اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
تواصلت اليوم الخميس، جلسات الاستماع المرتبطة بقضية 'إسكوبار الصحراء'، التي يتابع فيها عدد من الأسماء البارزة، من ضمنهم القياديان السابقان بحزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي.
وشهدت الجلسة الاستماع المطوّل لشهادة توفيق زنطاط، الذي كشف عن تفاصيل صادمة حول علاقته بالحاج أحمد بنبراهيم، العقل المدبر المفترض للشبكة، وظروف حبسه وعلاقاته السابقة مع شخصيات نافذة.
و أوضح زنطاط أنه زار الحاج بنبراهيم خلال فترة اعتقاله في موريتانيا، لكنه فوجئ بأنه لا يوجد داخل زنزانة، بل يقيم في 'بهو فخم' حسب وصفه، قائلاً: 'عمري شفت هادشي فحياتي'.
وفي حديثه مع الحاج عن الشاحنة التي كانت باسمه وتم حجزها ضمن ملف تهريب المخدرات، أجابه الأخير بنبرة ساخرة: 'واش عمرك شفتي فاش كنت خدام معايا المخدرات؟'، ليرد عليه زنطاط: 'أبدا'، وتابع الحاج قائلاً: 'في نظرك، لو كانت عندي علاقة بالمخدرات، غادي يخليو وسام نادر ساكن في الفيلا؟'، في إشارة إلى فرد آخر من الشبكة.
وأكد زنطاط أنه التقى بالحاج أربع مرات داخل السجن، ولاحظ أنه يعيش في ظروف مريحة ويتمتع بصحة جيدة. كما تلقى منه مكالمة هاتفية من هاتف ثابت من داخل سجن بالجديدة، أخبره فيها أنه حُكم عليه بعشر سنوات سجناً نافذاً بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات.
وأضاف أن الحاج طلب منه الاتصال بكل من سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي، مدعياً أنهما مدينان له بمبالغ مالية، لكنه لم ينفذ الطلب نظراً لوضعيته المالية الصعبة وعدم قدرته على التنقل أو الوصول إليهما، موضحا أنه تلقى لاحقاً ثلاث مكالمات أخرى من الحاج، كلها تكرّر فيها نفس الطلب، قبل أن تنقطع الاتصالات به الى حين استدعائه من طرف شرطة البيضاء للتحقيق.
وخلال الجلسة، تمت مواجهة سعيد الناصيري بما جاء في أقوال زنطاط، فأنكر كل ما نُسب إليه، مشدداً على أنه لم يتلقى مساعدة في مهرجان زاكورة ولم يتلقى أموالاً من أي طرف، مؤكدا أن ادعاء زنطاط بكونه أقام في نفس الفيلا مع الحاج بنبراهيم إلى غاية 2016 غير دقيق، لأن هذا الأخير كان مسجوناً حينها.
أما عبد النبي بعيوي، فنفى أن تكون له أي صلة بالحاج، وأكد أنه لا يملك ضيعة فيها شقة'، وطلب التأكد من سجلات المكالمات لإثبات أنه لم يتواصل معه.
وفي شهادته، أشار زنطاط إلى أن لطيفة رأفت، التي تزوجها الحاج، كانت سيدة خلوقة، لا تدخن ولا تشرب، بل 'طهّرت' الفيلا من مظاهر الفساد، لكنه كشف أيضاً أن الحاج سبق أن عنّفها وهو في حالة سكر، وقد أرتْه بنفسها آثار الضرب على جسدها قبل أن تغادر الفيلا.
وأكد أنه بعد الطلاق، أقام الحاج ما وصفه بـ'حفل النصر'، حضره الناصيري وبعيوي، حيث تم تشغيل أغنية سعد لمجرد 'أنت باغية واحد'، وظلوا يرقصون حتى وقت متأخر، معلقا بأن طلاق الفنانة كان 'فرحة' لهما لأنها كانت 'سداً منيعاً' في وجه السهرات والخمر.
وكشف زنطاط عن زيارة قام بها لمنزل لطيفة رأفت حين كانت متزوجة من الحاج، وأكد أن الأخير طلب منه ذات مرة الذهاب إلى مدينة تاونات للبحث عن شخص يُدعى عبد الواحد، صاحب محطة وقود، وبالفعل وجده هناك، واكتشف لاحقاً من السكان أنه أحد كبار تجار المخدرات بالمنطقة ويمتلك مساحات شاسعة لزراعة القنب الهندي.
وأضاف أنه تلقى طلبات من الحاج للتوسط لدى لطيفة رأفت وكريم عياد، الملقب بـ'السلاوي'، للحصول على مساعدات مالية، غير أن لطيفة لم تمنحه شيئاً.
وذكر زنطاط أن الحاج كان شغوفاً بشراء السيارات الفاخرة، منها 'جاكوار' و'رونج روفر'، وكان يسجلها بأسماء آخرين مثل العربي الطيبي، كما تحدث عن صفقة بيع خمس شاحنات من نوع 'تراكتور' لعبد النبي بعيوي.
وبخصوص عقود بيع شقة بين الحاج وكريم عياد، أوضح زنطاط أنه حاول الحصول على نسخة من العقد من عند الموثقة أمينة، بامر من بنبراهيم لكنها رفضت تسليمه الوثائق.
وختم زنطاط، شهادته بالتأكيد على أنه كان فقط ناقلاً لبعض الوثائق والمبالغ بناء على طلب الحاج، ولم يكن جزءاً من أي شبكة أو نشاط غير قانوني.