اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٥
ط.غ
المغرب ضمن مقدمة الدولة المصدرة للخصر والفواكه، ملايين الأطنان التي تشق طريق التصدير إلى أسواق قريبة وبعيدة في أوروبا وإفريقيا وأسيا وأمريكا وروسيا..أرقام التصدير تضع المغرب أمام مرآة عاكسة لوضع الجفاف التي يضرب البلاد حيث استنزفت المياه الجوفية وجفت معها السدود والأودية، ما يحيل إلى طرح علامات استفهام حول السياسة الفلاحية المتبعة في البلاد، حيث إعطاء الأهمية للتصدير والسوق الخارجية على ندرة المياه بالمملكة.
ففي الوقت الذي شهدت فيه صادرات دول أوروبية كبرى، وعلى رأسها إسبانيا، تراجعاً ملحوظاً، تمكن المغرب من تحقيق نمو كبير في إنتاجه وتصديره للطماطم خلال العقد الماضي، حيث أظهرت بيانات الموقع الإسباني المتخصص “هورتو إنفو” زيادة في إنتاج المغرب من الطماطم بنسبة 17.36% بين 2014 و2023، حيث انتقل الإنتاج من نحو 1.23 مليون طن إلى 1.44 مليون طن خلال هذه الفترة.
وبلغت قيمة صادرات الطماطم المغربية نحو 1.53 مليار يورو في عام 2023، بمعدل سعر وسطي للكيلوغرام يبلغ 2.32 يورو، متفوقة بذلك على سعر الطماطم الإسبانية الذي سجل 2.02 يورو.
ارقام التصدير يقول خبراء البيئة إنها تخفي أن زراعة هكتار واحد من الطماطم تحتاج ما بين 20 إلى 25 لترا مكعبا من الماء، أي إنه في المتوسط لإنتاج كيلوغرام واحد من الطماطم يتم استهلاك من 25 حتى 30 لترا من الماء.
ووفق معطيات وزارة الفلاحة المغربية خلال الموسم الماضي فقد بلغت صادرات الطماطم أكثر من 700 ألف طن، أي بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة مع الفترة الأسبق؛ فيما تطلب إنتاج هذه الكمية 21 مليار لتر من الماء.
ورغم أن الطماطم تحتل الرتبة الأولى على كفة التصدير إلا أنها ليست أكثر المنتجات الفلاحية المستهلكة للماء، فالخبراء يعددون أسماء منتجات أخرى تتطلب مئات اللترات من هذه المادة الحيوية لإنتاج كيلوغرام واحد.
الطماطم ليست وحدها، هناك فواكه أخرى مثل الأفوكا أو الموز تستهلك أكثر من 300 لتر في الكيلوغرام، إلى جانب الحوامض التي تستهلك أكثر من 250 أو 300 لتر من الماء”.
بحسب المعطيات المتوفرة فإن صادرات الأفوكادو المغربية حطمت أرقاما قياسية لحجم المبيعات لعدة مواسم متتالية، إذ تضاعف إجمالي هذه الصادرات أربع مرات في السنوات الست الماضية، وأصبح المغرب تاسع أكبر مصدر لهذه الفاكهة في العالم، وصدر السنة الماضية أزيد من 45 ألف طن؛ كمية يتطلب إنتاجها 22 مليونا و500 ألف متر مكعب من الماء.
في السنة الماضية 2023 صدر المغرب تقريبا 40 ألف طن، أي ما يعادل 80 مليون أورو، والكمية المستهلكة من الماء تعادل ما بين 57 أو 60 يوما من استهلاك ساكنة الدار البيضاء.
يأتي هذا بينما يعاني المغرب العطش، فقد تراجع نصيب الفرد من المياه بين 1960 و2023 خمسة أضعاف تقريبا، حيث انتقل من 2500 متر مكعب سنة 1960 إلى أقل من 600 متر مكعب في عام 2023، ومن المتوقع أن يقل عن 500 متر مكعب سنويا خلال سنة 2030. كما أن الفرد في المغرب مهدد بفقدان 80% من موارده المائية خلال 25 سنة القادمة، حسب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ولذلك يصنف البنك الدولي المغرب 'ضمن الدول التي تعاني من شح المياه وضمن بلدان المنطقة التي تعاني من شح المياه حديثا – وهي البلدان الواقعة فوق الحد المطلق لشح المياه البالغ 500 متر مكعب للفرد سنويا وهي بلدان متوسطة الدخل. وتضم هذه المجموعة خمس بلدان هي العراق، سوريا، مصر، إيران، والمغرب'.