الجواهري: الانعكاسات الاقتصادية للحرب الإيرانية الإسرائيلية على المغرب غير معلومة

أكد والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، أن الانعكاسات الاقتصادية للحرب الإيرانية الإسرائيلية على المغرب غير معلومة ومن المبكر الحديث عنها، داعيا لتوخي الحذر والتحلي بالمعطيات الصحيحة قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.

وقال الجواهري، جوابا على سؤال لجريدة 'العمق المغربي'، في الندوة الصحفية التي عقدها مساء الثلاثاء بالرباط عقب الاجتماع الدوري لمجلس البنك: 'لم يمض على الحرب الإسرائيلية سوى أيام قليلة، انظروا فقط، لما حدث منذ الصباح، كم تغيرت الأقوال والأحداث. أنا في الصباح استيقظت باكرًا، وتابعت الأخبار لمعرفة ما يجري.قال ترامب إن الحرب ستتوقف، وعندما وصلت إلى مكتبي في الساعة العاشرة، وجدت نشرات الأخبار تتحدث عن أن إسرائيل قصفت مجددًا وأن الأمر لم يتوقف'.

وأشار المتحث ذاته إلى أن 'حالة عدم اليقين بلغت درجة لا يمكن تصورها. من الضروري التوفر على أن تكون المعطيات متاحة أمامي على الطاولة، وأقوم بتحليلها. وعندما أحلل، أرى ما هو القرار الأصوب بالنسبة لهذه الوضعية، نحن نعقد الاجتماع كل ثلاثة أشهر، ونبقى على اتصال مع المجلس شهرًا بعد شهر. ورغم أننا لا نتشاور في اجتماع رسمي، إلا أننا نبقى على تواصل. فإذا كانت هناك ضرورة لتغيير قرار ما أو اتخاذه قبل انقضاء الشهور الثلاثة، فإننا نتخذه'.

وأقر والي بنك المغرب بصعوبة اتخاذ القرارات في الوقت الحالي، حيث قال بهذا الخصوص: 'من الصعب أن تأتي وتقول ما هي الانعكاسات لهذه الحرب على الاقتصاد المغربي،  فالأحداث تتغير باستمرار، والتتبع المستمر أمر لا بد منه بالاعتماد على المعطيات  وتحليلها، ودراسة انعكاساتها. وإذا كان لا بد من تغيير شيء ما قبل اجتماعنا المقبل، فنحن على اتصال شهري، ونرسل مذكرات لأعضاء المجلس بناءً على التحليل المتاح، وحينها يتضح ما إذا كان يجب اتخاذ قرار أم لا'.

وأضاف: 'خفضنا سعر الفائدة ثلاث مرات متتالية في شتنبر ودجنبر، ومارس، لكن انعكاسات هذه القرارات، على الأقل القرارين الأخيرين، لم تظهر بعد على مستوى زبناء البنوك أو على عمل القطاع البنكي بصفة عامة. ثم إن هذه الحرب بدأت بكل انعكاساتها. ها هم بدأوا يتحدثون عن قلب النظام، وآخرون يتحدثون عن إغلاق مضيق هرمز. هذا الأمر إذا تفاقم، فأنتم لا تعلمون إلى أين يمكن أن نصل'.

وشدد على أن 'الموقف صعب ويجب على المرء أن يأخذ وقفة تأمل، وفق تعبيره، ليرى كيف ستسير الأمور، وحينها يمكنه تصور المسار'، مقدما المثال على ذلك بالبنك الفيدرالي الأمريكي، الذي على الرغم من إلحاح الرئيس الأمريكي وسبّه له، واتهامه لهم بأنهم لا يفهمون ولا يعرفون، إلا أنهم بقوا على موقفهم ولم يغيروا مستوى السعر الفيدرالي'.