اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
أثار غياب لجان المراقبة الصحية والبيطرية في عدد من الأسواق الأسبوعية بجهة الدار البيضاء–سطات، في الأيام القليلة الماضية، استياء واسعا في صفوف المواطنين، خاصة مع تزايد المخاوف من تدهور جودة المواد الغذائية المعروضة، وغياب شروط السلامة الصحية والنظافة.
وقد عبرت جمعيات حماية المستهلك عن قلقها إزاء ما وصفته بـ'الإهمال المتكرر' في مراقبة هذه الفضاءات، التي تستقطب آلاف المواطنين أسبوعيا لاقتناء حاجياتهم الأساسية.
وحسب ما وثقته فيديوهات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسود داخل هذه الأسواق فوضى عارمة نتيجة انعدام الرقابة على جودة اللحوم، والخضر، والفواكه، وانتشار النفايات، وغياب المرافق الصحية، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المستهلكين.
وحذر مراقبون للشأن المحلي من انعكاسات هذا الوضع، داعين السلطات المحلية والمصالح المختصة إلى التدخل العاجل لإعادة تنظيم الأسواق وضمان سلامة المنتجات الغذائية المعروضة.
ودعا حسن الشطيبي، رئيس جمعية حماية المستهلك، إلى تعزيز الرقابة على المنتوجات والخدمات المقدمة داخل الأسواق الأسبوعية بجهة الدار البيضاء سطات، مشددا على أن مستوى المراقبة الحالي لا يرقى إلى الحد الأدنى المطلوب لضمان سلامة المستهلكين.
وأكد الشطيبي، في تصريح لجريدة العمق المغربي، أن الوضع الراهن يثير القلق، نظرا للضعف الكبير الذي يعتري منظومة المراقبة، مرجعا السبب الرئيسي إلى نقص العنصر البشري داخل لجان التفتيش والمراقبة، حيث تعاني هذه الأخيرة من قلة حادة في الموارد البشرية، مما يحد من قدرتها على التدخل الفعّال والمستمر داخل هذه الفضاءات الحيوية.
وأشار إلى أن الأسواق الأسبوعية، رغم أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، تعاني من غياب شبه تام لمعايير النظافة وشروط السلامة الصحية، سواء فيما يتعلق بطرق عرض السلع أو تخزينها، خاصة المنتوجات الغذائية سريعة التلف كاللحوم والخضروات.
ولفت إلى أن هذا الإهمال يشكل تهديدا مباشرا لصحة وسلامة المستهلك المغربي، وهو ما يستوجب تدخلا حاسما من طرف السلطات العمومية، وعلى رأسها الحكومة، لإعادة تنظيم هذه الأسواق وفق مقاييس واضحة تحترم شروط الصحة العامة وتراعي حقوق المستهلكين.
وفي سياق متصل، استعرض الشطيبي حالة الاكتظاظ الشديد التي شهدتها هذه الأسواق في الأيام الأخيرة، وخاصة في جهة الدار البيضاء سطات، مشيرا إلى أن هذا الوضع زاد من تعقيد الوضعية وساهم في بروز ردود فعل غاضبة من المواطنين.
وأوضح أن المواطنين لاحظوا، بشكل جلي، الخروقات المسجلة في طرق عرض اللحوم الحمراء وغيرها من المواد الغذائية، حيث يتم التعامل معها في ظروف غير صحية وفي غياب تام لأي مراقبة صحية فعالة، مما يعرض حياة الناس للخطر.
وفي ختام تصريحه، شدد رئيس جمعية حماية المستهلك على أن إصلاح وضعية الأسواق الأسبوعية لا يمكن أن يتحقق دون إرادة سياسية واضحة وتدخل جاد من طرف الجهات المعنية.
وقال الشطيبي إن هناك حاجة ماسة إلى وضع استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل هذه الفضاءات، تشمل جوانب المراقبة، النظافة، البنية التحتية، وتحسين ظروف عمل الباعة، بما يضمن حماية فعالة للمستهلك من أي مخاطر صحية أو غش تجاري.