بشأن الظواهر السلبية التي ترافق هذه المناسبة، من إحراق الإطارات إلى الاستعمال العشوائي للمفرقعات.
وأكدت المصادر نفسها أن هذه الحملات ستستمر في الأيام المقبلة، مع اعتماد مقاربة وقائية صارمة تجمع بين الردع والتوعية، من أجل إرساء ثقافة احتفال آمن وسليم بين صفوف الأطفال والشباب، والحد من الممارسات التي تُسيء إلى المناسبة وتُهدد النظام العام.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تتجه فيه مدن مغربية أخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة لمواجهة التحديات الأمنية والبيئية التي تطرحها بعض مظاهر الاحتفال غير المنضبط بعاشوراء.
وحذر حسن حومير، فاعل بيئي بمدينة الدار البيضاء، من بعض المظاهر السلبية التي ترافق الاحتفال السنوي بعاشوراء في عدد من الأحياء الشعبية، وعلى رأسها عادة إشعال العجلات المطاطية في الشوارع والأزقة، والتي تشكل تهديدا مزدوجا على صحة الإنسان والمحيط البيئي.
وأوضح حومير، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، أن 'احتفالات عاشوراء، ورغم رمزيتها الدينية والاجتماعية في الذاكرة المغربية، إلا أنها تشهد بعض الممارسات التي لا تمت بصلة لقيم المناسبة، بل وتسبب أضرارا بالغة، من بينها إحراق إطارات السيارات المطاطية، التي تطلق أدخنة كثيفة وسامة عند اشتعالها'.
وأضاف المتحدث أن هذه الأدخنة تحتوي على مركبات كيميائية خطيرة تساهم في تلويث الهواء، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي لدى فئات واسعة من المواطنين، لاسيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، مشيرا إلى أن 'الاحتفال لا يجب أن يكون على حساب سلامة المواطنين وحقهم في بيئة نظيفة وآمنة'.
وأردف حومير بأن هذه الممارسات العشوائية لا تتوقف عند الأثر الصحي فقط، بل تمتد لتطال المجال الحضري، حيث تسهم في تلويث الشوارع، وتشويه المنظر العام، وتدمير البنية التحتية من خلال بقايا الحرق والرماد، ناهيك عن النفايات المترتبة عن هذا السلوك غير الحضاري.
وفي المقابل، نوّه حومير بمبادرات السلطات المحلية التي قامت بحملات استباقية ومكثفة لمصادرة الإطارات المطاطية قبل حلول عاشوراء، معتبراً أن هذه التدخلات تمثل خطوات إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو الحفاظ على النظام العام وحماية البيئة.
وأشار إلى أن 'مثل هذه الإجراءات لا يجب أن تظل ظرفية أو موسمية، بل ينبغي تعزيزها بحملات توعية تستهدف الأطفال والشباب وتحثهم على الاحتفال بروح حضارية ومسؤولة'.
وختم الفاعل البيئي تصريحه بالتأكيد على أن 'الاحتفال بعاشوراء مناسبة روحانية ذات دلالات تربوية وثقافية عميقة، وينبغي أن تُستثمر لنشر ثقافة الوعي والمسؤولية، لا أن تتحول إلى مصدر تهديد للبيئة وصحة السكان'.