طلبة الطب والصيدلة يصعدون باحتجاجات محلية وينددون بـ"توقيفهم وتهديدهم"

أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، تنظيم وقفات احتجاجية محلية سلمية بمختلف مدن كليات الطب والصيدلة العمومية، رفضا لقرار تقليص سنوات التكوين الطبي من سبع إلى ست سنوات، إضافة لعدد من المطالب الأخرى.

وذكرت اللجنة، في بلاغ توصلت جريدة 'العمق' بنسخة منه، أن فئات طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ' طلبت الحوار الجدي، فقوبلت بإغلاق بابه وأبواب الكليات والطرق المؤدية إلى العاصمة الرباط'.

ونددت اللجنة بـ'منع تنقل الطلبة للحضور إلى الوقفة الوطنية السلمية سابقة الذكر في عدد من المدن، كان من بينها وجدة وأكادير، وذلك في غياب أي مسوغ قانوني ودون تقديم أي مبرّر من طرف السلطات الأمنية الحاضرة بعين المكان'.

وجرى، وفق الهيئة ذاتها، 'العكوف على مصادرة الحافلات التي كانت تُقِلّ هؤلاء الطلبة والعمل على ترهيبهم في مقاربةٍ كانت أقرب إلى ملاحقة مجرمين فارّين من العدالة منها إلى التعامل مع طلبةٍ حضاريين سلميين يمارسون حقهم المشروع في التنقل وفي التجمهر والاحتجاج السلمي'.

و'رافق هذا الحظر الذي مورس على الطلبة حينها، حسب البلاغ ذاته، إجراءَ جولاتٍ تفتيشية حتى بحافلات النقل العمومي تنقيبا عن طلبة الطب والصيدلة ومغالاة في حرمانهم من حقهم المشروع في التنقل للالتحاق بالإنزال الوطني'.

وأكدت اللجنة أن 'هذه التجاوزات ظهرت واضحة جلية في إغلاق الكليات وانتهاك حرمتها عبر منع الطلبة من ولوج مكانهم الطبيعي في مرافقها ومنشآتها بما في ذلك قاعات المطالعة والمكتبات'.

ونددت الهيئة ذاتها 'ببلاغات عمادات الكليات، الموحدة زمانا ومضمونا، النابعة من مصدر واحد، والقاضية بمنع جميع الأنشطة داخل حرم الكلية إلا بتصريح مكتوب من الإدارة'، معتبرة أن 'هذا الإجراء خرق فاضح للحريات الطلابية، وانتهاك غير مسبوق يهدف إلى الحظر العملي لأنشطتنا الطلابية'.

كما استنكرت اللجنة 'كل التهديدات بالطرد والوعيد الذي يتعرض له الطلبة المقاطعون وعلى وجه الخصوص المكررون في كل الكليات العمومية خاصة بكليتي أكادير والعيون'، مدينة 'المس بالكرامة الإنسانية لزملائنا بمدينة الرشيدية بإطلاق أحكام قيمة بناء على هندامهم، والتنمر عليهم مع التهديد المباشر والصريح بإغلاق الكلية'.

إلى ذلك، أعلنت اللجنة 'برمجتها لمحطات تواصلية طيلة الشهر الجاري عبر مراسلة كافة الفاعلين السياسيين والنقابيين من أحزاب، وفرق ومجموعات برلمانية، وشبيبات حزبية، وهيئات طلابية، ونقابات وتنسيقيات الأطباء، وجمعيات حقوقية، ومختلف هيئات ومكونات المجتمع المدني'.

كما قررت اللجنة 'تقديم لعريضة موقعة من طرف عموم الطلبة تتضمن إشهادا عما وقع من انتهاكات وتجاوزات حقوقية ومتضمِّنة لمواقف وآراء الطلبة التي تؤكد من جديد على تشبثهم بمطالبهم العادلة والمشروعة'.

وعبرت الهيئة ذاتها 'عزمها نشر تقرير بيداغوجي مفصل حول مدة التكوين بكليات الطب عبر مختلف بلدان العالم ومشاركته مع مختلف المهتمين من رأي عام وطني ومنابر صحفية بهدف تقريب الصورة بشكل مبسط حتى للبعيدين كليا عن الميدان الأكاديمي الطبي'.

وسيتم، وفق المصدر ذاته، 'تسطير لحملة إعلامية وتواصلية متنوعة تهدف إلى التعريف بالقضية الطلابية بشكل مبدع ومتجدد، مثمنة التفاعل الإيجابي لكافة الهيئات التي أصدرت بيانات ومنشورات تضامنية، والتي أسهمت من بعيد أو قريب في التعريف والتعبئة لملفها المطلبي'.

وعبرت اللجنة الوطنية عن 'أمانيها أن يكون شهر رمضان المبارك فرصةً لحلحلة هذا الملف عبر الاستجابة الفعلية لمطالبنا العادلة والمشروعة حتى تدُبَّ الحياة من جديد في كليات الطب والصيدلة بعودة الطلبة إلى مكانهم الطبيعي وسط المدرجات وقاعات الدراسة واستئنافهم للتداريب داخل المستشفيات'.

وشهدت الرباط يوم الخميس 29 فبراير 2024 توافد أكثر من عشرة آلاف طالب من كافة ربوع الوطن، استجابوا، وفق تعبير اللجنة، لنداء اللجنة الوطنية القاضي بتجسيد إنزال وطني أمام قبة البرلمان.

ونددت اللجنة بما جاء به وزيرا الصحة والحماية الاجتماعية والتعليم العالي، في ندوتهما الصحفية التي أعلنا فيها عن إغلاق باب الحوار، حيث زعموا بأن 90% من الطلبة يقبلون القرارات الوزارية'، معتبرة أن 'ما يفند هذا الأمر بشكل صارخ وجليّ نجاح المقاطعة بنسبة ناهزت 100% بكافة كليات الطب والصيدلة'.

ورفضت اللجنة اعتبار أن 'قرار تقليص سنوات التكوين لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على مسار استكمال الدراسات بالخارج بل يفضي -على العكس من ذلك- إلى تسريعه بسنة كاملة'، مضيفة: 'لعل السيد الوزير، من خلال تجربته الشخصية الخاصة مع الهجرة والعمل خارج البلاد، أدرى منا بذلك'.