×



klyoum.com
morocco
المغرب  ٢ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
morocco
المغرب  ٢ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار المغرب

»سياسة» اندبندنت عربية»

"بهيجة وأخواتها" رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - ١٨:٣٣

 بهيجة وأخواتها رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب

"بهيجة وأخواتها" رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب

اخبار المغرب

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ 

 النيني أدريوشي يعتمد السرد الدائري ويختبر المسافة بين العقل والغريزة

في روايته الجديدة 'بهيجة وأخواتها'، الصادرة حديثاً عن دار فضاءات - الأردن، اختار الكاتب المغربي النيني عبدالرحيم أدريوشي أن يصدرها بإهداء إلى 'كل من طالهم التهميش والإقصاء والتشرد بسبب التطاول على حقهم في أن يحيوا بكرامة'. ويبدو أن هذا النوع من الإهداءات يملك سلطة التأثير في المتلقي وتوجيهه، فيحس قبل أن يقرأ الرواية أنه أمام ترافع اجتماعي بالأساس ودفاع عن فئة معينة تعيش تحت نير ضغوط الآخرين.

تنطلق الرواية من مشهد سينمائي بمحطة الحافلات، مشهد وداع غير معلن صوره الكاتب بأفعال غزيرة، بدل الارتكان إلى الجمل الاسمية الساكنة التي تناسب خاصية الوصف. إن أفعال الروائي لا تسرد ولا تنقل الأحداث بقدر ما تصف الحالات الخارجية للشخصيات، وتنقل للقارئ في المقابل ما يعتمل في دواخلها من مشاعر محتدمة. منذ الصفحة الأولى تحضر الشخصية المحورية في الرواية، بهيجة، فتقف بكامل دموعها جانب الحافلة التي انتبذ فيها الرجل الذي تريد أن تودعه مقعداً، يبدو من خلال وصف الروائي كما لو أنه يختبئ فيه. يسلط الكاتب الضوء على الرجل الربعة (معتدل طول القامة)، فيكتشف القارئ أنه يترنح بين حالين: الهارب من بهيجة، والمشدود إليها غير القادر على التخلص منها. واختياره السفر من أقصى شمال البلاد إلى جنوبها يحمل كثيراً من دلالات الاندحار والانتكاسة والهزيمة.

يبدو كما لو أن الكاتب يبرر للقارئ اختياره فضاء المحطة من أجل تصوير مشهد الافتتاح حين يقول 'كل شيء يبدأ من المحطة وينتهي فيها. المحطة الطرقية مكان للبداية، كما أنها مكان للنهاية'. يستثمر أدريوشي الدلالات الرمزية للمكان من أجل توجيه روايته، فيدرك القارئ منذ الصفحات الأولى أن الدراما ستكون مهيمنة على مجريات الحكي.

ينقلنا النيني إلى مشهد رديف لسابقه، لكنه هذه المرة في محطة الوصول، حيث يدور الحوار بين صالح الهارب من بهيجة وشرطي في المحطة، يلخص هذا الحوار تغير الخطاب مع السلطة. فحين يثور صالح في وجه الشرطي الذي استفزه، ولا يمتثل له، لأنه هو نفسه الذي مارس عليه شططاً سلطوياً في زمن سابق، يريد أن ينقل للقارئ الدلالات التي أخفتها جملته القصيرة الموجهة للشرطي: 'لقد تغيرت الأمور في البلاد'.

المرأة والمال

تحفل الرواية بتيمات ذات طابع اجتماعي ووجداني في الغالب، كالحنين والاغتراب والعودة والإرث والمال والجشع والتهميش. وتحضر بهيجة المحورية في الرواية بصورة مركبة، جزء منها يرتفع إلى عالم اليوتوبيا، بينما يغرق جزء آخر منها في أردان الواقعية. إنها تحب المال وتعلن ذلك، وتشهر لصالح أن علاقتها به تتوطد أكثر كلما دفع مزيداً من المقابل المادي لها، لكنها في الآن ذاته 'امرأة من عالم الأحلام والسحر والخيال' على حد وصفه. وهو يحاول بذلك أن يرصد الصورة الطبيعية للإنسان المنتزعة من عالمين ملائكي وغرائزي، لينأى بذلك عن الحضور النمطي الطاغي في معظم شخوص الرواية العربية والقائم على ثنائية الخير المطلق والشرير المطلق.

اعتمد الكاتب بعض التقابلات الفنية في بناء الرواية، فاسم بهيجة الحبيبة القديمة هو اسم بهيجة الجديدة، عاملة الفندق، والاسم ذاته لفتاة حي الكورس، وصديقتي صديقيه، فضلاً عن بهيجة المحورية. وبهيجة الأخت المفقودة. ورقم الغرفة التي أقام بها في هذا الفندق هو الرقم نفسه لزنزانة انفرادية يستعيدها في أحد المشاهد حين كان يعمل سجاناً في جناح المحكومين بالمؤبد.

