اخبار المغرب
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر: أعلن بنك التسويات الدولية، المظلة العالمية للبنوك المركزية، أن صعود أسعار الذهب والأسهم معا في وقت واحد يمثل ظاهرة لم تشهدها الأسواق منذ ما لا يقل عن نصف قرن، ويثير تساؤلات حول احتمال تكون فقاعة في كليهما.
وفي الوقت الذي تواصل فيه أسواق الأسهم الصعود مدفوعة بمكاسب الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، فإن قفزة الذهب بنسبة 60% هذا العام مرشحة لأن تكون الأكبر منذ عام 1979، ما يغذي الجدل حول ما إذا كان دوره التقليدي كملاذ امن قد تغير، بحسب ما نقلته وكالة 'بلومبرج'، اليوم الاثنين.
وقال هيون سونج شين المستشار الاقتصادي ورئيس القسم النقدي والاقتصادي في بنك التسويات الدولية، بالتزامن مع صدور التقرير النهائي للبنك لهذا العام: 'لقد تصرف الذهب هذا العام بشكل مختلف جدا عن نمطه المعتاد'، مضيفا: 'الظاهرة اللافتة هذه المرة هي أن الذهب أصبح أقرب بكثير إلى أصل مضاربي'.
وعرف بنك التسويات الدولية طويلا بكونه 'البنك المركزي للبنوك المركزية'، وسبق أن أطلق تحذيرات متكررة في السنوات الأخيرة من فقاعات محتملة في أسواق الأسهم، إلا أن قلقه الحالي من التحرك المتزامن بين الذهب والأسهم ينطوي على بعدين.
ويعد البعد الأول هو الوجهة التي سيلجأ لها المستثمرون إذا انهارت أسواق الأسهم والذهب معا، وثانيهما: ما الذي قد يعنيه ذلك للبنوك المركزية ومديري الاحتياطيات، خاصة وأن بعضهم كان من المشترين الكبار للذهب.
وخلص تحليل بنك التسويات الدولية إلى أن هذا العام هو الأول خلال الخمسين عاما الماضية الذي يظهر فيه الذهب ومؤشر 'إس آند بي 500' سلوكا 'انفجاريا' مشتركا.
ولا يقتصر الأمر على ارتفاع الذهب بنسبة 60% هذا العام فحسب، بل إنه ارتفع بأكثر من 150% منذ عام 2022، عندما بدأ صعود التضخم بعد جائحة كورونا في التأثير على الأسواق، بالتوازي مع اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا والعقوبات الغربية اللاحقة على موسكو.
ومن بين العلامات الأخرى التي قد تشير إلى فقاعة محتملة، دخول المستثمرين الأفراد بقوة إلى السوق، حيث أشار بنك التسويات الدولية إلى أن أسعار صناديق الذهب المتداولة في البورصات يجري تداولها هذا العام باستمرار فوق صافي قيمة أصولها، ما يعكس 'ضغوط شراء قوية مقرونة بعوائق أمام عمليات المراجحة'.
وأضاف شين، أن مشتريات البنوك المركزية 'وضعت بوضوح نغمة قوية جدا لأسعار الذهب'، مشيرا إلى أنه 'كلما أدت الأسعار أداء جيدا، يدخل مستثمرون آخرون إلى السوق، وبالتأكيد شارك المستثمرون الأفراد أيضا في هذا الارتفاع، وليس في الذهب فقط'.
كما أطلق بنك التسويات الدولية تحذيرا أوسع نطاقا بشأن 'الهشاشة المتزايدة' في بيئة المخاطرة، في ظل المخاوف من تقييمات الذكاء الاصطناعي والانخفاضات الأخيرة التي بلغت 20% في العملات المشفرة مثل بيتكوين.
وكان كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا قد أثارا بدورهما في الأسابيع الأخيرة مخاوف من فقاعة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، واحتمال انفجار مفاجئ إذا لم تتحقق التوقعات المتفائلة للمستثمرين.
وقال شين إن الأرباح التي تحققها شركات الذكاء الاصطناعي حاليا، رغم إنفاقها الضخم على مراكز البيانات، تمثل فارقا مهما عن 'فقاعة الدوت كوم' في بدايات العقد الأول من الألفية، حين لم تكن الشركات تحقق أرباحا، إلا أن 'السؤال الجوهري'، على حد تعبيره، يتمثل في ما إذا كانت تلك النفقات ستعتبر مبررة على المدى الطويل، مضيفا أن العامل الآخر الحاسم للأسواق سيكون مدى صمود الاقتصاد العالمي العام المقبل.
ويراقب بنك التسويات الدولية أيضا اتجاه الدولار الأمريكي، الذي يتجه هذا العام لتسجيل أكبر تراجع سنوي له منذ انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2007.
وقال شين: 'بعد أحداث أبريل، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططا واسعة لفرض تعريفات جمركية، ظل الدولار مستقرا نسبيا'، مضيفا: 'أعتقد أن سلوك التحوط لدى المستثمرين غير الأمريكيين سيكون مدخلا بالغ الأهمية لفهم كيفية تحرك الأسواق معا من هنا فصاعدا'.



































