اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ نيسان ٢٠٢٥
دافع رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، في كتابه الجديد 'الحل السلمي' (La solución pacífica)، عن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لحل نزاع الصحراء، مقارنا إياها بنظام الحكم الذاتي في كتالونيا.
الكتاب الذي صدر بحر أبريل الجاري عن دار النشر 'Plaza & Janés'، يتناول العديد من القضايا الجيوسياسية ويسلط الضوء على العلاقات الإسبانية-المغربية، حيث أبدى ثاباتيرو دعمه للمقترح المغربي واعتبره 'حلا جادا وواقعيا' لنزاع الصحراء.
ثاباتيرو في كتابه أشار إلى أن مشروع الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب في عام 2007 يشبه في بعض الجوانب، على الرغم من كونه أكثر عمومية، نظام الحكم الذاتي في كتالونيا؛ هذه المقارنة أثارت اهتماما واسعا، حيث رأى ثاباتيرو أن هذه الخطة تعد 'حلا جادا وواقعيا' نظرا لما تتضمنه من إمكانية تمتع الصحراويين بالحكم الذاتي والاعتراف بهويتهم السياسية.
أضاف ثاباتيرو أن هذا المشروع يعتبر الطريق الأكثر 'واقعية' لحل النزاع الصحراوي، خاصة بعد التحول في السياسة الإسبانية في 2022، عندما بعث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز رسالة إلى العاهل المغربي محمد السادس يؤكد فيها دعم إسبانيا للمقترح المغربي، وهو التغيير في الموقف الإسباني الذي يعكس التطور الكبير في العلاقات بين البلدين، لا سيما في مجال السياسة الخارجية.
وكشف ثاباتيرو في كتابه أن الحكومة المغربية استشارت حكومته بشأن هذه الخطة قبل إعلانها رسميا، حيث عرض وزير الخارجية الإسباني آنذاك، ميغيل أنخيل موراتينوس، المشروع على ثاباتيرو ليتدارسوا سويا ما إذا كان من الأفضل الإعلان عن هذه المبادرة أم لا، واصفا هذا باللحظة التي تظهر 'مستوى عاليا من الثقة' بين الحكومتين المغربية والإسبانية.
ثاباتيرو لم يقتصر على دعم المشروع فحسب، بل أشار إلى أن الخطة المغربية تتماشى مع التزام إسبانيا بحل النزاع في إطار الأمم المتحدة، بما يضمن احترام حقوق الصحراويين وتحديد مستقبلهم السياسي في إطار من التفاهم بين الأطراف المختلفة.
في هذا الصدد، قال: 'موقف إسبانيا قد يكون حساسا، ولكن يجب على بلادنا دعم الحل القائم على الحكم الذاتي والعمل من أجل التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف'.
وبالحديث عن 'حركة صحراوية من أجل السلام' (MSP)، وهي إحدى الجماعات التي تروج لمشروع الحكم الذاتي المغربي، أشار ثاباتيرو إلى أن هذه المنظمة قد قامت بتطوير أفكارها بشكل عميق حول المشروع، معتبرا أن مشاركته في فعالياتها العامة تعكس التزامه الشخصي بالقضية.
وشدد ثاباتيرو على أن الخيار الأكثر منطقية في الوقت الحالي هو أن يسعى الجميع إلى تحقيق 'حكم ذاتي كبير' للصحراء، وهو ما من شأنه أن يعزز الاستقرار في المنطقة ويضمن رفاه الصحراويين.
ثاباتيرو لم يقتصر على مسألة الصحراء المغربية، بل أشار أيضا إلى تطور العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، معترفا بالتحسن الكبير في مجال حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية التي تشهدها المملكة المغربية. وقال: 'المغرب هو الدولة العربية الأكثر تقدما في مسألة حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية، حيث شهدت البلاد تطورا ملحوظا في مجال حرية التعبير والمشاركة السياسية'.
كما نوه ثاباتيرو إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في حل النزاع، مشيرا إلى أن هناك حاجة أكبر للمجتمع الدولي لتوجيه مزيد من الانتباه إلى هذا البلد المجاور الذي له دور هام في تأمين الاستقرار الإقليمي.
في ختام الكتاب، أكد ثاباتيرو أن الطريق نحو حل نزاع الصحراء المغربية لن يكون سهلا، لكنه متفائل بأن الحل يمكن أن يتحقق من خلال 'حكم ذاتي موسع' يعترف بالحقوق الثقافية والسياسية للشعب الصحراوي، وأشار إلى أنه في النهاية، يجب أن يتجه الجميع نحو توافق يضمن الاستقرار في المنطقة.