تحضر آسفي المدينة المغربية العريقة كوعاء سردي يحتضن الأحداث. ويبرع الكاتب في تعقب الأماكن التي تعبرها الشخصيات من شوارع ومقاه وأضرحة وفنادق وأزقة وساحات وحانات ودور دعارة، كأنما يضع خريطة سردية للقارئ تخول له الاندماج في أفضية المدينة والتماهي مع شخوصها. وحين يتوقف عند 'سانية الجمرة' الحي الذي عاش فيه طفولته، أو 'الكورس' الحي القريب منه، يفرد حيزاً شاسعاً لاستعادة شخوصه ورصد المفارقات والطرائف. هو يعالج تيمة الغربة والعودة إلى المدينة الأولى، يقف عند المفارقة التي يتشكل طرفاها من الكائن والمكان. لقد أحس صالح بأن الأمكنة التي جاسها في طفولته قد صغرت حين كبر هو. تتعاقب المشاهد التي يستعيد فيها الرجل الربعة أمكنته القديمة بمسحة من النوستالجيا.

يتشكل الوعاء الزمني للرواية من عنصرين: زمن سابق، وزمن لاحق، والمشاعر المقرونة بالزمن الأول تطغى عليها لذة الاستعادة، بينما تكاد تكون الدهشة هي الشعور الملازم لمعظم تفاصيل الزمن التالي، الدهشة من تحولات المكان وأهله ومظاهر الحياة بشكل عام.

تحضر السينما بصورة غريبة في الرواية. فثمة تشبيه من حين لآخر لشخصيات الرواية بوجوه سينمائية معروفة، تنتمي كلها إلى زمن سينمائي سابق، فالشرطي يشبه صالح من جهة ضخامة الجسد بجوردان سكوت، والسارد يشبهه من جهة طريقة وقفته بفان كليف. تحضر السينما أيضاً عبر استعادة صالات عرض أغلقت: 'سيني فوكس' و'الروكسي' و'الأطلسي' و'مرحبا' و'سينما المسرح الملكي'، وعبر الحديث عن أفلام الراقصة هند التي كان بطل الرواية معجباً بها، وعبر حديث بهيجة وصديقتها حنان مع صالح عن الأفلام الرومانسية والاستعراضية، فضلاً عن تصوير مشهد داخل سينما 'الأطلسي' في فصل 'تراب الصيني'.

بين العقل والغريزة

في 'مغارة الأدهم' كان صالح، بعد إجهازه على الإرث الذي حصل عليه، يجالس عدداً من الندماء المهمشين والمنسيين، الذين ينتمون إلى طبقة اجتماعية غير مرئية لدى الآخرين، يتبادلون أفكارهم غير المسموعة ونقاشاتهم العميقة حول المجتمع والثقافة وتشعبات الحياة. ولم يكن الكاتب وهو يرسم تفاصيل جلساتهم يتغيا تحقيق مكاسب اجتماعية لهم، بل كان يرغب فقط في أن يتم الانتباه إلى وجودهم أولاً وأن تسمع حكاياتهم، فترافعه الاجتماعي لم يكن ذا منحى حقوقي، بل كان بالأساس أدبياً.

لقد راهن أدريوشي على سبر أغوار المجاهل النفسية لشخصياته، وقاد القارئ إلى مناطق تصطدم فيها الشهوة بالندم، عبر حوارات ومشاهد يشتبك فيها العقل مع الغريزة، وتتقارع فيها القيم بكامل مفارقاتها. لقد ذكرنا بنصوص بول بولز التي يبدو فيها الكاتب محايداً إزاء شخوصه وما تتبناه من مواقف، كما لو أن وظيفة الكاتب هو نقل حيوات سابقة بكامل عريها وتناقضاتها، نائياً بنفسه عن كل مهمة تتوخى التشذيب والتنقيح والتعليق. إن هذه المهام بالنسبة إلى أدريوشي متروكة للقارئ.

استدعى الكاتب شخصيات كانت وظيفتها بالأساس هي دعم السرد الخارجي والتحفيز على التقدم في بناء الأحداث، محمد صديق صالح والملقب بفرنكشتاين نموذجاً، كما اعتمد الكاتب تقنية الحوار داخل الرواية بشكل لافت، حوارات صالح مع الشرطي في المحطة ومع شاب في المقهى ومع فلورانس مضيفة فندق إشبيلية، والفتاة الشابة العاملة في الفندق نفسه. واستطاع الكاتب أن ينجح في إدارة هذه الحوارات عبر انتقالات واضحة على مستوى الخطاب، إذ اعتمد لغة واقعية في حواري الشرطي والشاب، بينما جنح إلى لغة حالمة في الحوار مع الأنثى، كما لجأ إلى التضمين والتداخل السردي، فقصة السجين المحكوم بالمؤبد بنيت بشكل متقطع، فتبدو أجزاؤها وامضة وموزعة بين عدد من الفصول.

يختم النيني روايته الشيقة بشكل دائري، إذ يعود لمشهد البداية في المحطة، لكن الحافلة التي انطلقت من الشمال إلى الجنوب في الفصل الأول من الرواية، تتحرك في نهاية الفصل الأخير لتعود من الجنوب إلى الشمال، في تعبير إيحائي عن المتاهة التي يضيع فيها إنسان اليوم، ورحلاته المكوكية بحثاً عن شيء يتعب من أجله كثيراً، ولا يصل إليه في الغالب.

 بهيجة وأخواتها رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب  بهيجة وأخواتها رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب

أخر اخبار المغرب:

جدارية في مراكش.. منشورات غير دقيقة على مواقع التواصل

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1644 days old | 465,671 Morocco News Articles | 161 Articles in May 2024 | 33 Articles Today | from 29 News Sources ~~ last update: 26 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



 بهيجة وأخواتها رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب - ma
بهيجة وأخواتها رواية ترصد حياة المنسيين في المغرب

منذ ٠ ثانية


اخبار المغرب

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل